تزايد مصروفات المدارس الخاصة يرهق الأسر المصرية
تتحدث لبنى يوسف، الأم لثلاثة أبناء يدرسون في مدارس خاصة بشرق القاهرة، عن زيادة المصروفات المدرسية التي ارتفعت من 16,600 جنيه مصري إلى 20,000 جنيه للعام الدراسي المقبل. وهذا يعني زيادة تقدر بحوالي 22٪، رغم أن الوزارة حددت نسبة الزيادة الخاصة بها بنحو 12٪. تقول لبنى: “نقع تحت ضغط دفع مصروفات المدرسة الزائدة دون مراعاة لوضعنا المالي”.
قرارات وزارة التعليم بشأن المصروفات
أعلنت وزارة التربية والتعليم اعتماد شرائح المصروفات للمدارس الخاصة، وذلك قبل بدء العام الدراسي الجديد في 21 سبتمبر. تنص التعليمات على أن الزيادة السنوية تتراوح بين 5 إلى 25٪ من المصروفات المقررة في العام السابق.
الرقابة على المصروفات ضرورة ملحة
أوضحت لبنى أن العديد من المدارس الخاصة لا تتبع القواعد المحددة وتقوم بزيادة المصروفات بشكل غير منضبط، مما يزيد الضغط المالي على الأسر، وهو ما يستدعي ضرورة الرقابة القانونية والمحاسبة على هذه الزيادات.
الإقبال المتزايد على المدارس الخاصة
في ظل ارتفاع الطلب على المدارس الخاصة، خصوصاً من الطبقات المتوسطة والعليا، يشير الدكتور عادل عامر، الخبير الاقتصادي، إلى أن هذا الطلب يتيح للمدارس زيادة أسعارها. ويزداد العبء المالي على الأسر في ظل ارتفاع تكاليف التشغيل، بما في ذلك أجور المعلمين الأجانب.
أزمات أسرية بسبب الأسعار المرتفعة
تتحدث مي المرسي، ولية أمر لطالب وطالبة في مدرسة لغات بمدينة 6 أكتوبر، عن القلق الذي يسيطر عليها بسبب الزيادة العشوائية لمصروفات المدارس. حيث تمت زيادة المصروفات من 36,000 جنيه إلى 47,000 جنيه دون مبررات قانونية، مما دفعها للمطالبة بإجراءات واضحة من الوزارة.
التأثيرات الاجتماعية والاقتصادية لارتفاع المصروفات
تشير داليا الحزاوي، مؤسسة ائتلاف أولياء أمور مصر، إلى أن ارتفاع المصروفات يوسع الفجوة الاجتماعية بين الأسر، ويعرض الأطفال من الأسر ذات الدخل المحدود لفقدان الفرص التعليمية الجيدة. ويتجاوز هذا التحدي تأثير زيادة المصروفات سواء على المستوى الاقتصادي أو الاجتماعي.
الحلول المقترحة للتخفيف عن الأسر
مع ارتفاع المصروفات، تطالب الحزاوي الآباء بالتفكير في تقليل النفقات الدراسية، مثل الاستعانة بالكتب المدرسية من الأعوام السابقة وشراء الضروريات فقط. كما يرى أستاذ التخطيط التعليمي أن الارتفاع الكبير في تكلفة التعليم له آثار تبدأ من ترابط المجتمع وتدني الروابط الثقافية.
تصاعد عدد المدارس الدولية والمصروفات المرتفعة
تتواجد المدارس الدولية في مقدمة قائمة المدارس ذات المصروفات المرتفعة، حيث تشير التقارير إلى أن مدرسة الكلية الأميركية في القاهرة تصل مصروفاتها إلى نحو 810,000 جنيه. وقد ارتفع العدد الإجمالي للمدارس الدولية من 168 مدرسة عام 2011 إلى 785 مدرسة في عام 2020.
بين التضخم وزيادة المصروفات
تؤكد المعطيات أن نسبة كبيرة من دخل الأسر المصرية تُخصص للتعليم، حيث زادت النسبة إلى حوالي 75٪، مما يضيف عبئاً إضافياً في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة. وبالفعل، قد تؤدي هذه الزيادات إلى سحب بعض الأسر لأبنائهم من المدارس الخاصة والالتحاق بالمدارس الحكومية.
خاتمة
مع تزايد المصروفات، تبقى الحاجة ملحة لمتابعة تنفيذ القرارات الحكومية والرقابة عليها، لحماية الأسر المصرية من الضغوط المالية الناتجة عن ارتفاع تكاليف التعليم.