ما حقيقة استعداد روسيا للوساطة بين لبنان وإسرائيل؟
–
|
آخر تحديث: 14/11/202401:21 م (بتوقيت مكة المكرمة)
موسكو- أفاد المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف أن موسكو تبذل جهوداً كبيرة للمساعدة في تسوية النزاع بين إسرائيل ولبنان، مؤكداً أن “إذا كانت جهودنا مثمرة في أي منطقة، فسوف تكون روسيا بالطبع مستعدة لذلك”.
تصريحات بيسكوف جاءت رداً على تقارير إعلامية إسرائيلية تشير إلى اقتراب تل أبيب وبيروت من إبرام اتفاق لوقف إطلاق النار، وأن روسيا قد تلعب دور الوسيط في تلك المحادثات.
حسب وسائل الإعلام الإسرائيلية، قد تكون حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بحاجة أيضاً إلى دعم موسكو في سوريا بسبب تزعم حزب الله الحصول على أسلحة من إيران عبر الحدود بين سوريا ولبنان، بجانب مساعٍ لإقامة “حزام أمني” في جنوب سوريا.
سابقة لأوانها
على جانب آخر، يرى الخبير الاستراتيجي رولاند بيجاموف أنه لا يمكن فصل أي حديث عن حل النزاع اللبناني عن المسار السوري، الذي يشكل حسب وصفه “الرئة اللوجستية الرئيسية لإرسال الأسلحة إلى حزب الله”.
ويتابع بيجاموف أن أحد أسباب صعوبة العملية البرية الإسرائيلية في لبنان هو استمرار تدفق الأسلحة والذخائر عبر الحدود السورية، مما يمثل تحدياً حقيقياً لإسرائيل ويتطلب وجود دور روسي في هذا السياق.
ومع ذلك، يؤكد بيجاموف أن الحديث عن وساطة روسية في الوقت الحالي، كما ورد في وسائل الإعلام الإسرائيلية، هو أمر سابق لأوانه، وذلك لأسباب عدة، من بينها عدم وضوح السياسة الأمريكية تجاه ملفات الشرق الأوسط والحرب في أوكرانيا في ظل وجود إدارة جديدة محتملة برئاسة دونالد ترامب.
كما أضاف بيجاموف أن “رغبة إسرائيل في الحصول على ضمانات لوقف عبور الأسلحة المزعوم عبر سوريا ليست من ضمن مسؤوليات القوات الروسية، ولعب دور الوساطة بين إسرائيل وحزب الله لا يزال سابقاً لأوانه بالنظر إلى التباينات الحالية حول شكل التسوية ومقابلها”.
أجواء توتر
يؤكد بيجاموف أنه في الوقت الراهن، ليس بالإمكان تصور دور روسي يساهم في منع التصعيد في الشرق الأوسط، خاصة مع استمرار الهجمات الإسرائيلية على سوريا، والتي طالت مؤخراً منطقة قريبة جداً من قاعدة حميميم الروسية، بالإضافة إلى التقارير التي تشير إلى نية إسرائيل…
### اجتياح محتمل في جنوب سوريا
يُخشى من أن يؤدي اجتياح جنوب سوريا إلى أزمة جديدة، وهو ما قد يُحتم موقفاً سلبياً من روسيا نظراً لوجود قواتها في المنطقة. تأتي هذه المخاوف في وقت يتداول فيه الحديث عن اتصالات بين موسكو وبيروت وتل أبيب ودمشق.
الاحتجاج الروسي على الغارات الإسرائيلية
قدّم الجيش الروسي احتجاجاً لإسرائيل بشأن الضربات الجوية التي وقعت بالقرب من قاعدة حميميم، مؤكداً أنه لا يقبل بمثل هذه الأعمال. وقد صرح ألكسندر لافرنتييف، الممثل الخاص للرئيس الروسي في سوريا، بأن الغارة لم تكن موجهة مباشرة إلى القاعدة الجوية، مشيراً إلى أن ذلك قد يترتب عليه عواقب وخيمة، بما فيها على إسرائيل.
نفي تواطؤ إيران في تسليح حزب الله
كما نفى لافرنتييف بشدة استخدام إيران للقاعدة السورية لتزويد حزب الله بالأسلحة، مشيراً إلى زيادة في عدد الرحلات الإيرانية التي تنقل مساعدات إنسانية إلى المطار. وأوضح أنه على الرغم من الطابع المدني للمطار، إلا أنه يعتبر قاعدة جوية روسية في سوريا.
وجود القوات الروسية
الجيش الروسي متواجد حالياً في سوريا في قاعدة حميميم الجوية ونقطة لوجستية في طرطوس، حيث تستأجر موسكو هذه القواعد الواقعة على شاطئ البحر الأبيض المتوسط لمدة 49 عامًا.
جدل حول الوساطة الروسية
في سياق مختلف، اعتبر الخبير في الشؤون الشرق أوسطية، أندريه أونتيكوف، أن الصيغة المتداولة في وسائل الإعلام الإسرائيلية حول وجود اتفاق ممكن للوساطة لم تعد مقبولة. وأشار إلى أن النص المقترح يخدم فقط مصالح إسرائيل، وينطلق من افتراضات غير واقعية بشأن القوة العسكرية لحزب الله.
عدم استعداد الأطراف للوصول إلى تسوية
وأوضح أونتيكوف أن التصريحات الإعلامية تشير إلى أن سوريا ستكون مسؤولة عن وقف أي إمدادات للأسلحة إلى لبنان، محذراً من أن أي انتهاك لهذا الاتفاق سيعطي إسرائيل الحق في الرد بدعم دولي. وأكد أن هذه الأحاديث لا تتماشى مع حقيقة محاولات إسرائيل للسيطرة على مناطق مثل درعا والقنيطرة والسويداء، مما قد يؤدي إلى فقدان الشرعية الدولية ويزيد من التحديات التي تواجهها روسيا.
خلاصة
خلص المحلل إلى أن استعداد روسيا للعب دور الوسيط في النزاع يعتمد على نضوج إرادة جميع الأطراف للوصول إلى تسوية، وهو ما لا يبدو متاحاً في الظروف الحالية.
المصدر: الجزيرة