الأمم المتحدة تحذر من “انتهاكات خطيرة” لإسرائيل في منطقة عازلة مع سوريا

By العربية الآن



CNN
 — 

اتهامات للأراضي المحتلة

اتهمت الأمم المتحدة إسرائيل بارتكاب “انتهاكات جسيمة” لاتفاقية تعود إلى خمسين عاماً مع سوريا، مشيرة إلى أنها تقوم بأنشطة “أعمال هندسية” تمس منطقة عازلة أساسية في هضبة الجولان.

انتهاكات لاتفاق 1974

أكدت قوة observers of the UN Disengagement Observer Force (UNDOF)، التي تحافظ على وقف إطلاق النار بين إسرائيل وسوريا منذ عام 1974، في بيان صادر يوم الثلاثاء أن “الانتهاكات” وقعت حيث اقتحمت أعمال هندسية منطقة الفصل (AoS).

أنشطة حفر كبيرة

أظهرت صور الأقمار الصناعية من Planet Labs ووكالة الفضاء الأوروبية أن قوات الدفاع الإسرائيلية (IDF) قامت بأنشطة حفر بالقرب من جباتا الخشب في سوريا منذ منتصف أغسطس. حيث يتم حفر حاجز ترابي كبير بعرض حوالي 12 متر.

يمتد الخندق الآن لمسافة تصل إلى حوالي خمسة أميال (ثمانية كيلومترات).

تظهر الصور الساتلية الأخيرة أن العمل في تمديد الخندق مستمر. في صورة مأخوذة من Planet Labs في 5 نوفمبر، يمكن رؤية جرافة ومركبات أخرى تعمل في الموقع.

الحضور العسكري

حذرت UNDOF من أن “الأعمال الهندسية الواسعة” تجري على طول ما يُعرف بخط ألفا الذي يفصل بين سوريا وهضبة الجولان المحتلة إسرائيليًا، مُشيرة إلى أن أعمال البناء بدأت في يوليو وتضمنت استخدام “جرافات ومعدات تحريك الأرض تحت حماية من مركبات مدرعة وجنود.” كما كانت دبابات القتال الرئيسية للقوات المسلحة الإسرائيلية موجودة أحياناً في المنطقة المنزوعة السلاح، وهو ما يعد انتهاكاً للاتفاقية الموقعة في عام 1974.

أكدت مهمة الأمم المتحدة لحفظ السلام أنها قد “تواصلت مرارًا مع القوات المسلحة الإسرائيلية للاحتجاج على أعمال البناء” التي تُقلق السلطات السورية، التي “احتجت بشدة أيضًا.”

وقد تواصلت CNN مع القوات المسلحة الإسرائيلية للحصول على تعليق.

توترات محتملة

حذرت UNDOF يوم الثلاثاء من أن “الانتهاكات الجسيمة” لإسرائيل في المنطقة العازلة “قد تزيد من التوترات في المنطقة”.

خلفية الاتفاق

تأسست قوة حفظ السلام وولايتها نتيجة لوقف إطلاق النار الذي توسطت فيه الولايات المتحدة بين إسرائيل وسوريا في مايو 1974، بعد أشهر من القتال في حرب شنتها القوات المصرية والسورية ضد إسرائيل في أكتوبر 1973.

أنشأ الاتفاق منطقة عازلة، بالإضافة إلى منطقتين متساويتين من القوات والنُظم العسكرية المحدودة على كلا الجانبين. وعلى الرغم من أن إسرائيل وسوريا لا تزالا رسميًا في حالة حرب، فقد حافظ هذا الاتفاق إلى حد كبير على السلام بمساعدة قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في الجولان.

تعتبر هضبة الجولان بالنسبة لإسرائيل هضبة استراتيجية استولت عليها سوريا خلال حرب الأيام الستة في عام 1967، وتمت المصادقة عليها رسميًا في عام 1981. تمتد هذه المنطقة الجبلية على نحو 500 ميل مربع، ويعيش فيها حوالي 20,000 من الدروز العرب و25,000 يهودي إسرائيلي موزعين على أكثر من 30 مستوطنة.

تصاعد التوتر في مرتفعات الجولان

تشترك مرتفعات الجولان في الحدود مع كل من الأردن ولبنان، حيث تخوض إسرائيل حربًا ضد جماعة حزب الله المدعومة من إيران.

أهمية مرتفعات الجولان للأمن الإسرائيلي

تعتبر إسرائيل مرتفعات الجولان جزءًا حيويًا من مصالحها الأمنية، وتؤكد أنها تحتاج إلى السيطرة على هذه المنطقة لمواجهة التهديدات القادمة من سورية والجماعات المدعومة من إيران هناك.

تصريحات قيادة الأمم المتحدة حول الانتهاكات

في يوم الثلاثاء، أوضحت قوات الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك (UNDOF) أنه عند مناقشتها مع إسرائيل حول الانتهاكات، أفادت الجانب الإسرائيلي بأن الأعمال الإنشائية تُجرى “لأغراض دفاعية لمنع العبور غير المصرح به والانتهاكات من قبل المدنيين” على خط ألفا الجنوبي.

تحليلات حول الأنشطة الإسرائيلية

قال نافار سابان، الباحث في مركز حرمون للدراسات المعاصرة والمتخصص في تأثير إيران في سورية والعراق، إن الأنشطة الإسرائيلية في الجولان مرجح أن تكون لأسباب دفاعية، حيث تسعى القوات الإسرائيلية لتعزيز بنيتها الحالية.

التحذيرات من تصعيد محتمل

أفاد سابان لـCNN بأن “هذا يمكن اعتباره تحركًا احترازيًا من جانب إسرائيل لأي عمليات محتملة متزايدة من ميلشيات حزب الله في تلك المنطقة”.

العمليات الإسرائيلية في سورية

تقوم إسرائيل منذ عدة أشهر بشن غارات داخل الأراضي السورية، مستهدفة ما تصفه بمصالح الإيرانيين أو حزب الله. في أبريل، عقب ضربة إسرائيلية على ما زعمت إيران أنه منشأة دبلوماسية في دمشق، ردت إيران بإطلاق صواريخ وطائرات مسيرة مباشرة نحو إسرائيل.

تصاعد التوترات بين إسرائيل وحزب الله

في يوليو، تفاقمت التوترات بين إسرائيل وحزب الله بعد هجوم صاروخي قاتل استهدف ملعباً رياضياً في بلدة مجدل شمس العربية بالجولان، مما أدى إلى مقتل 12 طفلًا على الأقل. وتلقت إسرائيل اللوم على حزب الله في هذا الهجوم الذي نفته الجماعة اللبنانية.

تقييم الأنشطة العسكرية لحزب الله

قال سابان إنه من غير المحتمل أن تحاول حزب الله اتخاذ إجراء يؤدي إلى هجوم عسكري إسرائيلي من الجولان، موضحًا أن “سوريا هي الطريق الخلفي الوحيد المتبقي لحزب الله”، وأن الجماعة لم تعمل في تلك المنطقة ضد إسرائيل بنفس الطريقة التي تصرفت بها من جنوب لبنان. وأضاف سابان أن الحزب لا يستطيع تحمل “صدمة” جبهة أخرى من الإسرائيليين.

انتهاكات سورية للاتفاقيات

في الأشهر الأخيرة، اتهمت إسرائيل سوريا بانتهاك الاتفاقية الموقعة في عام 1974. في يوليو، أشار الجيش الإسرائيلي إلى أنه قصف البنية التحتية العسكرية السورية ردًا على الانتهاكات المزعومة، مشددًا على أن الجيش الإسرائيلي يحمل سوريا مسؤولية جميع الأنشطة التي تحدث داخل أراضيها.

ساهم بول بي. ميرفي من CNN في كتابة هذا التقرير.

رابط المصدر

أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.

Exit mobile version