استقلال فلسطين ودعم قطاع غزة هتاف حفل تذكار النكبة في لندن
ويأتي هذا الدعوة بعد عدة أيام من إلغاء احتفال تذكار النكبة في هولندا بسبب الضغوط التي واجهتها السفارة الفلسطينية.
وافتتح الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط التظاهرة بكلمة عبر تقنية الفيديو، وأكد ضرورة إعلان دولة فلسطين المستقلة، وأن النكبة “فعل آثم ومجرّم يتكرر عبر التاريخ، وأن ما يحدث في قطاع غزة لا يمكن تسميته سوى “بالتطهير العرقي” وأدان “العجز الدولي الواضح” عن إنقاذ غزة.
معنى خاص
واطلعت الجزيرة نت على آراء بعض المشاركين في تذكار النكبة، ومنهم السفير الفلسطيني لدى بريطانيا حسام زملط الذي أفاد بأن قاعة “سيتي هول” التي استضافت التظاهرة لها اهمية خاصة، بوجودها وسط ميدان ويستمنستر، وقريبة من مجلس العموم ومقر رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك.
وأضاف زملط أن هذه القاعة احتضنت أول جمعية عمومية للأمم المتحدة، وأن من الضروري إتاحة الفرصة لشهود النكبة، كالجراح البريطاني من أصل فلسطيني غسان أبو ستة الذي حضر الحفل، والناشط ابن غزة معتز عزايزة.
وأكد السفير الفلسطيني على أهمية إعطاء الشهود على النكبة فرصة للحديث أمام السياسيين ورؤساء البلديات وجميع المجتمع البريطاني، ليس فقط عن نكبة الشعب الفلسطيني المستمرة، ولكن عن إصراره على إستعادة حريته واستقلاله على أرضه وعودته إليها.
“نعتمد على الشعوب، نسعى إلى كل الأماكن، اسكتلندا وويلز، ونتحدث إلى الطلاب والعمال والفئات المختلفة لأننا نعتمد على الشعوب التي تتضامن مع الشعوب، الشعوب التي ساعدت في تحرير جنوب أفريقيا بعد حملة دولية كبيرة ضد نظام الفصل العنصري وهو ما يحدث الآن في جميع الجامعات والقرى ومنها لندن و بـ16 جامعة بريطانية، هذه لحظة دولية حاسمة للتخلص من الاحتلال الإسرائيلي ووقف النكبة المستمرة” يقول زملط.
منع وإنصاف
من ناحية أخرى، أكد الجراح البريطاني من أصل فلسطيني غسان أبو ستة، الذي تم منعه من حضور فعاليات تذكار النكبة في هولندا، على ضرورة مواصلة إحياء ذكرى النكبة رغم الضغوط.
وأشار إلى أن منعه كان محاولة لتقميع الصوت الفلسطيني وحرمانه من حقه في التعبير، ولإيقافه عن تقديم شهادته في جرائم الحرب الإسرائيلية في غزة. وأوضح أن القضاء الألماني نصفه وتم رفع حظر السفر مباشرة، وأكد على حقه في الدخول إلى البلاد.
من جهته، أشار بكر عويضة الصحفي الفلسطيني -الذي قدّم نفسه على أنه ناج من النكبة وأكبر من تلك الأحداث بعام- إلى أنه على الرغم مما شاهده من مآسي من والدته إلا أنه يعتقد أن ما يحدث الآن في غزة أشد بكثير من نكبة 1948.
وقال للجزيرة نت أن إحياء تذكار النكبة الفلسطينية السنوي في لندن كان ضروريا بعد محاولات قمعهفي عدة مدن أوروبية، تقدمت بإجلال لكلمات سياسي بريطاني سابق، السير آلان دنكان، عضو حزب المحافظين، مؤكدًا على أهمية سماع صوت بريطاني بارز مثل دنكان، مجددًا الاعتراف بالأثر الكبير الذي خلفته المملكة المتحدة في فلسطين.
استضافت الجزيرة نت السير آلان دنكان، الذي شغل مناصب عدة، كوزير للتنمية الدولية ووزير لأوروبا والأميركيتين، وأكد تضامنه الكامل مع قضية الفلسطينيين، معتبرًا “التكريم الذي أُشرِفتُ به بدعوتي لإلقاء كلمة بمناسبة الاحتفال بالذكرى الـ76 للنكبة والاحتلال لا يُمكن نسيانه”.
دان دنكان تصرفات الإسرائيليين وأكد أن إسرائيل “دولة تستهان بقوانين المجتمع الدولي، من الواجب الآن الإعلان عن دولة فلسطين”.
حملة مؤثرة
أدان السير آلان دنكان الجهود الدولية لمنع إحياء ذكرى النكبة، وأكد أن الفلسطينيين لهم الحق في إحياء هذه الذكرى، مشددًا على ضرورة لمنتقدي إسرائيل على إنتهاكها لحقوق الفلسطينيين وعدم احترامها للقانون الدولي.
“لم نسمع بما يكفي من حكومتنا في المملكة المتحدة يدينون بناء المستوطنات غير القانونية، وأحداث غزة، وعلى الرغم من المشاكل الحاصلة هناك، يستمر بناء المستوطنات من قبل إسرائيل، الوقت حان للأمم المتحدة للتنديد بهذا”، أضاف دنكان.
في سياق مماثل، عبر زعيم حزب العمال البريطاني السابق، جيرمي كوربن، لجزيرة نت عن تضامنهم طويل الأمد مع القضية الفلسطينية في لندن، مشيرًا إلى تنظيم 14 مسيرة وطنية كبيرة منذ السابع من أكتوبر الماضي، ناتج عن سنوات من التعاطف مع فلسطين.
كما قال كوربن “لا نحتفل هذا العام بذكرى النكبة فحسب، بل المشاعر هذه السنة أكثر بسبب ما يتعرض له الفلسطينيون، نشارك مع المسلمين والمسيحيين واليهود في مسيرات تضامنية مع الفلسطينيين”.
وقد حيَّا السياسي البريطاني من التيار اليساري الحراك الجامعي، معتبرًا أن تصرف الطلاب -برأيه- يؤكد استمرار إصرارهم على مواجهة الظلم، “مشبهًا ذلك بالاحتجاجات التي قام بها الطلاب الأميركيين ضد حرب فيتنام”.
أما النائب في البرلمان عن حزب العمال، سام تاري، فأوضح أن النواب الحاضرين في حفل احتفال بذكرى النكبة جاؤوا ليخلدوا 76 عامًا من الصمود.
وأضاف تاري “النكبة لا زالت قائمة، نحن هنا لننعى 76 عامًا من الظلم، وفي يوم من الأيام سنرى فلسطين مستقلة وحرة لأن العدالة لا بد من تحقيقها، واستقلال فلسطين وتحريرها حق أساسي بجانب حق الفلسطينيين في العودة إلى أرضهم”.