شهدت أسعار النفط العالمية ارتفاعًا خلال تداولات اليوم، مدعومة ببيانات صناعية إيجابية من الصين وأزمة سياسية تتعلق بالهدنة بين إسرائيل وحزب الله اللبناني. بينما انخفضت أسعار الذهب نتيجة زيادة قيمة الدولار عقب مطالبات من الرئيس المنتخب دونالد ترامب للدول الأعضاء في مجموعة البريكس بتقديم ضمانات بعدم استبدال الدولار في التجارة العالمية.

أسعار النفط

ارتفعت أسعار النفط اليوم نتيجة تفاؤل الأسواق حيال القوة في النشاط الصناعي الصيني، الذي يعد ثاني أكبر مستهلك للنفط في العالم، وتصاعد الأوضاع المتوترة في الشرق الأوسط مع استمرار غارات إسرائيل على لبنان رغم الاتفاق على وقف إطلاق النار.

وفي الوقت ذاته، سجلت العقود الآجلة لخام برنت زيادة بلغت 57 سنتًا (0.79%) لتصل إلى 71.41 دولار للبرميل. كما ارتفع سعر خام غرب تكساس الوسيط الأميركي بمقدار 58 سنتًا (0.85%) ليبلغ 68.58 دولار للبرميل.

وأشار ييب جون رونغ، خبير السوق في (آي جي)، إلى أن الأسعار تحققت استقرارًا مع استمرار التوسع في الأنشطة الصناعية الصينية، ما يعكس بعض نجاح الجهود التحفيزية التي تم اتخاذها مؤخرًا.

أسعار الذهب

على صعيد آخر، تراجعت أسعار الذهب بسبب الارتفاع المستمر في قيمة الدولار الأميركي. حيث ازدادت التوقعات بانخفاض أسعار الفائدة، لكنها لم تساهم في تعزيز الذهب كما كان متوقعًا.

يستمر المتعاملون في متابعة مستجدات الوضع في سوريا، التي قد تؤثر على توترات المنطقة الغنية بالنفط.

### تراجع أسعار الذهب تحت ضغط الدولار وعمليات جني الأرباح

توقفت موجة الارتفاع التي شهدتها أسعار الذهب على مدى أربعة أيام متتالية، حيث تراجعت اليوم الإثنين بسبب قوة الدولار وعمليات جني الأرباح. يترقب المستثمرون صدور بيانات اقتصادية أميركية مهمة تتعلق بتوقعات السياسة النقدية لمجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي).

فقد انخفض الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 0.88% إلى 2630.40 دولاراً للأوقية، كما تراجعت العقود الأميركية الآجلة للذهب بنسبة 1.05% لتصل إلى 2652.80 دولاراً.

بيانات اقتصادية أميركية مهمة

من المتوقع أن تصدر خلال هذا الأسبوع مجموعة من البيانات الاقتصادية الأميركية الرئيسية التي قد تؤثر على توقعات السوق بشأن السياسة النقدية. تشمل هذه البيانات تقرير فرص العمل، وتقرير التوظيف الصادر عن إيه دي بي، بالإضافة إلى تقرير الوظائف في القطاعات غير الزراعية. كما سيقوم عدد من مسؤولي مجلس الاحتياطي الاتحادي، ومن بينهم رئيسه جيروم باول، بإعطاء تصريحات قد توضح السياسة المستقبلية للبنك.

توقعات بتخفيض أسعار الفائدة

وفقًا لأداة “فيد ووتش” التابعة لمجموعة سي إم إي، تتوقع الأسواق حالياً فرصة بنسبة 67.1% لخفض أسعار الفائدة الأميركية بمقدار 25 نقطة أساس في ديسمبر. وعلّق محلل السوق لدى آي جي ييب جون رونغ، قائلاً: “إذا أشار مجلس الاحتياطي الاتحادي بوضوح إلى إبقاء أسعار الفائدة دون تغيير حتى عام 2025، فمن المحتمل أن نشهد مزيداً من التراجع في أسعار الذهب”.

تجدر الإشارة إلى أن ارتفاع أسعار الفائدة يجعل من الذهب أداة استثمارية أقل جاذبية، حيث لا يدر الذهب أي عائد.

قوة الدولار وتأثيرها على اليورو

في سياق متصل، ارتفعت قيمة الدولار الأميركي بسبب توقعات خفض الفائدة، في الوقت الذي شهد فيه الين الياباني انتعاشاً مدعومًا بتوقعات ارتفاع سعر الفائدة داخليًا. كما حصل الدولار على دعم إضافي من تصريحات ترامب التي حث فيها الدول الأعضاء في مجموعة بريكس على عدم دعم أي عملة قد تحل محل الدولار، مشيراً إلى فرض رسوم إضافية بنسبة 100% على أي عملة يتم طرحها.

في المقابل، شهد اليورو ضغوطًا إضافية نتيجة حالة عدم اليقين السياسي في فرنسا، حيث انخفض بنسبة 0.4% إلى 1.0532 دولار، عقب ارتفاعه بنحو 1.5% في الأسبوع الماضي. وقد أدى ذلك إلى رفع مؤشر الدولار إلى 106.170 نقطة.

مستقبل السياسة النقدية في أوروبا

تشير التوقعات إلى أن البنك المركزي الأوروبي قد يخفض أسعار الفائدة هذا الشهر، حيث تشير الأسواق إلى احتمال بنسبة 27% أنه قد يخفضها بمقدار 50 نقطة أساس في 12 ديسمبر.

يوجد أيضًا قلق بشأن الاستقرار السياسي في فرنسا، حيث تتزايد احتمالات تصويت حجب ثقة قد يطيح برئيس الحكومة ميشيل بارنييه، في ظل رفض الحكومة لمزيد من التنازلات بشأن الميزانية.