الأليغوريا: اتجاه جديد في التحليل النقدي للفن التشكيلي

By العربية الآن


الأليغوريا: توجّه تأويلي جديد في النقد التشكيلي

الأليغوريا اتجاه جديد في التحليل النقدي للفن التشكيلي الأليغوريا في التحليل النقدي للفن التشكيلي الأليغوريا في التحليل النقدي للفن التشكيلي
لوحة من أعمال الفنان العماني سعود الحنيني (مواقع التواصل الاجتماعي)
  • قراءة لثنائية “البحث عن المنفذ” للفنان العُماني سعود الحُنيني

استطاع الفنان العُماني سعود الحُنيني أن يجعل من أسلوبه التشكيلي وسيلة حديثة لخلق جمال وحساسية خاصة، مما أدى إلى تقديم واقع يتجاوز الصورة الفوتوغرافية من خلال التركيز على الجوانب الحسية والجمالية.

في أعماله، قدم تفاصيل دقيقة للواقع، من خلال سنوات من الممارسة الفنية وشغف الإبداع، مما جعله ينافس فناني الواقعية المفرطة مثل شاك كلوز وروبرت بيكتل ورالف غوينغز من أمريكا، وكذلك الفنان الهولندي تْجالف سبارناي، الذين اتخذوا من الواقعية المفرطة تعبيرًا رافضًا عن أنماط الفن الحديث مثل التكعيبية والتجريدية.

فقد انحرفت الواقعية المفرطة عن التقليدية الأوروبية، حيث استلهمت من التصوير الفوتوغرافي المتقدم لتقديم نسخة ثانية من الواقع. ومع ذلك، فإن هذا النسخ، الذي يعتبره فنانو الواقعية المفرطة مجرد خدعة بصرية، يأتي من الصورة نفسها، مما يجعل اللوحة أكثر تجريبية.
لذا، فإن التحولات في أعمال سعود الحُنيني تمثل تجسيدًا مجازيًا ثريًا يعتمد على الأليغوريا.

الأليغوريا تمثل صورة مجازية، تُنتَج من مادة سردية وتحتوي على معنى ظاهر وآخر خفي.

يعرّف الكاتب التونسي فتحي النصري الأليغوريا بأنها أداة بلاغية ووسيلة للتأويل، حيث تشير إلى ازدواجية المعنى، مشيراً إلى أن استخدامها في الثقافة الأوروبية تنقسم إلى طريقتين مختلفتين.

فالأليغوريا بإمكانها أن تمثّل صورة مجازية، حيث تخدم السرد لا كجزء منفصل بل كجزء مُشغل، إذ تُمثل الجانب الإبداعي الذي يؤثر في بنية الصورة.

كما يعتبر بيير فونتانييه أن الأليغوريا تتكون من أكثر من كلمة، مما يوفر تعبيراً يعبّر عن معاني مجازية متعددة، وتصبح اللغة مفعمة بالدلالات والمعاني.

الأليغوريا التي يقدمها سعود الحُنيني هي رمزية واضحة، حيث تعكس تحولاً وتأويلاً معقدين.

في ثنائية الحُنيني، تتجاوز الصور مجرد تمثيل واقعي حقيقي، بل تعكس تعبيرات مجازية عميقة ومؤثرة، فعلى سبيل المثال، في لوحة “البحث عن المنفذ”، يظهر إنسان يحاول الخروج من خلف ستار رقيق، مما يرمز لحالة صعبة من القلق وعدم اليقين.

يظهر في اللوحة شخصية تتسم بالسرد الرمزي، حيث أن الأبعاد الزمنية والمكانية تحمل معاني متعددة.

من خلال قراءتنا للجزء الأول، يمكن استخلاص أن اللوحة تعبر عن صراع الولادة في عالم مليء بالتحديات، حيث تكمن كل سمة في رمز مميز.

لكن الجزء الثاني من اللوحة يزيد من تعقيد المعاني، حيث يصبح لكل عنصر دلالة تشير إلى مغزى رمزي. وقد يعكس هذا التباين تضاداً بين الواقع وآمال المستقبل.

يتساءل الحُنيني، هل إن البحث عن المنفذ سيكون داخل الرحم الأسود المظلم أم خارجه نحو المستقبل المشرق؟

فاللوحة ليست مجرد وصف يعبّر عن حقيقة مرئية، بل تمثل أليغوريا تتجسّد في تفاصيلها. كل جزء منها يشير إلى معاني تؤكد على السعي نحو تحقيق الذات في عالم مليء بالتحديات والظلم.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.



رابط المصدر

أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.

Exit mobile version