الأهداف الظاهرة والباطنة للعمليات الإسرائيلية في شمال الضفة الغربية

By العربية الآن



الأهداف المعلنة والخفية للعمليات الإسرائيلية شمالي الضفة

الأهداف الظاهرة والباطنة للعمليات الإسرائيلية في شمال الضفة الغربية استراتيجيات العمليات الإسرائيلية في شمال الضفة الغربية استراتيجيات العمليات الإسرائيلية في شمال الضفة الغربية
عمليات الاحتلال طالت حصار المستشفيات وتقييد حركة طواقم الإسعاف (الأوروبية)

رام الله- بعد مرور أكثر من عام على بدء العمليات العسكرية الإسرائيلية في شمال الضفة الغربية، والتي استهدفت مخيماتها بشكل رئيسي، أطلق جيش الاحتلال فجر الأربعاء عملية عسكرية جديدة تُعتبر الأكثر شمولية منذ اجتياحاته عام 2002 خلال انتفاضة الأقصى. وقد أطلق عليها اسم “مخيمات الصيف”، بينما أطلقت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، على ردها “رعب المخيمات”.

في خضم هذه الأوضاع، أعلنت الجماعات المسلحة أنها تصدت للاقتحامات واشتبكت مع الجنود الإسرائيليين، في حين اعتمد الجيش على الطائرات المسيرة والمروحية، بالإضافة إلى الاقتحامات المكثفة على الأرض.

وبحسب الهلال الأحمر الفلسطيني، فإن الساعات الأولى من العملية أسفرت عن استشهاد 11 فلسطينيًا، حيث أشارت تقارير إلى أن أغلب الشهداء كانوا من عناصر الفصائل الفلسطينية، وتم استهدافهم بالطائرات المسيّرة.

يرى المحللون أن العملية الإسرائيلية تحمل أهدافًا سياسية وعسكرية، معلنة وغير معلنة، وسط تساؤلات حول دور السلطة الفلسطينية ومستقبلها، في ظل حكومة إسرائيلية تعمل وكأنها غير موجودة.

جيش الاحتلال أطلق على عمليته شمالي الضفة “مخيمات الصيف” (الأوروبية)

أسباب استعمال الطيران الحربي

يقول اللواء المتقاعد يوسف الشرقاوي إن العمليات العسكرية في الضفة التي بدأت قبل 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي مستمرة، ولا يوجد اختلاف كبير بينها وبين العملية الموسعة الحالية في مخيمات جنين وطولكرم والفارعة بمحافظة طوباس.

يتوقع الخبير العسكري أن يستهدف الاحتلال عمق المخيمات لملاحقة المجموعات الفلسطينية “لاجتثاثها”، لكنه يؤكد أن هذا الهدف “صعب التحقيق”، حيث إن المقاومين يتخذون احتياطاتهم لمواجهة الاحتمالات.

وقد أوضح الشرقاوي أن استخدام الطيران الهجومي في مناطقة يستطيع الاحتلال اقتحامها يعود لعدة أسباب، منها توفير الجهود على الجيش، وضعف الحالة المعنوية للجنود، والخشية من الخسائر على الأرض بسبب كمائن المقاومة، مما يدل على أن المقاومة قد نمت وتطورت.

إضافة إلى الهدف “الاجتثاث” المعلن، تسعى إسرائيل إلى بث رسائل طمأنة لجبهتها الداخلية وللأميركيين والدول الأوروبية، بشأن أمنها في الضفة الغربية.

فيما يتعلق بتركيز العمليات على مخيمات اللاجئين، يؤكد الشرقاوي أن هناك صراعًا يوميًا بينها وبين إسرائيل، حيث تشكل المخيمات رمز القضية الفلسطينية، وسيطرة الاحتلال على الضفة تمنع بقاء هذه المخيمات.

حسم الصراع والارتباط بحرب غزة

من جهته، يعتبر الخبير في الشؤون السياسية عمر عساف أنه لا يمكن فصله عما يجري في قطاع غزة، مضيفًا أن شمال الضفة هو ساحة رئيسية للصراع وأن الاحتلال يهدف لتحقيق حالة مشابهة لما يحدث في غزة.

وأشار إلى أن تدمير البنى التحتية للمخيمات جاء كخطوة تحضيرية قبل 7 أكتوبر/تشرين الأول، وهو جزء من استراتيجية الاحتلال في “حسم الصراع”، حيث تشهد الضفة تصاعد الاستيطان والمواجهات.

وأكد عساف أن العمليات الحالية لن تنجح، حيث يطور المقاومون في الضفة قدراتهم وأدواتهم، وكلما استشهد أفراد انضم آخرون للصفوف.

عساف: السلطة عاجزة عن القيام بأي دور وتقبل بالدور الذي يريده الاحتلال (العربية الآن)

دور السلطة الفلسطينية

عند الحديث عن دور السلطة الفلسطينية، يشير عساف إلى أن الحكومة الإسرائيلية الحالية لا تعترف بوجود السلطة، بينما يتجاهل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو موقف وزيري المالية والدفاع المتطرفين.

ويضيف أن الدولة العبرية ترى أن الضفة والقدس هما الأساس لبناء الدولة، مما يجعل السلطة الفلسطينية في موقف ضعيف.

مع ذلك، يعتقد أن السلطة تغض الطرف عن دورها وتعتمد في بعض الأحيان على التعاون الأمني مع الاحتلال لملاحقة المقاومين.

أهداف غير معلنة للعملية

يقول عزام أبو العدس إن العنوان الرئيسي للعملية الإسرائيلية هو “اجتثاث” المقاومة، لكنه يعتقد أن هناك أهدافًا معلنة وأخرى خفية تتعلق بالسيطرة على الوضع في الضفة الغربية.

تسعى إسرائيل لتجنب نشوب صراع جديد، لذا ترغب في القضاء على أي مظاهر للمقاومة، حيث تعتبر الضفة نقطة حساسة قد تؤدي لمشكلات أكبر.

ويشير أبو العدس إلى أن إسرائيل قد تحولت من إدارة الصراع إلى حسمه بالكامل، مما ينذر بمزيد من العنف في الضفة الغربية.

أبو العدس يربط بين العملية الإسرائيلية شمالي الضفة واشتداد الصراع في الجبهة الشمالية مع حزب الله (العربية الآن)

صلة الجبهة الشمالية

تشير تقديرات أمنية إسرائيلية إلى أن حماس والجهاد في الخارج تدعمان العمل المسلح في الضفة، لتخفيف الضغط عن غزة، مما يعتبر خطرًا لا يمكن تجاهله.

كما يُعتقد أن إسرائيل تخطط لعمل عسكري في جنوب لبنان، لذا تريد أن تكون مؤمنة من خلفها في الضفة الغربية، وهذا يتطلب منها التخلص من أي مظاهر للمقاومة.

أما بالنسبة لفرص تحقيق أهداف العدوان، فيشير أبو العدس إلى أنه من غير الممكن إنهاء المقاومة بالكامل، ولكن يمكن توجيه ضغوط لإرجاعها إلى الوراء.

تاريخيًا، اعتمدت إسرائيل على استراتيجيات “جز العشب”، لكنها اليوم تنفذ عمليات أكبر تهدف لتحويل المقاومة إلى خطر يمكن التعامل معه.

منذ بدء الحرب على غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تصاعدت الاقتحامات واعتداءات المستوطنين في الضفة، مما أسفر عن استشهاد أكثر من 660 فلسطينيًا وإصابة نحو 5 آلاف، واعتقال أكثر من 10 آلاف.

المصدر: العربية الآن



رابط المصدر

أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.

Exit mobile version