أظهرت دراسة جديدة لفريق من العلماء السويديين، نُشرت في ديسمبر (كانون الأول) الحالي بمجلة JAMA Network Open، احتمالية وجود ارتباط بين استئصال اللوزتين وإزالة اللحمية وزيادة خطر الإصابة باضطرابات القلق في مراحل لاحقة من حياة الأشخاص. وأوضح الباحثون أن ارتفاع عدد هذه العمليات الجراحية يستدعي فهماً أعمق لمضاعفاتها على المستويين الجسدي والنفسي. وتشير الإحصاءات إلى إجراء نحو 13 ألف عملية استئصال للوزتين في السويد سنوياً.
اللوزتين ودورها المناعي
تؤدي اللوزتين دوراً مهماً في تعزيز الجهاز المناعي، إذ تساهم في إنتاج الأجسام المضادة التي تحارب الميكروبات المختلفة، مما يوفر حماية للجسم من البكتيريا والفيروسات. بعد استئصالها، يصبح الجسم أكثر عرضة للأمراض المعدية والتهابات مختلفة، مثل التهاب البلعوم. وقد ارتبطت بعض الدراسات بين استئصال اللوزتين وزيادة احتمالات الإصابة بمشكلات صحية مثل التهاب القولون العصبي.
يشدد الباحثون على أهمية إجراء استئصال اللوزتين عند الحاجة، كعلاج لالتهاب اللوزتين المتكرر أو الخُرّاجات المحيطة بها. كما يتم اللجوء إلى هذا الاستئصال في حالات البالغين التي تتطلب معالجة انسداد المجرى التنفسي العلوي. ومع ذلك، حذر العلماء من أن الجراحة قد لا تكون الخيار الأول للعلاج، نظرًا لأن المخاطر قد تفوق الفوائد في حالات التهاب اللوزتين غير الحاد.
التحليل ومنهجية الدراسة
شملت الدراسة بيانات صحية من السجل الصحي والتعداد السكاني الوطني في السويد، حيث تم تحليل حالات الأفراد المولودين بين يناير 1981 وديسمبر 2016. وتمت المقارنة بين الأفراد الذين هم بحاجة إلى استئصال اللوزتين أو اللحمية، مقابل أولئك الذين لم يخضعوا لأي جراحة. تم اختيار مجموعة من المشاركين المتطابقين في العمر والجنس، بجانب مجموعة أخرى من الأشقاء.
نتائج الدراسة وتأثيراتها
أظهرت النتائج أن الأشخاص الذين خضعوا لجراحة إزالة اللوزتين أو اللحمية كانوا أكثر عرضة للإصابة باضطرابات القلق بنسبة 43%، مع ارتفاع هذا الخطر في حالات اضطراب كرب ما بعد الصدمة، حيث سجل زيادة بنسبة 55%. كما أن الأشقاء في نفس المجموعة كانوا أيضًا معرّضين لخطر القلق بنسب 34% و41% على التوالي.
بينت الدراسة أن العمليات الجراحية لاستئصال اللوزتين تعتبر مرتبطة بزيادة أخطار القلق، خصوصًا في الأطفال، وكذلك في البالغين الذين خضعوا للاستئصال لتصحيح مشاكل التنفس. كان الأفراد الأكبر سنًا عند إجراء الجراحة (خلال فترة المراهقة) معرضين أكثر للخطر.
التأثير النفسي المستمر
تشير النتائج إلى أن المخاطر المتزايدة للإصابة بالقلق قد تستمر حتى 20 عامًا بعد الجراحة. حيث تُعزى هذه الزيادة في المخاطر إلى عدة عوامل قد تتضمن التهابات مزمنة في الأنسجة. ورغم أن الآثار النفسية المرتبطة بالاستئصال قد تكون طفيفة، فإنها تبقى ملحوظة على المدى الطويل.
استنتاجات مهمة
ختاماً، يؤكد الباحثون أن إجراء جراحة استئصال اللوزتين يجب أن يكون الخيار الأخير بعد فشل العلاجات الدوائية، ويفضل أن يتم خلال العمر مبكراً لتقليل المخاطر النفسية المحتملة في المستقبل.
* استشاري طب الأطفال
“);
googletag.cmd.push(function() { googletag.display(‘div-gpt-ad-3341368-4’); });
}