اكتشف إمبراطورية لوكهيد مارتن ودورها في الحروب العالمية

By العربية الآن

إمبراطورية لوكهيد مارتن: الفاعل الرئيسي في ساحات الحروب العالمية

صورة توضح تسليم أول طائرة f-35b للقوات الجوية الملكية من قاعدة مشاة بحرية في الولايات المتحدة إلى قاعدة raf marnham في بريطانيا 6 يونيو 2018.
في أعقاب الحرب العالمية الثانية، كانت “لوكهيد” هي المطوّر الرائد في صناعة الطيران العسكرية (رويترز)

في منتصف شهر أكتوبر/تشرين الأول 2024، استقبل جيش الاحتلال الإسرائيلي نظام الدفاع الصاروخي “ثاد” الذي يمثل دعمًا أمريكيًا جديدًا. جاء هذا النظام كجزء من الحزمة العسكرية الكبيرة التي أدت إلى تعزيز قدرات الدفاع الصاروخي لإسرائيل ضد التهديدات الإيرانية.

هذا الدعم، الذي يأتي في ظل أزمة الدين الوطني الأمريكي، يعكس بالأساس فوائد اقتصادية كبيرة لشركات السلاح الأمريكية، أبرزها شركة “لوكهيد مارتن” التي تنتج نظام “ثاد” بالإضافة إلى طائرات حربية متطورة مثل “إف-16″ و”إف-35”.

اقرأ أيضا

list of 2 items

list 1 of 2

أقوى أنظمة الدفاع الصاروخي في العالم

list 2 of 2

استراتيجيات إيران في مواجهة “ثاد”

end of list

خلال عام 2023، كانت شركة “لوكهيد مارتن” الرائدة في صناعة الدفاع، حيث حققت مبيعات قياسية بلغت 64.6 مليار دولار مع أرباح بلغت 6.9 مليارات دولار. هذه النتائج تعكس نموًا ثابتًا للشركة وسط الظروف الجيوسياسية الحالية.

وفي الوقت نفسه، نمت شركة الدفاع الأوكرانية بنسبة 72%، مما يشير إلى نشاط غير مسبوق في صناعة الدفاع على مستوى العالم. بينما تغيبت الشركات الروسية واليابانية عن القائمة نتيجة عدم الإفصاح عن بيانات مبيعاتها.

تشير هذه الاتجاهات إلى زيادة الإنفاق الدفاعي من قبل العديد من الدول، وهو ما يتواكب مع الأزمات الحالية مثل الحرب الأوكرانية والعدوان على غزة، بالإضافة إلى التوترات في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.

البدايات في الطيران

تأسست “لوكهيد مارتن” عام 1995 بعد اندماج شركتي “لوكهيد” و”مارتن ماريتا” اللتين كانتا من بين أكبر خمس شركات في مجال الدفاع. وتوسعت الشركة بعد ذلك عبر استحواذات استراتيجية لتعزيز قدرتها في السوق.

من المثير للذكر أن تاريخ الشركتين يعود إلى عام 1912، حيث بدأتا رحلتها في مجال الطيران. إذ كانت “لوكهيد” تسهم في تصميم الطائرات العائمة، بينما سعت “مارتن” إلى تطوير تقنيات الطيران عبر دعم الجيش الأمريكي بمعدات متقدمة منذ بداية نشأتها.

بالرغم من بداياتهما في مجال الطيران، إلا أن كلا الشركتين اتجهتا بسرعة إلى تصنيع الأسلحة والأنظمة الدفاعية، حيث حققتا تقدمًا كبيرًا في تطوير الأنظمة الصاروخية لتعزيز الأمن القومي الأمريكي.

### مقدمة حول “لوكهيد مارتن” وتاريخها

تأسست شركة “لوكهيد” في السنوات التي تلت الحرب العالمية الأولى، حيث قدمت القنابل طراز “إم بي 1” عام 1918. ومع بروز دورها في فترة الحرب العالمية الثانية، تعاونت مع الجيش الأميركي عام 1940 من خلال تطوير المقاتلة الاعتراضية “بي 38″، تلاها تطوير المقاتلة “بي-80 شوتنج ستار” التي اعتبرت أول مقاتلة نفاثة تُدخل في الخدمة التشغيلية عام 1945.

### صعود “لوكهيد” في صناعة الطيران العسكرية

بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، أصبحت “لوكهيد” رائدة في تطوير الطائرات العسكرية الأميركية، حيث قدمت العديد من الطائرات البارزة مثل “إف 104 ستار فايتر”، التي كانت أول طائرة قادرة على التحليق بسرعات تفوق ضعفي سرعة الصوت. كما قدمت طائرة الاستطلاع “بلاك بيرد إس آر 71” وطائرة التجسس “يو 2” التي استخدمت فوق الأراضي السوفيتية خلال الحرب الباردة. في عام 1977، أطلقت الشركة أول طائرة شبحية في العالم “هاف بلو”، التي أدت لانطلاق تطوير الطائرة “نايت هوك إف 117” عام 1981.

### التحول إلى صناعة الفضاء

في الفترة ذاتها، انتقلت “مارتن” من قطاع الطيران إلى الاستثمار في الفضاء وتطوير أنظمة الصواريخ الباليستية، حيث حصلت على عقد برنامج “فانغارد” لوضع قمر صناعي أميركي في مدار الأرض، وكذلك عقد لبناء الصاروخ “تيتان”. وقد نجحت “لوكهيد” في إنتاج أجيال متعددة من الصواريخ الباليستية لصالح البحرية الأميركية، مع توسع في الاستثمار في أنظمة الفضاء وتلسكوب هابل الفضائي.

### تأثير “إف 16” على مبيعات “لوكهيد”

حاليًا، تُدير “لوكهيد” أربعة قطاعات رئيسية، مع قطاع الطيران الذي يمثل النسبة الأكبر بحصة 41% من إجمالي الإيرادات في عام 2023، والتي بلغت قيمتها 27.5 مليار دولار. رغم الانخفاض في مبيعات المقاتلة “إف 35″، إلا أن زيادة الطلب على “إف 16” ساهمت في تغطية هذا النقص.

### مبيعات “إف 16” في السوق العالمية

أعلنت الحكومة الأميركية عن تسليم طائرات “إف 16” للجيش الأوكراني لمساعدته في التصدي للجيش الروسي، حيث تحتاج أوكرانيا نحو 216 طائرة لإحداث فرق على الأرض. كذلك، وافقت وزارة الخارجية الأميركية على صفقة مع تركيا لشراء 40 طائرة “إف 16″، كما وقَّعت بلغاريا صفقة لشراء 16 طائرة. تُعتبر هذه الطلبات بمثابة دعم هام لمبيعات “لوكهيد مارتن” وتساهم في تعزيز موضعها في الأسواق العالمية.

### أداء قطاع الأنظمة الدوارة

يُعتبر قطاع الأنظمة الدوارة ثاني أكبر القطاعات في مبيعات “لوكهيد مارتن”، حيث شكل 25% من إجمالي المبيعات بقيمة 16.23 مليار دولار في عام 2023. يركز هذا القطاع على تطوير المروحيات العسكرية والمدنية وأنظمة الدفاع الصاروخي، وقد شهد نموًا طفيفًا هذا العام بدعم من زيادة الطلب على أنظمة الحرب التكاملية.

### الخاتمة

تمثل “لوكهيد مارتن” واحدة من أبرز الشركات في القطاع العسكري، حيث كانت منذ عقود ماضية في طليعة الابتكارات العسكرية والتكنولوجية. ومع استمرار التحديات في السوق، يبدو أن الطلب على الطائرات مثل “إف 16” سيظل عنصرًا حيويًا في الحفاظ على زخم الشركة وزيادة مبيعاتها في السنوات القادمة.

زيادة عدد السفن العسكرية الأمريكية المجهزة بنظام “أيجيس”

تعتزم البحرية الأمريكية تجهيز 62 سفينة بنظام “أيجيس” بحلول ديسمبر/كانون الأول 2023، وتخطط لإضافة 7 سفن أخرى خلال العام الحالي. ومن المتوقع أن يرتفع عدد السفن المجهزة بالنظام إلى 69 سفينة بحلول عام 2030.

نظام “أيجيس” ودوره الاستراتيجي

بخلاف الولايات المتحدة، تم بيع نظام “أيجيس” إلى عدد من الدول الحليفة مثل اليابان وكوريا الجنوبية وأستراليا وإسبانيا والنرويج، إلا أن الأنظمة التي حصلت عليها هذه الدول لا تتضمن القدرة على استخدام الصواريخ الباليستية الاعتراضية. وقد سمحت واشنطن فقط لليابان بالحصول على هذه القدرة، مما يعكس مخاوفها من تصاعد قوة البحرية الصينية ورغبتها في وجود حليف يعتمد عليه في ردع التوسع الصيني في المحيطين الهندي والهادي.

منافسة قوية من شركة الطيران الصينية

تمكنت “لوكهيد مارتن” من تصدر قائمة شركات الصناعات الدفاعية الأعلى مبيعاً العام الماضي، إلا أن الخبراء الماليين يرون أن أداء الشركة لم يكن كما هو متوقع، مشيرين إلى أنها عانت من صعوبات. بينما تبرز شركة الطيران الصينية (AVIC) كمنافس قوي، حيث زادت مبيعاتها الدفاعية بنسبة 45% بين عامي 2022 و2023، لتصل إلى 45 مليار دولار بزيادة قدرها 14 مليار دولار عن العام السابق. وهذه الشركة مملوكة بالكامل للدولة وتحت إشراف لجنة الإشراف على الأصول المملوكة للدولة الصينية.

تهديدات محتملة للهيمنة الأمريكية

يرى “جيمس تايكليه”، المدير التنفيذي ورئيس مجلس إدارة “لوكهيد مارتن”، أن هذا الوضع يمثل تهديدًا محتملًا يمكن أن يؤثر على الهيمنة العسكرية والتقنية الأمريكية، خاصةً في ظل قوة الحكومة الصينية واستغلالها للاندماج المدني والعسكري لتعزيز قدراتها الدفاعية.

الصدامات التاريخية بين “لوكهيد مارتن” والصين

يرتبط الصراع بين “لوكهيد مارتن” وشركة الطيران الصينية بتقارير تفيد بأن مجموعة قرصنة سيبرانية صينية تمكنت في عام 2009 من الوصول إلى بيانات متعلقة بمقاتلة “إف 35”. وتفيد التقارير أن شركة الطيران الصينية استخدمت هذه البيانات في تطوير مقاتلاتها.

عقود كبيرة تدعم وجود “لوكهيد مارتن”

على الرغم من المنافسة، فإن “لوكهيد مارتن” تواصل الحصول على عقود ضخمة مع الحكومة الأمريكية، بما في ذلك برنامج تطوير مقاتلات مشتركة بقيمة 250 مليار دولار وعقود بقيمة 4.4 مليارات دولار لتسليم مروحيات “سيكورسكي بلاك هوك”. وقد أظهرت التقارير زيادة في مبيعات الشركة بنسبة 14% خلال الربع الأول من العام الحالي.

إغاثة عسكرية في سياق الأزمات العالمية

تعكس زيادة مبيعات “لوكهيد مارتن” الدعم العسكري الذي تقدمه الولايات المتحدة لكل من إسرائيل وأوكرانيا. فقد حصل جيش الاحتلال على عدد كبير من صواريخ “هيلفاير” للاستخدام في غزة، ووسعت الشركة إنتاج أنظمة “هيمار” المستخدمة في أوكرانيا لتلبية احتياجات الحرب المستمرة.

توسع الإنتاج لمواجهة الطلب المتزايد

تسعى “لوكهيد مارتن” لزيادة إنتاج أنظمة الصواريخ المضادة للدبابات “جافلين” إلى 2400 وحدة سنويًا، مع توقعات بزيادة الطلب إلى 4000 وحدة سنويًا بحلول عام 2026. كما تستهدف الشركة تسليم أكثر من 10 آلاف صاروخ من طراز (GMLRS) هذا العام، مع خطط لزيادة الإنتاج إلى 14 ألف وحدة في العام المقبل للتوافق مع احتياجات النزاع في أوكرانيا.

أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.

Exit mobile version