الاحتلال يطلق حملة تبرعات من القدس إلى غزة قبيل بدء الفعالية

By العربية الآن



الاحتلال يعطل حملة تبرعات من القدس إلى غزة قبل انطلاقها

يعاني الفلسطينيون النازحون إلى مدينة دير البلح في قطاع غزة في العثور على مياه، حيث ينتظرون لساعات في طوابير من أجل الحصول على الماء في محطة معاجلة المياه الوحيدة في المنطقة. ( Abed Rahim Khatib - وكالة الأناضول )
كانت حملة القدس لإغاثة غزة مبرمجة لتزامن مع حملات في المدن العربية بأراضي الـ48 (الأناضول)
القدس المحتلة – أقدمت مخابرات الاحتلال الإسرائيلي على منع مبادرة لجمع التبرعات من سكان القدس، والتي كانت تهدف لدعم قطاع غزة الذي يعاني تحت وطأة حرب مدمرة وتجويع منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2024، وقد هددت الجهات المنظمة بمصادرة التبرعات واعتقالهم بعد دقائق من الإعلان عن انطلاق الحملة عبر شبكات التواصل الاجتماعي.

وفي صباح يوم الأحد، أطلق الناشط المقدسي حسن علقم ووالده، عبد الله علقم، الأمين العام لعشائر القدس وفلسطين، حملة إغاثة من القدس إلى غزة عبر مقطع فيديو.

تم نشر الفيديو في الساعة العاشرة صباحاً، إلا أن حسن تلقى مكالمة تهديدية من ضابط مخابرات بعد ست دقائق يحذره من جمع التبرعات، رغم ذلك، أصر على إعادة إطلاق الحملة وضرورة مشاركة القدس في العمل التطوعي لدعم غزة.

أبلغ حسن علقم عبر مكالمة هاتفية من المخابرات الإسرائيلية بأن الاستمرار في جمع التبرعات لصالح غزة ممنوع (العربية الآن)

صوت مكتوم

في تفاصيل تلك المكالمة، أشار حسن علقم -في حديثه للعربية الآن- إلى أن الضابط الإسرائيلي حذره بأن هذا النوع من الأعمال ممنوع في القدس، وإذا استعجلوا في جمع التبرعات، فسيتم إيقاف الحملة ومصادرة التبرعات واعتقالهم فوراً.

رد علقم بأنه قد انطلقت عروض إغاثة في الداخل الفلسطيني، وأن القدس جزء من تلك الحملة، وأن التبرعات ستوجه إلى قرية “جِيت” في المثلث الشمالي، ومن ثم إلى معبر كرم أبو سالم كي تصل إلى غزة.

جاء رد الضابط بأنه “ممنوع يبقى أي صوت ينطلق من القدس”، وانتهت المكالمة بعد أن أخبر علقم الضابط أنه ينوي إطلاق حملة جديدة بعد الحصول على التصاريح اللازمة، وجاء الرد بأنه “إذا فعلتم ذلك ستوقف الحملة”.

البحث عن مظلة

قرر المنظمون تجميد الحملة حتى العثور على غطاء قانوني، وقاموا بالتواصل مع عدة جهات بما في ذلك أعضاء كنيست عرب وجمعية “رحمة”، التي تعهدت بتنظيم حملة خاصة بالقدس خلال الأيام المقبلة، على أن تُجمع التبرعات من خمس نقاط رئيسية في المدينة المقدسة.

وعوداً لفكرة إطلاق حملة “فينا خير” من القدس إلى غزة، أوضح حسن علقم أن “المآسي الكبيرة تحفز الشعوب، وكان من الضروري أن نظهر صوت القدس من خلال حملة موحدة، خاصة أن هذه المدينة تم تقييد سكانها وكبح أصواتهم منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ولم يكن من الممكن انطلاق أي المبادرات قبل ذلك التاريخ”.

وأكد أن “كلنا يداً واحدة، وعندما يتعلق الأمر بإنسانيتنا، يفضي الأمر إلى تجاوز كل الاعتبارات الأخرى، لذلك جاءت الفكرة من مجموعة شباب متطوعين لمساعدة أهلنا في القطاع، من خلال حملة واسعة تساهم في سد رمق الجائعين والعطشى”.

يسعى حسن والمتطوعون لبناء بصمة للقدس التي تمثل “العنوان والأصل”، وكخطوة لتحقيق ذلك، سيتشدّد هؤلاء بعد انتهاء ساعات العمل اليومية لاستقبال التبرعات، وتصنيفها وتغليفها تمهيداً لنقلها إلى الداخل الفلسطيني ومن ثم إلى قطاع غزة.

إحياء ثقافة التطوع

يرى علقم أن أحد الأهداف الرئيسية لهذه الحملة هو إحياء ثقافة التطوع في القدس، حيث يعتبر أن “التفاني لخدمة الوطن والمجتمع يعد رمزاً للكرم والأخلاق الرفيعة”.

وفيما يتعلق بالخطوات التي اتخذها المتطوعون للانطلاق في الحملة، أشار علقم إلى بحثهم عن جمعيات تعمل في مجال الإغاثة، ولم يجدوا إلا جمعيات تضم بينهم يهوداً يساريين، مما شكل تحدياً في المجتمع المقدسي.

في نهاية المطاف، تم الاتفاق مع المسؤول عن حملة التبرعات في الداخل الفلسطيني بالتعاون مع منظمة “رحمة” الإنسانية على بدء جمع التبرعات من القدس، وقد أبدى المسؤول رغبته في انضمامهم لكنه لم يستطع توفير الموافقة الخطية بسبب ضيق وقته، وبعد تجميد الحملة وعدوهم بالتركيز على القدس من خلال حملة جديدة ستبدأ في الأيام القادمة.

وفي ختام تصريحاته، أكد الناشط المقدسي أن الخطوة الجريئة قد تمت، ويبقى العزم على البدء لأن غزة تستحق الدعم وأهل القدس “يمكنهم تقديم العون”.

المصدر : العربية الآن



رابط المصدر

أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.

Exit mobile version