الأكاديمي والشاعر المغربي حسن الأمراني: شغفي الاستكشاف للحداثة في ظل الانفصال الحضاري للعديد.

By العربية الآن


الأكاديمي والشاعر المغربي حسن الأمراني: سعيي للبحث عن الجديد في الشعر وتحديات الهوية

حسن الأمراني
الأكاديمي والشاعر حسن الأمراني أحد مؤسسي رابطة الأدب الإسلامي العالمية عام 1984 (مواقع التواصل)
خلال رحلته البحثية المتعلقة بالشاعر المتنبي، اختار الأكاديمي والشاعر المغربي حسن الأمراني استكشاف رؤية المستشرقين حوله. هو باحث يلتزم بدفاع عن الهوية الحضارية والمعرفية، فهو أحد مؤسسي رابطة الأدب الإسلامي العالمية في عام 1984، وقد أدار العديد من المشاريع الثقافية، فيما يعكس إبداعه في الأدب.

توجه دراسي يركز على المستشرقين

عند إعداد رسالته للدكتوراه، انتقل الأمراني من دراسة الشاعر القديم قيس بن الخطيم إلى المتنبي، حيث استند في بحثه الجديد إلى نظرة المستشرقين. وقد كان من دوافع اختياره صدور كتاب المفكر الفلسطيني إدوارد سعيد “الاستشراق”، الذي أثار جدلاً في المجال الأكاديمي. ولأنه كان هناك اهتمام مسبق من المستشرقين الفرنسيين بالمترجمين والمتنبي، فقد قرر الأمراني اختصار دراسته على هذا الاتجاه، ليكشف من خلال المتنبي قضايا حالية مرتبطة بالترابط بين الغرب والعالم العربي.

كتاب “المتنبي” لحسن الأمراني (الجزيرة)

التحديات التي يواجهها الأدب الإسلامي

تعكس تجربة الأمراني الطويلة في الأدب الإسلامي تغيرات عميقة في المصطلح والدلالات. يؤكد أن الأدب الإسلامي يعد إدراكًا قديمًا، إلا أنه شهد تجديدًا مع التحديات التي واجهت الأدب العربي، من ممارسات أدبية مناهضة للقيم الإسلامية. توضح الأمراني أن كثيرًا من الأدباء أساءوا فهم الأدب الإسلامي كأدب يحمل شعارات فقط، مما يتطلب جهدًا متجددًا لتعريف الناس بمفهومه الصحيح. يشدد على عودة الأدب الإسلامي إلى جذوره الأصيلة كأدب للفطرة، وضرورة تقديم نصوص أدبية تعبر عن الجمال وتساعد على الارتباط بالواقع.

الأدب المغاربي: تباين وتجدد

يعتبر الأمراني أن الأدب المغاربي يعكس تنوعًا واضحًا يميز بين التجديد والمحافظة. ويشير إلى أن بعض الكتاب يعيشون انسلاخاً حضارياً، مقارنة بالكتّاب الذين يتمسكون بمبادئ الأصالة والوعي. ويضرب أمثلة على نماذج أدبية تعبر عن تباينات رؤى التعبير، مستحضرًا كُتّابًا مثل مالك بن نبي وليلى أبو زيد الذين استطاعوا استخدام اللغة بصورة تعكس أصالتهم وهويتهم.

تحديات التعبير الأدبي عن القضية الفلسطينية

في ضوء الأوضاع الراهنة، يتساءل الأمراني عن الأسباب التي تحول دون نجاح الأدباء في التعبير عن فلسطين. يصف فلسطين بأنها تمثل الهوية والوجود، مما يجعل من الصعب على البعض، حتى الفلسطينيين، تصوّر عبء هذا الموضوع، ويبين أن بعض الأعمال الأدبية تتجاهل الواقع الفلسطيني، مشيرًا إلى ضرورة الارتباط بالقضية القومية والأخلاقية في الأعمال الأدبية.



رابط المصدر

إعلان

فلسطين والصراع الأدبي: قراءة في تجربة حسن الأمراني

إن إدراك طبيعة الصراع في فلسطين تأخر حتى بين بعض شعراء الأرض المحتلة الذين اعتبروا الصراع قتالاً طبقيًا، كما هو الحال مع الشاعر الكبير محمود درويش. فعلى سبيل المثال، قام درويش بحذف مقطع من قصيدته الشهيرة “بطاقة هوية” لأنه يصف الفلسطينيين بأنهم “يحبون الشيوعية”. وقد بدأ يستعيد وعيه الحضاري بعد خروج المقاومة الفلسطينية من بيروت إلى المنافي، حيث اعتبرت قصيدته “حصار لمدائح البحر” الصادرة عام 1984 محطة فارقة بين مرحلتين.

مدرسة حسن الأمراني الشعرية

من الصعب التأكيد على وجود مدرسة شعرية خاصة بحسن الأمراني، حيث أجد نفسي موزعًا بين الشعر والبحث. لقد حاولت الانفتاح على كل العصور والشعراء واللغات، حيث أبحث عن الحق والجمال حيثما وجدته. وبالتالي تأثر شعري بعدد من الشعراء الكبار مثل المتنبي، البوصيري، محمد إقبال، جلال الدين الرومي، فكتور هيغو، غوته، أراغون، وثريا كاملا وغيرهم. يشبه الأمر نحلة تجمع الرحيق من كل زهرة لتصنع منه شرابًا لذيذًا للشاربين. إذا كان الشاعر الفرنسي هيغو قد قال: “أريد أن أكون شاتوبريان أو لا شيء”، فأنا أريد في الشعر أن أكون نفسي فقط.

التجارب الأكاديمية والثقافية

لا شك في أهمية التجارب الأكاديمية في تعليم اللغة العربية، لكنها تبقى مقيدة بما يحدده واضعو البرامج. يظل العطاء الذي يقدمه الأستاذ هو ما يحدد مدى نجاح هذه التجارب. وأتذكر تجربة اللواء الركن محمود شيت خطاب، الذي وصف مرة جهده في وضع موسوعة لتعريب المصطلحات العسكرية، حيث بعد إنجاز المشروع وُضع على الرف في خزائن الجامعة العربية ولم يسأل عنه أحد.

أما بخصوص التجارب الثقافية، فأنا أترأس مؤسسة النبراس للثقافة منذ عام 1982. أعتبر أن المشروع الثقافي عميق جداً ويتوارثه الأجيال، وهو غالباً ما يكون أكثر تأثيرًا من المشاريع السياسية. هذا الأمر يتضح في بلادنا العربية حيث المساحة المتاحة للحرية ضيقة ولا يمكن لأي مشروع يسعى للوصول إلى الكراسي أن ينجح بشكل جاد. ولذلك كان شعار الشيخ أبي الحسن الندوي: “نحن نسعى إلى أن يصل الإيمان إلى أهل الكراسي، لا أن يصل أهل الإيمان إلى الكراسي”.

العائق الحقيقي الذي ينبغي أن نحاربه بكل الوسائل هو العدو الصهيوني، بينما المشروع الثقافي مهم جدًا ويجب أن نحافظ عليه، لأنه يتماشى مع قضايا الأمة ورسالتها. ويجمع هذا المشروع خبرات متخصصين في مجالات متعددة مما يعزز فعاليته المستمرة.

مسيرتي الشعرية: من “الحزن يزهر مرتين” إلى اليوم

إن التطور هو سنة من سنن الله، وكتابتي ديوان “الحزن يزهر مرتين” يمثل بداية فقط. منذ ذلك الحين تعددت المحطات وكأن كل عمل أنجزه كان بمعرفة شاعر مختلف. في بعض الأحيان، عندما يُعبر أحدهم عن إعجابه بقصيدة لي، أجد نفسي أتساءل: هل حقاً أنا من كتبتها؟ ما يشغلني الآن هو كيف أختار من شعري ما يستحق البقاء لينفع الناس وأزيل ما سواه إن كان ذلك ممكنًا.

لماذا لا توثق سيرتك للقراء؟

عندما بلغت الأربعين، بدأت في تدوين سيرتي لكن سرعان ما توقفت. أتذكر قول الكاتب الساخر برنارد شو: “لكنني لم أقتل أحدًا لأكتب سيرة حياتي”. وأقول: هل هناك شيء في سيرتي ينفع الناس يستحق النشر؟

جديدي حول فلسطين: من “الإسراء” إلى “طوفان الأقصى”

فلسطين تعيش في داخلي. بسبب قصيدة كتبتها عن فلسطين في “الحزن يزهر مرتين”، تعرضت لانتقادات من اليسار حيث كنت أغني خارج السرب. البعض من أهل اليسار غيروا مواقفهم، لكن بعضهم لا يزال مُصرًا على ضلاله. كان غريبًا أن أنهي تلك القصيدة بكلمات تعبر عن عدم تقبلي للصمت والانتظارية، فإنني كتبت:

حتى لا نرسف بين أصفاد البلادة

أنا لا أطيق الصمت،

لست أطيق هذا الانتظار

أبتاه، ليس لنا خيار

لا بدّ إحدى الحسنيين ننال: نصرا أو شهادة

منذ هذا الحين، باتت القضية الفلسطينية محورية في شعري. منذ انطلاق “طوفان الأقصى” المبارك، كتبت الكثير من الأشعار التي ستصدر لاحقًا إن شاء الله في ديوان يحمل عنواناً مبدئيًا هو “وحي الأقصى”.

المصدر: الجزيرة

رابط المصدر

أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.

Exit mobile version