سجل الوضع العام للمرأة في مناطق النزاعات المسلحة والأزمات الإنسانية خلال العام الماضي زيادة ملحوظة في عدد الضحايا، حيث ارتفع عدد النساء الضحايا بشكل كبير مقارنة بالعام السابق. يكشف التقرير السنوي الذي يعدّه مكتب الأمين العام للأمم المتحدة عن واقع مرير للنساء في الأزمات المسلحة لعام 2023، حيث بلغت نسبة النساء 40% من إجمالي القتلى المدنيين، وهي ضعف النسبة المسجلة في 2022. في حين كان 30% من الضحايا هم أطفال، أي ثلاثة أضعاف العدد عن العام الماضي.
مدنيو غزة: 70% من الضحايا
أشار التقرير إلى أن عدد الضحايا المدنيين في هذه الفترة ارتفع بنسبة 73% ليصل إلى 34 ألف قتيل من غير المقاتلين، نتيجة النزاعات المسلحة الجديدة، خاصة في غزة والضفة الغربية، حيث تشكل الضحايا في الأراضي الفلسطينية المحتلة 70% من إجمالي عدد القتلى الذين وثقتها وكالات الأمم المتحدة.
يقول بابلو كاستيّو، الخبير الدولي في شؤون المرأة الذي شارك في إعداد التقرير، إن زيادة عدد النساء الضحايا في الحروب ترجع لعدم احترام القانون الدولي والمواثيق الإنسانية في جميع أنواع النزاعات. ويحذر كاستيّو من تزايد الهجمات على كل ما هو نسائي، ويشير إلى ضرورة عودة الأمم المتحدة لتسليط الضوء على معاناة النساء في تقاريرها.
الاعتداءات الجنسية
يتضمن التقرير معلومات مقلقة حول ارتفاع حالات الاعتداءات الجنسية في مناطق الصراع بنسبة 50%. وزادت حالات اغتصاب الفتيات بنسبة 35%. تشرح كريستين غارنت، خبيرة في الارتباط بين الحرب والنوع الاجتماعي، أن هذه الأرقام تشير إلى استخدام العنف الجنسي كأداة حرب لتهجير السكان ولتمويل الأنشطة الإرهابية.
يشير التقرير إلى “حرب ضد النساء” وقائمة طويلة من المعاناة التي يواجهنها، منها صعوبة الحصول على الرعاية الطبية. وحسب الإحصائيات، يموت أكثر من 500 امرأة وفتاة يوميًا بسبب مضاعفات الحمل والولادة في مناطق الصراع، كما هو الحال في غزة، حيث كانت تسجل 180 حالة ولادة يوميًا بدون رعاية طبية كافية.
«غياب الوعي العالمي»
كما يتضمن التقرير انتقادًا لافتًا حول غياب الوعي العالمي بخطورة المعاناة التي تتعرض لها النساء في هذه الأزمات، إضافة إلى ضعف تغطية الإعلام لهذه القضايا. رغم تضاعف عدد الأخبار عن الحروب في السنوات العشر الماضية، إلا أن نسبة أقل من 5% منها تناولت معاناة النساء.
بالإضافة إلى ذلك، سجلت الأمم المتحدة 123 ألف حالة اغتصاب في جمهورية الكونغو الديمقراطية عام 2023، مما يمثل زيادة بنسبة 300% مقارنة بعام 2020. مع ذلك، لم يتم محاسبة أي من الجناة. ويتواصل تراجع تمويل منظمات حقوق المرأة في الوقت الذي تتزايد فيه الهجمات ضدهن.
في أفغانستان، تسلط الأمم المتحدة الضوء على حالة تمييز النساء بسبب حرمانهن من التعليم منذ ثلاثة أعوام. وتزداد حالات الانتحار بين النساء بشكل مقلق منذ عودة «طالبان» إلى الحكم، مما يستدعي اتخاذ إجراءات عاجلة لتحسين وضع النساء هناك قبل فوات الأوان.