الأدلة تكشف جرائم حرب لقوات الدعم السريع في نيويورك تايمز

By العربية الآن


نيويورك تايمز تتعرض لجرائم حرب نفذتها قوات الدعم السريع

Nile Petroleum Building
قوات الدعم السريع متهمة بتدمير العديد من المباني في العاصمة الخرطوم (وكالات)
واشنطن– نشرت صحيفة نيويورك تايمز أدلة مدعومة بمقاطع فيديو توثق الجرائم التي ارتكبتها قوات الدعم السريع في السودان منذ اندلاع الحرب في 15 أبريل/نيسان 2023.

بالاعتماد على تحليل طويل الأمد للمقاطع المرئية، استطاعت الصحيفة توثيق الأفعال التي قام بها جنود تلك القوات أمام قادة لهم. كما تم تحديد 10 من هؤلاء القادة، مشيرة إلى أن المسؤولية الكبرى قد تقع على عاتق قائدهم الأعلى الفريق محمد حمدان دقلو المعروف بـ”حميدتي”.

وأوضحت الصحيفة أن تداعيات الحرب الأهلية أدت إلى نزوح 11 مليون شخص ومقتل عشرات الآلاف. ورغم اتهامات الأمم المتحدة لكل من الطرفين، إلا أن تحقيق نيويورك تايمز أظهر أن قوات الدعم السريع ترتكب انتهاكات ممنهجة تشمل أعمال تطهير عرقي.

الدليل المدعوم بفيديوهات

من خلال تحليل مقاطع الفيديو المفبركة التي تُظهر قادة الميليشيات على أنهم ناشطون خيريون، قام فريق التحقيقات المرئية بتحديد هيكل القيادة وبعض المناطق التي تنشط فيها.

واكتشف التحقيق أن مقاتلي الدعم السريع يوثقون بعض جرائمهم، مما يمكن أن يكون له دور في محاسبتهم في المستقبل. تعاونت نيويورك تايمز في هذا المجال مع مشروع “سودان ويتنس” لجمع هذه المواد، بالإضافة إلى تحليل الطلقات النارية وصور الأقمار الصناعية.

عائلات تفر من تقدم قوات الدعم السريع بولاية الجزيرة السودانية على طريق سنار (رويترز)

أنماط الجرائم

تحدثت نيويورك تايمز مع شهود عيان عبر التعاون مع “شبكة عاين” لتوثيق الانتهاكات. توصل فريق الصحيفة إلى تحديد 3 أنماط رئيسية من الانتهاكات تشمل:

1. إعدام الأسرى العزل.
2. إحراق المجتمعات.
3. الاعتداء على المدنيين، بما في ذلك الاعتداء الجنسي.

وقد لوحظ أن مقاتلي الدعم السريع يستخدمون شعارات تتناول “تطهير عرقي” في سياق أعمالهم.

ورغم وجود اتهامات للجيش السوداني بجرائم مماثلة، وقفت نيويورك تايمز على حجم الانتهاكات التي تنفذها قوات الدعم السريع، وتعتبر بعضها قد ترقى إلى “جرائم ضد الإنسانية”.

من بين القادة الذين يتمتعون بسمعة سيئة بسبب مشاركتهم في الفظائع، يظهر حسين برشم، الذي وُجد في مسارح العديد منها، وقد لوحظ في أكتوبر/تشرين الأول يحتفل بالنصر بعد استيلاء قواته على مطار بليلة. فيديوهات توثق قواته أثناء تنفيذ عمليات إعدام جماعية.

### تنفيذ عمليات إعدام مروعة في السودان

في مشهد صادم، قام مقاتلو الدعم السريع بإعدام 14 شخصاً، العديد منهم كانوا يرتدون الزي العسكري للجيش السوداني. واعتبرت هذه الحادثة، كما ذكرت الصحيفة، جريمة حرب، حيث أظهرت صور بالأقمار الصناعية مكان تنفيذ الإعدام في 30 أكتوبر، حيث كان برشم، أحد قادة الدعم السريع، يقف على بعد 100 ياردة من الموقع. ويشير التقرير إلى أنه في حال كان هو من أمر بهذه الأفعال، سيكون مسؤولاً بموجب قوانين الحرب.

مشهد آخر من الفوضى

بعد مرور ثمانية أشهر، شهد فريق التحقيق برشم وهو يشرف على إعدام آخر برفقة قادة من الدعم السريع، ومن بينهم صالح الفوتي والتاج التجاني وقائد ميداني يُدعى جون قرنق. وعند زيارة مدينة الفولة، عاصمة ولاية غرب كردفان، في 20 يونيو، لاحظ فريق نيويورك تايمز انتشار مقاتلي الدعم السريع في شوارع المدينة، حيث كانوا يهتفون ويتفاخرون بقتلهم الأسرى. في ذلك الوقت، فرّ المئات من الجنود السودانيين المدافعين عن المدينة، فسقطت المدينة بسهولة في يد الدعم السريع.

ضبط أعمال عنف ممنهجة

وسرعان ما قامت قوات الدعم السريع بطوق 20 من الرجال وأخذتهم خارج المدينة. وحسب أفادت الصحيفة، فإن واحدة من أبرز تلك الحوادث كانت إعدام والي غرب دارفور آنذاك، خميس أبكر، الذي قُتل على يد قوات الدعم السريع بعد أن أُسر في يونيو 2023، حيث انتشر فيديو يُظهر جثته غارقة في الدماء.

تدمير المجتمعات

لقد دمر الدعم السريع مجتمعات كاملة في مناطق عدة مثل كُتُم في شمال دارفور، وفي “التكمة” القريبة من الدلنج، حيث تم توثيق قيامهم بإحراق المنازل ومحلات التجارة. في قرية السدرة بشمال كردفان، أُظهر أحد قادة المليشيا وهو يشرف على إحراق القرية بجانب قائد ميداني يُدعى “قُجّة”.

ويشير التقرير إلى أن هناك أربعة قادة آخرين من الدعم السريع شاركوا في تلك الأعمال الإجرامية، منهم النور القبة وجدو حمدان أبو شوك، وعلي رزق الله والزير سالم.

الأرض المحروقة

قامت قوات الدعم السريع بحصر المدن وتهجير السكان، مما أسفر عن أضرار كبيرة شملت تدمير أكثر من 20 ألف مبنى بحلول أغسطس. وتناقش الصحيفة تكتيكات الأرض المحروقة التي استخدمتها هذه القوات، حيث أُفيد بإضرام النيران في المباني واستهداف قرى بأكملها.

انتهاكات في مناطق أخرى

تتجاوز انتهاكات الدعم السريع إقليمي دارفور وكردفان حيث شهدت ولاية الجزيرة أيضاً هجمات على المدنيين. وقد استهدفت القوات القرى والمجتمعات رداً على انشقاق قائد المليشيا أبو عاقلة كيكل. وأفاد الشهود بأنهم تعرضوا للسرقة والتهديد بالقتل.

وقد وثق فريق التحقيق مجموعة واسعة من الانتهاكات التي تؤكد مدى تصاعد العنف الذي يمارسه مقاتلو الدعم السريع في السودان مما أدى إلى زيادة في معاناة المدنيين والدمار المجتمعي.

عنف جنسي

كشفت صحيفة نيويورك تايمز عن أدلة تدعم الشهادات المرتبطة بالعنف الجنسي الذي يمارس من قبل المليشيات في ولاية الجزيرة. حيث نقلت الصحيفة روايات متعددة من ناجيات، بما فيهن هالة الكارب، رئيسة جمعية “صحة” السودانية التي تُعنى بالدفاع عن النساء.

حالات اغتصاب موثقة

أفاد فريق الكارب بأنهم حصلوا على شهادات حول حالات اغتصاب وقعت في عدة بلدات بالجزيرة، مثل تمبول ورفاعة والأزرق، وهي المناطق التي يتفاخر مقاتلو الدعم السريع بتدميرها. يُشار إلى أن بعض الشهود يتجنبون الحديث عن العنف الجنسي بشكل مباشر خوفاً على سلامة الضحايا.

توثيق منظمات حقوق الإنسان

ذكرت الصحيفة أن منظمة “هيومن رايتس ووتش” والأمم المتحدة وغيرها من المنظمات سجلت حالات عنف جنسي في خمس ولايات على الأقل في السودان منذ بداية النزاع.

ورغم عقدين من الزمن منذ أحداث الإبادة الجماعية في دارفور، لا يزال علي كوشيب هو الشخص الوحيد الذي يمثل أمام المحكمة الجنائية الدولية. لكن هناك آمال جديدة للمساءلة، حيث أن الفيديوهات التي يعتبرها المقاتلون تذكارات لانتصاراتهم قد تُستخدم كدليل ضدهم في المحكمة.

الأدلة المتاحة ودورها في المساءلة

تشدد نيويورك تايمز على إمكانية جمع أنواع مختلفة من الأدلة المتاحة حالياً، مثل تسجيلات الفيديو والصوت، والتي قد تكون حاسمة في مكافحة الإفلات من العقاب.

المصدر : الجزيرة

رابط المصدر

أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.

Exit mobile version