علماء يكتشفون نظاماً نجميًا ثلاثيًا فريداً
نجح العلماء، سواء محترفين أو هواة، في اكتشاف نظام نجمي ثلاثي يحمل اسم “تي آي سي 290061484”. يتضمن هذا النظام نجماً مزدوجاً يدوران حول بعضهما البعض كل 1.8 يوم، بالإضافة إلى نجم ثالث يدور حول هذا الثنائي كل 25 يومًا.
خصائص النظام النجمي الجديد
تعتبر النجوم الثلاثية نوعًا من النجوم المتعددة، وتدور حول بعضها البعض بتأثير الجاذبية، مثلما تدور الكواكب حول الشمس. غالبًا ما تنشأ هذه النجوم في مجموعات كبيرة وقد تظل مرتبطة ببعضها جذبيًا، مما يؤدي إلى بقائها قريبة من بعضها البعض في الفضاء.
هذا الاكتشاف يحقق رقمًا قياسيًا جديدًا في أقصر فترة مدارية مسجلة في مثل هذه الأنظمة، متجاوزًا الرقم السابق الذي تم تسجيله عام 1956 والذي كان فيه نجم ثالث يدور حول زوج داخلي في 33 يومًا.
هيكل النظام ودوران النجوم
لفهم هذا النظام بشكل أفضل، يمكن تصور أن النجم الأول، الذي هو أكبر وأشد حرارة من الشمس، يشغل مكان الشمس في نظامنا الشمسي، بينما يدور النجمان الثاني والثالث، وهما أيضًا أكبر وأشد حرارة، حول بعضهما البعض في مدار قريب من كوكب عطارد.
استخدام ومضات النجوم في الاكتشاف
قامت الدراسة باستخدام ومضات الضوء المنبعثة من النجوم الثلاثة للكشف عن طبيعتها. تتولد هذه الومضات نتيجة لمرور كل نجم أمام الآخر، مما يؤدي لتقليل الضوء الوارد إلى الأرض قبل أن يعود للارتفاع مجددًا.
يشبه الأمر تمرير مصباح صغير أمام مصباح أكبر، مما يؤدي لتقليل الإضاءة قبل أن تعود للإشعاع بعد مرور النجم الآخر.
عندما يمر نجم ضعيف أمام نجم قوي، يحدث انخفاض في الإضاءة التي تصل إلى الأرض، مما يمكن العلماء من التعرف على هذه الظاهرة عبر مراصد مثل القمر الصناعي “تيس”.
تعاون العلماء والهواة في البحث
استطاع الفلكيون الهواة اكتشاف هذا النظام الجديد بفضل استخدام خوارزميات التعلم الآلي التي قامت بتحليل بيانات ضوء النجوم من تيس، وتمكنوا من تحديد النظام “تي آي سي 290061484” كمرشح محتمل لنظام نجمي قصير بشكل غير عادي. ثم تعاقد هؤلاء الهواة مع الفلكيين المحترفين لدراسة هذا النظام بشكل أعمق.
لاحظ الباحثون أن النجوم في النظام المكتشف تدور في مستوى شبه متساوٍ، مما يشير إلى استقرار النظام على الرغم من قرب النجوم من بعضها. إذا كانت المدارات مائلة، فقد تتداخل جاذبية النجوم، مما يؤثر على استقرارها.
مع أن من المتوقع أن تستمر مدارات النجوم في استقرارها لملايين السنين، إلا أن هذا لن يدوم. فعندما يكبر النجمين الداخليين، سوف يتضخمان ويؤديان في النهاية لحدوث انفجار مستعر أعظم، وذلك خلال فترة ما بين 20 إلى 40 مليون سنة.