الأمم المتحدة في مواجهة الغموض مع عودة ترامب للرئاسة الأميركية

By العربية الآن

تحديات جديدة لمؤسسات الأمم المتحدة بعد فوز ترامب

تستعد الأمم المتحدة ومنظمات دولية أخرى لأربع سنوات إضافية من رئاسة دونالد ترامب، الذي عُرف بتغريداته قبل توليه الرئاسة حيث اعتبر الأمم المتحدة “ناديًا للأشخاص للتجمع والتحدث وقضاء وقت ممتع”.

خلال ولايته الأولى، أوقف ترامب التمويل لوكالات الأمم المتحدة المتعلقة بالصحة والتخطيط الأسري، وانسحب من منظمتها الثقافية وأعلى هيئة لحقوق الإنسان، وزاد الرسوم الجمركية على الصين وحتى على حلفاء الولايات المتحدة التقليديين بمخالفة قواعد منظمة التجارة العالمية. وتعتبر الولايات المتحدة أكبر مانح فردي للأمم المتحدة، حيث تدفع 22% من ميزانيتها العادية.

بدأت ملامح موقف ترامب الجديد تجاه الأمم المتحدة بالظهور مع اختياره للنائبة الجمهورية إليز ستيفانيك من نيويورك كسفيرة للولايات المتحدة في الأمم المتحدة. وقد طالبت ستيفانيك، التي تحتل المرتبة الرابعة في مجلس النواب، في الشهر الماضي بإعادة تقييم شامل للدعم المالي الأمريكي للأمم المتحدة ودعت إلى وقف التمويل لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا).

أجندة محافظة وتحولات عالمية

تسود التكهنات بشأن سياسات ترامب المستقبلية، ويبدو من الصعب قراءة إشاراته حول القضايا المهمة للأمم المتحدة. وفي هذا السياق، سبق أن اعتبر ترامب التغير المناخي خدعة وساند صناعة الوقود الأحفوري، لكنه في الوقت ذاته بدأ بالتواصل مع إيلون ماسك المهتم بالقضايا البيئية. كما أسهمت إدارته الأولى في جهود سريعة للبحث عن لقاح فيروس كورونا، لكن تعاونه مع النشطاء المعارضين للقاحات أثار تساؤلات.

يرى ريتشارد غوان، مدير الأمم المتحدة في مجموعة الأزمات الدولية، أن ترامب لن يعتبر الأمم المتحدة مكانًا للتفاوض بشأن القضايا السياسية الجادة، بل سينظر إليها كمنصة للترويج لأجندة اجتماعية عالمية محافظة.

خلال ولايته الأولى، خرج ترامب من اتفاق باريس للمناخ عام 2015 ومن اليونسكو ومجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، مبرراً ذلك بالتوجهات التي اعتبرها منحازة ضد إسرائيل. وكما سبق، قد يتكرر انسحابه من اتفاقيات متعددة خلال فترة رئاسته الثانية.

عالم جديد من الصراعات الباردة

العالم اليوم يواجه تحديات مختلفة عن تلك التي كانت قائمة عند تولي ترامب منصبه عام 2017، حيث اندلعت حروب في الشرق الأوسط وأوكرانيا والسودان. وتزايدت مخاوف الأسلحة النووية في كوريا الشمالية، وكذلك بشأن البرنامج النووي الإيراني.

مجلس الأمن الدولي يواجه انقسامات عميقة بين أعضائه الدائمين، مما عرقل أي تقدم في حل القضايا المعقدة. ويؤكد جون بولتون، مستشار الأمن القومي السابق، أن الصراعات في الشرق الأوسط وكوريا الشمالية تعكس عودة لأجواء الحرب الباردة.

ولا يبدو أن الأمور ستتحسن في فترة ترامب الثانية، حيث يتوقع بولتون أن تواجه ستيفانيك صعوبة في التعامل مع الملفات المطروحة على طاولة مجلس الأمن.

تأثير محتمل على العمل الإنساني للأمم المتحدة

يواجه العمل الإنساني اليومي للمؤسسات الدولية عدم يقين كبير، فالديبلوماسيون يحذرون من ضرورة الانتظار والترقب بعد فوز ترامب. خلال ولايته الأولى، أبقى ترامب على تمويل المساعدات الإنسانية، لكن سياساته التجارية كانت أكثر تعقيدًا.

وفي ظل الضغوط السياسية، قد تنشأ صراعات أيديولوجية عديدة. التحديات المقبلة، سواء من حيث استئناف الحوارات أو مواجهة الأزمات، قد تكشف عن كيفية إدارة ترامب للعلاقات الدولية.

وفي ظل الوضع الصحي العالمي، كان ترامب قد انتقد منظمة الصحة العالمية وأوقف التمويل، مما قد تكون له تداعيات كبيرة في المستقبل، كما يرى الأخصائيون.

خاتمة

يتفق كل من غوان وبولتون على أن ترامب لا يفوت فرصة للظهور في الجمعية العامة السنوية للأمم المتحدة حيث يستمتع بكونه في دائرة الضوء العالمية.

أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.

Exit mobile version