ارتفاع أسعار زيت الزيتون يثير أزمة في تونس.. سعادة للمواطنين واستياء للفلاحين

By العربية الآن

أسعار زيت الزيتون تشعل أزمة في تونس.. فرحة للمواطنين ونقمة على الفلاحين

انخفاض سعر الزيت تفاقم معاناة الفلاحين في تونس (الجزيرة)
انخفاض سعر الزيت فاقم معاناة الفلاحين في تونس (الجزيرة)
يواصل الفلاح حسن البعلي النقل بصناديق الزيتون لبيع محصوله في منطقة برج الطويل بمحافظة أريانة. لكنه يواجه أزمة خانقة تهدد القطاع نتيجة الانخفاض الكبير في الأسعار.
حسن، الذي قام ببيع زيت الزيتون بمعدل دينار واحد للكيلوغرام، يشير إلى أن السعر كان يعادل 3 دنانير في الموسم الماضي. هذا الانخفاض الحاد ألقى بظلاله على مدخول الفلاحين وسط تزايد تكاليف الإنتاج.
تحليل السوق أوضح أن وفرة الإنتاج المحلي والدولي بالإضافة إلى انخفاض الأسعار في الأسواق العالمية تسبب في هذا الهبوط. ووفقًا لوزارة الفلاحة، يُتوقع إنتاج 340 ألف طن من زيت الزيتون هذا الموسم، بزيادة تتجاوز 50% عن العام الماضي.
توقعات بأن يبلغ إنتاج زيت الزيتون هذا الموسم 340 ألف طن بزيادة تفوق 50% مقارنة بالموسم الماضي (الجزيرة)

أزمة خانقة

هذا الانخفاض المفاجئ أدى إلى أزمة خانقة للفلاحين، مما دفع السلطات لاتخاذ تدابير عاجلة للحد من التأثير السلبي. ويعبر حسن عن إحباطه قائلاً: “تخلت عنا الأسعار، وأصبحنا عاجزين عن تغطية تكاليف الإنتاج”.
يضيف حسن أن تأثير تراجع الأسعار يزيد من الصعوبات في التخطيط للمستقبل، حيث أن تكاليف الإنتاج ترتفع بشكل مستمر بينما العوائد تتناقص.
وضع حسن يكاد يكون متشابهاً مع وضع عماد الجلاصي، الفلاح الآخر الذي يبيع محصوله بـدينار ونصف للكيلوغرام فقط، وهو مبلغ يدني من تغطية جزء بسيط من تكاليف الإنتاج.

نعمة للمواطنين

في المقابل، يلاحظ البعض الآثار الإيجابية لهذا الانخفاض في الأسعار على المواطنين الذين يجدون فرصًا أفضل في شراء الزيت. يوضح عماد: “على الرغم من مشاعري كفلاح، أدرك أهمية هذا الانخفاض للعديد من الأسر التي تعاني من الضغوط الاقتصادية”.
إلا أن هذه الظروف تعكس تباينًا حادًا بين المصالح التجارية للفلاحين والمستهلكين، وهو ما يعكس فوضى في سوق الزيتون بتونس.

### طوابير المواطنين لشراء الزيت

تزايدت الطوابير الطويلة للمواطنين الذين تجمعوا منذ الصباح الباكر في معصرة سيدي بن عمار بسيدي ثابت لشراء زيت الزيتون. وفي هذا السياق، أعرب فتحي بوناصري عن ارتياحه قائلاً: “هذا الموسم نعمة من الله، وأسعار الزيت أصبحت في متناولنا بعد ارتفاعها الكبير العام الماضي، مما أتاح لي عدم تقليص استهلاكي كما فعلت في الموسم الماضي.”

تغيرات الأسعار وتأثيرها على العادات

أوضح بوناصري، خلال حديثه للجزيرة نت، أن زيت الزيتون ليس مجرد منتج زراعي، بل يشكل جزءاً من ثقافتنا وعاداتنا. وشهدت الأسعار هذا العام انخفاضاً أعاد الطمأنينة إلى البيوت.

فوائد انخفاض الأسعار للمواطنين

في ذات السياق، قال الضاوي الميداني، رئيس نقابة الفلاحين التونسيين، إن المواطنين هم المستفيدون الآخرون من هذا الانخفاض. وأشار إلى أن الأسعار في السوق المحلية أصبحت الآن مغرية بعد الارتفاع الكبير العام الماضي، لكنه نبه إلى أن هذا الانخفاض في الأسعار جاء نتيجة وفرة الإنتاج المحلي وتراجع الأسعار في الأسواق العالمية، مما وضع الفلاحين في أزمة.

أزمة الفلاحين والإجراءات الحكومية

الميداني أعرب عن قلقه بشأن الخسائر التي يعاني منها المزارعون والدولة، حيث سينخفض الدخل القومي من العملات الأجنبية نتيجة انخفاض الأسعار، في وقت ستحصل الدول المستوردة على زيت الزيتون التونسي بأسعار أقل.

وأشار الميداني إلى أن الإجراءات الحكومية يجب أن تكون فعّالة للحد من مشاكل الفلاحين، حيث أعلنت وزارة الفلاحة عن مجموعة من التدابير لدعمهم، مثل شراء كميات من زيت الزيتون بأسعار تتماشى مع السوق العالمية وتمويل تخزين الزيت إذا استمرت الأسعار في الانخفاض.

خطوات وزارة الفلاحة لدعم الفلاحين

أعلنت وزارة الفلاحة مؤخرًا عن خطط لضمان حقوق الفلاحين، عبر قيام ديوان الزيت التابع للوزارة بشراء كميات من زيت الزيتون في جميع أنحاء البلاد بأسعار تراعي السوق. كما قررت الوزارة تمويل تخزين الزيت لدى المنتجين في حال استمرار تراجع الأسعار، بالإضافة إلى تمديد فترة سداد القروض الموسمية لـ3 أشهر للفلاحين وأصحاب المعاصر.

المصدر : الجزيرة

أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.

Exit mobile version