الأمم المتحدة (AP) — اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الأحد خطة تهدف إلى توحيد الدول المتزايدة الانقسام لمواجهة تحديات القرن الحادي والعشرين، بدءًا من قضايا تغير المناخ والذكاء الاصطناعي وصولًا إلى الصراعات المتزايدة وزيادة الفقر وعدم المساواة.
تتضمن وثيقة “عهد المستقبل” 42 صفحة، تتحدى قادة 193 دولة عضو في الأمم المتحدة لتحويل الوعود إلى أفعال حقيقية، تؤثر إيجابيًا على حياة أكثر من 8 مليار شخص حول العالم.
تم اعتماد العهد خلال افتتاح “قمة المستقبل”، التي دعا إليها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، حيث شكر القادة والدبلوماسيين على اتخاذ الخطوات الأولى نحو تحقيق مستقبل أفضل. وأكد أن الجهود المشتركة ضرورية لسلوك الطريق الصحيح، مشددًا على أهمية العمل الفعلي بجانب الاتفاق.
دعوة للأفعال من الأمين العام للأمم المتحدة
تحدّى الأمين العام غوتيريش القادة بضرورة تنفيذ العهد، مؤكدًا على أهمية الحوار والتفاوض في معالجة الأزمات. كما دعا إلى إنهاء “الحروب التي تمزق عالمنا” في مناطق مثل الشرق الأوسط وأوكرانيا والسودان، بالإضافة إلى إصلاح مجلس الأمن الدولي وتسريع التحول من الوقود الأحفوري. وأكد على أهمية مشاركة الشباب في اتخاذ القرارات.
ظل مصير العهد محل تساؤل حتى اللحظة الأخيرة، حيث كان هناك غموض حول قرارات القمة، مما جعل غوتيريش يستعد لثلاثة خطابات مختلفة، بحسب ما صرح به المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك. من جانبه، علق سيرغي فيرشينين، نائب وزير الخارجية الروسي، على أن لا أحد كان سعيدًا بمحتوى العهد، واقترح تعديلات قد تؤثر بشكل كبير على فعاليته. وبدورها، ناشدت جمهورية الكونغو، المتحدثة باسم الدول الإفريقية الـ54، بعدم التصويت على هذه التعديلات، وتم الموافقة على اقتراحها وسط تصفيق الحضور.
تحديات مستقبلية وواقع مظلم
يقول “عهد المستقبل” إن قادة العالم يجتمعون في وقت يشهد تحولًا عالميًا عميقًا، محذرًا من المخاطر الكارثية والوجودية التي قد تؤدي إلى استمرار الأزمات والانهيار. لكن العهد يعبر أيضًا عن الأمل والفرصة لحماية احتياجات ومصالح الأجيال الحالية والمستقبلية من خلال تنفيذ إجراءات فعالة.
يشمل العهد 56 إجراءً تناول مسائل مثل القضاء على الفقر، والحد من تأثير تغير المناخ، وتعزيز المساواة بين الجنسين، وتجديد النظام متعدد الأطراف “لاغتنام الفرص الحالية والمستقبلية”. كما أشار غوتيريش إلى وجود ملحقين مهمين هما “التعهد الرقمي العالمي” و”إعلان الأجيال المستقبلية”.
يتعهد العهد بإصلاح مجلس الأمن ليكون أكثر تعبيرًا عن الواقع العصري، مع تصحيح الظلم التاريخي ضد إفريقيا التي لا تمتلك مقعدًا دائمًا، بالإضافة إلى تعزيز تمثيل دول آسيا والمحيط الهادئ وأميركا اللاتينية. واعتبرت الوثيقة “الدعم المتفق عليه متعدد الأطراف للتخلص من الأسلحة النووية لأول مرة منذ أكثر من عقد”، كما ذكر غوتيريش.
تحذيرات من غياب العمل
قال المستشار الألماني أولاف شولتز إن على الدول أن تتحد لتنفيذ أكثر من 50 إجراءً في العهد، محذرًا من أن “التاريخ سيحكم علينا” إذا فشلنا في ذلك، بالإضافة إلى أن الأجيال الشابة ستنظر إلى خطواتنا. كما شدد على أن الطريق نحو النجاح كان دائمًا صعبًا، لكنه ليس مستحيلًا.
استغرقت المفاوضات حول العهد مدة 18 شهرًا تحت رئاسة ألمانيا وناميبيا. وطالب الرئيس الناميبي نغولو مومبا القادة بأن يغادروا القمة متعهدين بتحقيق السلام، بدلاً من السير في طريق يؤدي إلى كوارث بيئية وصراعات متزايدة.