استرجعوا سعادة “لا تثريب!” من جديد

By العربية الآن



أعيدوا بهجة “لا تثريب!”

1الأم تكون مقربة من البنت منها أكثر من الولد كما أن البنت سهلة التربية وتنصاع لنصائح الأم أكثر- (بيكسلز).
ربّ موقف صغير حفر بصمته في فؤاد ابنك على مدى السنين فلماذا لا نشيع التسامح في أسرنا؟ (بيكسلز)

الخطأ جزء من طبيعتنا البشرية، ومن المحتمل أن نخطئ جميعاً. فهل نملك القدرة على التغلب على ذلك بالتسامح؟

يحتاج الآباء إلى مراجعة صفاتهم الحميدة بشكل دوري. لتكون صفات مثل الكرم والصدق والوفاء من سمات أبنائنا، يجب أن نتمتع بها بأنفسنا لكي يحصد أطفالنا نتائج إيجابية. صحيح أن النصائح تحمل قيمة كبيرة، لكن التحلي بالأخلاق الحميدة هو العظة الكبرى والأكثر تأثيرًا من الكثير من الكلمات الفارغة. لذا، لماذا لا نعزز قيمة التسامح في بيوتنا ونحتفل بمبدأ “لا تثريب؟”

في بعض الأحيان، يحتاج المربي إلى إبعاد سيف العقاب، فالعقاب للأطفال مثل الملح للطعام، نحتاجه بقدر معين، وإذا زاد عن حده، أفسد.

ما الذي سنقدمه للعالم إذا تربى أبناؤنا على القسوة؟ كيف يمكن أن نشوه طفولتهم بالعقوبات والاعتداءات؟

يجب على المربي إدراك أهمية التسامح. أطفالنا في أيدينا، يمكننا تشكيلهم كما نشاء، فهل سمع الطفل من أبيه عبارة “عفوت عنك، اذهب ولا تتردد”؟ هل ينبغي على الوالد أن يحمل العصا طوال حياته؟ هل يجب أن يكون العقاب هو الحل لكل زلة يرتكبها الطفل، لمجرد أن يؤمن معظمهم أن “من أمن العقوبة أساء الأدب”؟ أليس العفو عند المقدرة أكثر تأثيرًا من الفعل ورد الفعل التقليدي؟

متى يجب أن نهدئ من روعنا عندما نلاحظه، ونتجنب استخدام العقوبة بقدر أكبر مما نحتاج؟ يحتاج المربي إلى إيجاد الطريقة المناسبة لعلاج الجروح، فليس كل جرح ظاهر، وليس كل جرح قابل للمداواة.

قيمة الصفح والعفو

لماذا لا نتمكن من تقويم الألم عند القدرة بالقول: “أخطأت، فلا تعاود الخطأ”؟ هل يجب أن نصنع من الأبناء ضحايا، ليدركوا أخطاءهم؟ تربية الأجداد كانت قاسية، ويقوم بعض الآباء بتصحيحها بفرض دلال مبالغ فيه لتخفيف مرارة الماضي، بينما يمضي البعض الآخر بنفس الطريقة. يجب أن ندرك أن الصواب يتواجد بين طرفين. المشكلة الحقيقية في كثير من الأسر تكمن في توحيد الأدوار، حيث يتحول الأب إلى الخصم والحكم والجلاد في وقت واحد، مما يعكس غياب الإنصاف وتضيع بوصلتها.

متى نستبدل نبرة الزجر والتنبيه، ونستبدل صوت الحجاج بأخلاقيات نبي الله يوسف؟ متى نوفر قلبًا يحمل الرحمة واللطف في تعاملنا مع الأبناء؟

هل يتذكر الآباء قوة الله عليهم في الأوقات التي يدعوهم فيها الانتقام؟ هل ينبغي أن يظهر آثار العقاب على أجساد الأبناء؟ لماذا تتحول ملائكة الرحمة إلى زبانية عذاب؟ إن المتوقع من الأب أن يقدم الصفح والرحمة، لا القسوة. فمتى نعتنق القيم الإيجابية للتسامح، ونتحلّى بأخلاق الأنبياء؟ لماذا لا نحاول انتزاع ما يعيقنا عن ممارسة الصفح ونتخلص من الغضب؟ فالكلمة الطيبة قد تكون أكثر تأثيراً من الضرب، وقد يصنع العفو ما لا تستطيع العصا فعله.

فمتى تكون لدينا الجرأة لتخفيف حدة الزجر، ونتجنب الاستمرار في العقوبة وبناء مواقف شديدة القسوة؟

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.



رابط المصدر

أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.

Exit mobile version