الاستيطان والصراعات اليمينية الصهيونية: حسابات غزة وفشل الضفة

By العربية الآن

توسيع الاستيطان وتهويد القدس في ميزان صراعات اليمين الصهيوني

جانب من مستوطنة غيفعات زئيف في الضفة الغربية المحتلة (رويترز)
جانب من مستوطنة غيفعات زئيف في الضفة الغربية المحتلة (رويترز)

تتواصل التوترات في الساحة السياسية في إسرائيل، حيث يشهد اليمين الصهيوني صراعات متزايدة حول إدارة الاستيطان وتهويد القدس. يتطلب الوضع في الأراضي الفلسطينية المحتلة معالجة دقيقة، في ظل تعدد التوجهات والآراء داخل الأوساط اليمينية.

التوسع الاستيطاني وتأثيره على القضية الفلسطينية

توسيع الأنشطة الاستيطانية له تأثير عميق على مستقبل الفلسطينيين، ويعكس رغبة بعض الأطراف في تعزيز السيطرة على الأرض. هذا التوجه يثير استياء المجتمع الدولي ويشكل تحديات جديدة للجهود الرامية لتحقيق السلام.

القدس في عين العاصفة

تستمر محاولات تهويد القدس، مما يجعلها محط أنظار العالم. يتعاظم الانقسام في الرأي العام الإسرائيلي بشأن كيفية التعامل مع هذه القضية الحساسة، كما أن الأبعاد الدينية والسياسية تجعل من الصعب التوصل إلى حلول توافقية.

النتائج المترتبة على الصراعات اليمينية

تكشف الصراعات داخل اليمين الصهيوني عن انقسامات عميقة، مما يؤثر على القرار السياسي وقدرة الحكومة الحالية على تنفيذ السياسات. يتطلب الوضع الحالي تنسيقاً أكبر بين الأحزاب للتغلب على التحديات الماثلة، والتوصل إلى رؤى مشتركة بشأن المستقبل.

## تصاعد الاستيطان والعنف في ظل الحكومة اليمينية في إسرائيل

منذ تولي اليمين الصهيوني، برئاسة بنيامين نتنياهو، الحكم وتشكيل حكومة “اليمين الكامل” التي تضم رموز التطرف مثل بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير، تصاعدت المطالب لتوسيع الاستيطان وتهويد القدس وفرض السيادة على الضفة الغربية. وقد أتيح للحروب القائمة فرصة غير مسبوقة للمتطرفين للتصرف بجرأة في مدن وقرى الضفة الغربية، تحت سمع وبصر ودعم الجيش الإسرائيلي. وفي الوقت نفسه، فإن احتلال الجيش الإسرائيلي لمناطق واسعة من قطاع غزة أعاد إحياء مشاريع إعادة الاستيطان في القطاع بعد فشل محاولات التهجير.

## صراع الأفكار داخل إسرائيل

تشهد الساحة الإسرائيلية صراعًا بين معسكرين متعارضين. الأول يتبنى فكرة إمكانية فرض السيطرة على المزيد من الأراضي من خلال الاستيطان وطرد الفلسطينيين، بينما الثاني يعتبر ذلك مستحيلاً في ظل الظروف الإقليمية والدولية السائدة. المعسكر الأول يبدو مؤمناً بقدرته على إدارة حرب لا نهائية في قطاع غزة، خاصة عقب اتفاق وقف النار في لبنان.

## تجاهل القانون الدولي

على الرغم من خطابات الصراع، يظهر أن المسؤولين من المعسكر الأول يتجاهلون القانون الدولي ومقومات الصمود في المجتمع الإسرائيلي. يؤمنون بأن إيمانهم المسيحاني يمكنه تحقيق كل أهدافهم في الضفة الغربية وقطاع غزة. وقد أثار سموتريتش مؤخراً تساؤلات حول جدوى فتح غزة أمام أولئك الراغبين في بناء حياة جديدة، بينما اقترح وزير الزراعة آفي ديختر أن على العالم العربي إيجاد حلول لمشكلة الاكتظاظ السكاني في قطاع غزة.

![آفي ديختر قال إن معالجة مشكلة الاكتظاظ في غزة مسؤولية عربية](https://www.alarabiyanow.com/wp-content/uploads/2024/12/1733201093_282_الاستيطان-والصراعات-اليمينية-الصهيونية-حسابات-غزة-وفشل-الضفة.jpeg)

*آفي ديختر قال إن معالجة مشكلة الاكتظاظ في غزة مسؤولية عربية (غيتي)*

## تأثر الرأي العالمي

في هذا السياق، لا يبدو أن الاتهامات الدولية حول الإبادة الجماعية وارتكاب جرائم الحرب تؤثر على هؤلاء. حتى اعتراف وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق، موشي يعالون، بوقوع جرائم في القطاع يعتبره هؤلاء مجرد “نباح” ولا يتجاوز ذلك. في نظرهم، هناك حساب قديم بشأن العزلة التي شهدها القطاع والفشل الذي تلا عملية فك الارتباط في عهد شارون. إن تحقيق أهداف الاستيطان في قطاع غزة يبدو أنه يمثل أولوية تفوق حتى هدف وقف الحرب وإعادة الأسرى المحتجزين لدى حركة حماس.

## تعثر المشاريع المستوطنة

لكن هناك من يدعو إلى تقييم واقع اليمين المسيحاني والذي يواجه فشلاً ملحوظًا، خاصة في محاولاته لتهجير الفلسطينيين وجمع اليهود للاستيطان في المناطق الفلسطينية. ووفقاً لتقرير نشرته صحيفة “هآرتس”، فإن نسبة المستوطنين في الضفة الغربية لا تزال تمثل 5% فقط من إجمالي سكان إسرائيل، ولا تتجاوز 14% بين سكان الضفة. وتأتي هذه الأرقام على الرغم من الجهود الحكومية والنشاطات الشعبية لضمان نجاح جهود الاستيطان. يشير التقرير إلى أن “الخطة الرئيسية” لليمين المسيحاني، التي تهدف إلى منع حل الدولتين، تصطدم بواقع ديمغرافي يتعارض مع أهدافهم.## سموتريتش وبن غافير: خطط لفرض السيطرة على الضفة الغربية

### أهداف اليمين الإسرائيلي
ذكرت صحيفة “هآرتس” أن تحقيقًا طويل الأمد أجرته مجموعة “تمرور” حدد ثمانية أهداف رئيسية في الخطة الاستراتيجية التي يعتمدها اليمين الإسرائيلي للسيطرة على الضفة الغربية، ومنها:

1. **تواصل بين المستوطنات**: إنشاء تواصل بين المستوطنات اليهودية في منطقة ألون بني، وحول مدينتي نابلس ورام الله.
2. **طرق تربط المدن الفلسطينية**: إنشاء تواصل استيطاني يربط المدن من الخليل إلى جنين مع السيطرة على طرق الوصول.
3. **ربط المستوطنات المعزولة**: تشريع إقامة بؤر استيطانية جديدة لوقف أي جهود لإخلائها.
4. **شريان استيطاني بين المستوطنات**: ربط مستوطنات أرئيل وعيلي وشيلو من خلال إنشاء بؤر استيطانية جديدة.
5. **زيادة الكتل الاستيطانية**: العمل على إقامة كتل استيطانية جديدة في الضفة الغربية.
6. **فصل القرى عن بيت لحم**: إنشاء تأثير جغرافي يفصل بعض القرى عن مدينة بيت لحم.
7. **المناطق العازلة**: فصل رام الله عن القدس وبيت لحم باستخدام مناطق عازلة.
8. **تواصل مع غور الأردن**: إقامة تواصل استثماري بين القدس وغور الأردن عبر بؤر استيطانية جديدة.

### استراتيجيات الحكومة
وتشير التحقيقات إلى أن الاستراتيجيات التي يعتمدها اليمين المسيحاني تتضمن تنفيذ خطة متكاملة تتكرر مع مرور الوقت، تتجاوز القوانين الدولية والمحلية، من خلال إقامة مستوطنات غير قانونية وتطبيق العنف ضد السكان الفلسطينيين.

## ميزان الهجرة السلبي وتوجهات جديدة

### التحديات السكانية
رغم هيمنة المستوطنين على مجالات القرار الحكومي، فإن المشروع الاستيطاني يبدو بعيدًا عن تحقيق أهدافه. تشير الإحصائيات إلى أن نسبة الحريديم بين المستوطنين تصل إلى 35%، مما يؤدي إلى تحديات ديمغرافية واقتصادية، حيث نحو 50% من السكان هم تحت جيل 19 عامًا، وهناك تزايد في احتياجهم للدعم الحكومي.

### محاولة يائسة لفرض الحل
على الرغم من الجهود المبذولة، يبدو أن مشروع الاستيطان في الضفة الغربية يسجل فشلاً متزايدًا، حيث تشير النتائج إلى مغادرة 791 إسرائيليًا الضفة الغربية منذ بداية العام، مما يعكس ميزان هجرة سلبي.

### التوجه نحو ترامب
ومع ذلك، تظهر محاولات مستمرة من قبل الجهات الاستيطانية للاستفادة من الدعم الأمريكي. وفقًا لتقرير صحيفة “إسرائيل اليوم”، عُقد مؤتمراً في القدس لمناقشة خطة تهدف إلى بناء أربع مدن استيطانية جديدة وتحقيق السيطرة على مزيد من الأراضي خلال فترة ترامب، مع اقتراح إلغاء السلطة الفلسطينية بطرق غير مباشرة.

### إذن، تبقى الأمور متوترة في المنطقة
تستمر الجهود الاستيطانية في الضفة الغربية على الرغم من التحديات، مما يزيد من تعقيد الوضع القائم.### الإقليمية للمستوطنات والسيطرة على القرى العربية

تسعى السلطات الإسرائيلية من خلال اقتراحات عدة إلى تعزيز السيطرة على القرى العربية في منطقة “ج”، حيث تم منح العرب مكانة “مقيم” شبيهة بمكانة الفلسطينيين في القدس الشرقية. وقد تضمن النقاشات حول مستقبل المنطقة اقتراحات جذرية مثل إلغاء السلطة الفلسطينية واستبدالها بسلطات بلديات عربية، مما قد يجعل إسرائيل بمفاهيم معينة دولة فدرالية. واعتبرت صحيفة “إسرائيل اليوم” أن “حل الدولتين يجب أن يُشطب إلى الأبد، حسب توجه واضح للمستوى السياسي”.

### دور سموتريتش في أملاك القدس

في سياق تعزيز السيطرة على المقدسات، يتولى بتسلئيل سموتريتش، وزير المالية ووزير شؤون الاستيطان في وزارة الدفاع، مهمة إدارة أملاك الفلسطينيين في القدس الشرقية. وقد عيّن سموتريتش أحد النشطاء المعروفين في مجال تهويد القدس، حنانئيل غورفنكل، ليكون مديرًا لمكتب القيم على أملاك الغائبين. ويتيح هذا التعيين وضع أملاك الفلسطينيين، الذين يعتبر الكثير منهم غائبين، تحت إشراف هذا المكتب.

### تداعيات على أملاك الفلسطينيين

بحسب القانون الإسرائيلي، يتم وضع أملاك العرب الذين تركوا المناطق المحتلة عام 1948 تحت إشراف القيم على أملاك الغائبين، وتُدير لصالح الدولة اليهودية. ويشمل ذلك حتى ملاك العقارات الذين يعيشون في الضفة الغربية، حيث تعتبر عقاراتهم أيضًا في حكم “الغياب”.

غورفنكل كان قد دعا سابقًا إلى إنهاء “الاحتلال العربي” للقدس، وطالب بطرد الطلاب العرب من جامعة التخنيون. ومن خلال منصبه في وزارة العدل، ساهم في حرمان العرب من أملاكهم وتسهيل الاستيلاء على الكثير منها بدعوى أن اليهود كانوا ملاكًا لها في الماضي.

### مستقبل القدس تحت حكومة اليمين المتطرف

من المؤكد أن تعيين غورفنكل سيكون له تأثير كبير على عمليات سلب الأراضي والممتلكات الخاصة بالمقدسيين، وسيعزز جهود تهويد المدينة المقدسة، خصوصًا في ظل الأوضاع الحالية والحرب المستمرة، مما يدعم مخططات الحكومة اليمينية المتطرفة.

أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.

Exit mobile version