كان الحديث عن الذكاء الاصطناعي وتأثيره على حياة الأفراد والمجتمعات مقتصراً على أفلام الخيال العلمي. ولكن في عصرنا الحالي، أصبح الذكاء الاصطناعي يشكل أداة ثورية تدخلت بشكل جذري في عدة مجالات، وبالأخص في مجال الصحافة.

تتنوع استخدامات الذكاء الاصطناعي في الصحافة مثل برامج تحليل البيانات، وأدوات الكتابة والتحرير الآلي، وأنظمة التحقق من الأخبار.

اليوم، يمكن للصحفيين الاستفادة من الذكاء الاصطناعي لتحسين جودة أعمالهم وتعزيز عملية الوصول إلى المعلومات. يمكنهم تحليل كميات كبيرة من البيانات بسرعة، مما يعزز القدرة على متابعة الأحداث وكشف القصص الخبرية بشكل أسرع وأدق.

تتنوع تطبيقات الذكاء الاصطناعي في المجال الصحفي، حيث تشمل برامج تحليل البيانات، وأدوات الكتابة والتعديل الآلي، بالإضافة إلى أنظمة التحقق من الحقائق، مما يزيد من تفاعل الجمهور مع المحتوى الإعلامي.

الرصد والمتابعة

مع ازدياد المعلومات المتدفقة عبر الإنترنت، أصبح دور الذكاء الاصطناعي أكثر أهمية. إذ تساعد أدوات الذكاء الاصطناعي المؤسسات الإعلامية على معالجة البيانات الهائلة واكتشاف الموضوعات الرائجة.

تظهر أهمية الذكاء الاصطناعي في تسهيل عمليات الرصد التلقائي وتحليل الاتجاهات العامة، مما يمكن وسائل الإعلام من تقديم تغطية شاملة في وقت قصير.

تستخدم العديد من المؤسسات الإعلامية أدوات مثل غوغل تريندز (Google Trends) لرصد الموضوعات الشعبية، حيث تقدم هذه الأداة بيانات حول الكلمات المفتاحية الأكثر بحثًا. تساعد هذه الأداة الصحفيين على تحديد المناطق الجغرافية التي يهتم بها الجمهور وإنتاج محتوى جذاب للقارئ.

الأدوات المتاحة للمؤسسات الإعلامية متعددة، وليس غوغل تريندز ورابيد مينر فقط، بل هناك مجموعة واسعة من التطبيقات والبرامج المدعومة بالذكاء الاصطناعي.

علاوة على ذلك، تستخدم وسائل الإعلام أداة رابيد مينر (RapidMiner) لتحليل البيانات الضخمة وفهم اتجاهات الرأي العام من خلال فحص النصوص المنشورة على وسائل التواصل الاجتماعي.

هذه الأدوات تسهل عملية تحليل ما يعبر عنه الناخبون، خصوصاً في فترات الانتخابات. ولا تتوقف الأدوات على هذه الأمثلة فقط، بل هناك العديد من البرامج القادرة على تحويل محتوى البرامج التلفزيونية والإذاعية إلى نصوص مكتوبة.

تساهم الخوارزميات في تصنيف المحتوى حسب المواضيع، مما يسهل عملية البحث ومتابعة التصريحات الهامة.