اكتشاف “هيكل معقد” أنشأه النياندرتال في جبل طارق

By العربية الآن

اكتشاف “بنية معقدة” صنعها النياندرتال في جبل طارق

مدخل كهف فانغارد (خوان أوتشاندو توماس)
مدخل كهف فانغارد (خوان أوتشاندو توماس)
في كهف فانغارد بجبل طارق، تم اكتشاف هيكل فريد من نوعه يعود لإنسان النياندرتال، يعود تاريخه إلى نحو 60 ألف عام. يمثل هذا الاكتشاف دليلا على التطور المعرفي والتنظيمي لهذا النوع البشري القديم، ويظهر كيف تمكنوا من مواجهة التحديات الطبيعية بطرق مبتكرة.

أوضح الباحث خوان أوتشاندو توماس من جامعة مورسيا الإسبانية أن اكتشاف هذا الهيكل جاء كمفاجأة، حيث لم يكن متوقعا العثور عليه في هذا الموقع. وأشار إلى أن نتائج الفحوصات أكدت أنهم كانوا في الواقع أمام هيكل من صنع إنسان نياندرتال.

خصائص النياندرتال

يعتبر النياندرتال، الذي عاش قبل حوالي 400 ألف إلى 40 ألف سنة، من أقرباء البشر. كانت هذه الكائنات المنتشرة في منطقة تمتد من جنوب أوروبا إلى وسط آسيا أضعف من البشر المعاصرين في الطول، ولكنها كانت تتمتع بجسم ممتلئ وصدر عريض. على الرغم من الفهم التقليدي أنهم كانوا بدائيين، إلا أن الأبحاث الأخيرة تظهر عكس ذلك.

تجسيد لحياة عائلة من النياندرتال (رويترز)

البحث عن القطران

تشير الأدلة إلى أن النياندرتال استخدموا هذا الهيكل لإنتاج القطران عن طريق تسخين نباتات معينة، مما يدل على مستوى عالٍ من التنظيم الفكري. وتميزت الطرق المستخدمة بوجود الخيارين: طريقة بسيطة وغير منتجة، وطريقة أكثر تعقيدًا تتطلب تسخين الخشب في ظروف خالية من الأكسجين.

لتأكيد هذا الاكتشاف، عمل 31 باحثا من مجالات متعددة مثل علم الأحياء القديمة وعلم الآثار معًا. وخلُص الفريق إلى أن الهيكل المكتشف يتوافق مع التوقعات النظرية لتصنيع القطران، وهو ما استخدمه نياندرتال في مختلف الأدوات.

انتشار النياندرتال في شريط جغرافي طويل من جنوب أوروبا إلى وسط آسيا (ويكيبيديا)

هل كانوا بدائيين أم متطورين؟

على الرغم من التصورات السائدة عن بدائية النياندرتال، تشير الأدلة الحديثة إلى أنهم كانوا يتمتعون بقدرات تنظيمية ومعرفية متقدمة، مما يفتح المجال لتفسير جديد حول طبيعة حياتهم ومهاراتهم.

### اكتشاف جديد يغير فكرنا حول النياندرتال

يكشف اكتشاف حديث أن إنسان النياندرتال لم يكن مجرد كائن بدائي كما كان يُعتقد سابقًا، بل كانوا يتمتعون بقدرات عقلية متطورة تتناسب مع زمنهم. ويشير استخدامهم للقطران إلى أن لديهم مستويات من التفكير المنطقي والتخطيط المسبق وفهماً عميقاً لخصائص المواد الطبيعية.

في تصريح له للجزيرة نت، يقول خوان: “إن استعمال النياندرتال للقطران كان معروفاً، لكن ما اكتشفناه هو الطريقة أو الهيكل الذي تم بواسطته الحصول على هذا القطران”.

آفاق جديدة لفهم تقنيات النياندرتال

يعطي هذا الاكتشاف زخمًا جديدًا لدراسة تقنيات النياندرتال، حيث يُشير خوان إلى احتمال وجود هياكل مشابهة في مواقع أثرية أخرى كانت تسكنها النياندرتال، بل إنه لا يزال غير مؤكد ما إذا كانت هناك المزيد من الاكتشافات في المنطقة المحيطة أو في أماكن أخرى.

ويضيف: “نأمل بأن نستخدم اكتشافنا كنقطة انطلاق لاستكشاف المزيد من الهياكل المشابهة الموجودة في كهف فانغارد وفي مواقع أثرية أخرى”.

إعادة تشكيل مفهوم النياندرتال

تمثل هذه النتائج جدلاً جديدًا حول صورة النياندرتال التقليدية. فهم لم يكونوا مجرد كائنات بدائية، بل يبدو أنهم امتلكوا معرفة متقدمة بالتقنيات الطبيعية، مما يعكس قدرتهم الكبيرة على التكيف والابتكار.


أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.

Exit mobile version