أثارت الأخطاء التحكيمية في الدوري التونسي للمحترفين جدلاً كبيراً، بعد أن شهدت الكثير من المباريات هفوات أثرت بشكل واضح على النتائج، مما وضع لجنة الحكام في موقف محرج.
مع بداية الجولة الرابعة، ارتفعت الأصوات الغاضبة من قبل عدة أندية، حيث اعتبر مسؤولوها أن أخطاء التحكيم كانت نتيجة لمؤامرات مقصودة، مشيرين بأصابع الاتهام إلى اتحاد الكرة ولجنة الحكام برئاسة ناجي الجويني، الحكم الدولي السابق.

إلغاء “الفار” وتأثيره على الدوري

تزايد الجدل بعد إعلان رابطة دوري المحترفين عن إلغاء تقنية حكم الفيديو المساعد (الفار) خلال موسم 2024-2025، بعد ثلاث سنوات من استخدامها. هذا القرار لقي ردود فعل سلبية من المراقبين، الذين اعتبروه ضربة لمصداقية الدوري.
وفي وقت سابق، أشار الاتحاد التونسي لكرة القدم إلى أنه لن يتم إعادة العمل بتقنية الفار خلال الموسم الحالي، ما زاد من تعميق الأزمة. وُجّهت بعض التقارير للاشتباه بأن السبب يعود لعدم تسديد مستحقات الشركة المسؤولة عن توفير هذه التقنية.

التوتر بين الترجي والأفريقي

حظيت مباراتا النادي الأفريقي وشبيبة العمران في الجولة الثانية، والترجي والملعب التونسي في الثالثة، بنصيب كبير من الجدل بسبب الأخطاء التحكيمية الفادحة. وقد أطلق مسؤولون في الملعب التونسي هجومًا حادًا على لجنة الحكام والحكم سيف الدين الورتاني، بعد أن منح الأخير ركلة جزاء اعتُبرت غير شرعية.
انتهت مباراة الترجي والملعب التونسي بالتعادل (2-2) بعد أن كان الترجي متأخراً بهدفين، مما أثار ردود فعل قوية من مسؤولي الملعب التونسي ومشجعي أندية أخرى تنافس الترجي. وصرّح رئيس الملعب التونسي محمد محجوب بأن طاقم الحكام حرمه من نقطتين، وطالب لجنة الحكام بالحفاظ على مصداقية الدوري.

ردود الأفعال لم تنتهِ بالعقوبات

على الرغم من العقوبات التي تم اتخاذها من قبل لجنة التحكيم ضد بعض الحكام، إلا أن الاحتجاجات لم تتوقف ولا تزال الأندية المتضررة تطالب بمراجعة أدائها وعملها. الالتباس لا يزال مستمراً، مع تزايد الشكاوى حول مستوى التحكيم في الدوري.

### إيقاف حكام بسبب أخطاء تحكيمية

قررت لجنة الحكام بعد ساعات من مباراة الترجي وجرجيس إيقاف الحكم سيف الدين الورتاني عن إدارة المباريات لمدة أربعة أسابيع، وذلك نتيجة للأخطاء التي ظهرت بشكل واضح في المباراة.

انتقادات للحكم حسام بالحاج علي

في سياق متصل، تعرض حكم مباراة ترجي جرجيس ونجم المتلوي، حسام بالحاج علي، لانتقادات شديدة بعد أن أظهرت اللقطات التلفزيونية عدم صحة ركلة الجزاء التي احتسبها لنجم المتلوي. وقد قررت لجنة الحكام إيقافه أيضًا بنفس مدة إيقاف الورتاني.

عقوبات للحكام المساعدين

وقبل ذلك بأسبوع، تم إيقاف الحكم المساعد صديق اللموشي، الذي شارك في إدارة مباراة النادي الأفريقي ضد شبيبة العمران، بسبب الأخطاء الفادحة التي ارتكبها في احتساب هدفين للأفريقي، رغم وجود تسلل. وقد أثار هذا الأمر ردود فعل غاضبة من الأندية المنافسة، التي اعتبرت أن الأهداف لم تكن صحيحة.

تصاعد الانتقادات والتوترات

امتدت الانتقادات لتشمل أكثر من ستة حكام وحكام مساعدين، حيث تم اتهام الحكم خليل الجريء بالتسبب في خسارة النجم الساحلي أمام الأولمبي الباجي بنتيجة 1-0، مما زاد من حدة الانتقادات ضد الأداء التحكيمي بشكل عام.

دعوات لعودة تقنية الفار

فيما يتعلق بحل الأزمة، اعتبر هشام قيراط، الرئيس السابق للجنة الحكام، أن غياب تقنية حكم الفيديو المساعد (الفار) هو أحد الأسباب الرئيسية وراء الاتهامات الموجهة للحكام. وأكد أنه يجب على الحكام التركيز وتجنب الأخطاء الأساسية.

وأضاف مصدر من لجنة الحكام أن هناك مشاورات جارية لعودة تقنية الفار، لكنها تحتاج إلى تسوية النزاع المالي القائم بين الاتحاد والشركة المسؤولة عن تجهيز التقنية. يذكر أن لجنة الحكام لجأت في الموسم الماضي إلى طواقم تحكيم أجنبية، لكن الاحتجاجات لم تتوقف.

أحداث شغب في مباريات مهمة

شهدت مباراة الترجي والأفريقي التي أدارها الحكم العراقي أحمد كاظم أحداث عنف وشغب في المدرجات، مما استدعى إيقاف اللعب لمدة 13 دقيقة في الشوط الثاني، في مؤشر على تفاقم الوضع في الدوري التونسي.