مسعود البارزاني: آخر الأمل، تمسكوا به قبل فوات الأوان!
في فبراير/شباط 2015، تجمع عدد من النخب الكردية من إقليم كردستان العراق في مدينة ديار بكر التركية لحضور مؤتمر ثقافي. ومن بين الحضور كانت شخصيات بارزة مثل آزاد جندياني من الاتحاد الوطني الكردستاني، ورجال مثل فرحان جوهر من الحزب الديمقراطي الكردستاني، وعدنان عثمان من حركة التغيير. كما كان هناك الصحفي بوتان تحسين، الذي نظم رحلة الوفد من إقليم كردستان إلى تركيا.
وفي عام 2017، توفي كلا من جلال الطالباني ونوشيروان مصطفى، مما ترك أثرًا واضحًا على القوى الحزبية في كردستان.
كان الطالباني في ذلك الوقت بعيدًا عن التأثير في الأحداث السياسية، إذ كان مثقلًا بالمرض. وعندما سأل فرحان جوهر جندياني عن صحة الطالباني، أشار جندياني إلى أثر غيابه على الحزب، معتبرًا أن الحزب الديمقراطي الكردستاني يواجه صعوبات في الاتفاق مع الاتحاد الوطني في غيابه.
تداخل عدنان عثمان لمهاجمة سؤال جوهر، مظهرًا مشاعر قوية تجاه رغبتهم في زوال التأثيرات القديمة للقيادات السياسية. وكان قد انقضى عام على نجاح حركة التغيير في انتخابات 2013، وحصولها على المركز الثاني بعد الحزب الديمقراطي، مما أشر على قوة جديدة في الساحة السياسية الكردية.
مع ذلك، أمن عثمان بأهمية عدم عودة تأثير الطالباني، بل وعبر عن أمله في زوال جميع الشخصيات التاريخية، بما في ذلك البارزاني. وشدد على أن الجيل الجديد يمكنه فتح الطريق أمام حلول جديدة للمشكلات التي استعصت على الأجيال السابقة.
على الرغم من ذلك، اعتبرنا أن هذا الحديث قد يكون عكس ما يحدث، قائلين إن النجاح الحالي للأكراد هو نتيجة للإرث الذي يحمله أولئك الذين يرغب عثمان في زوالهم. فبدون تأثيرهم، سيُجعل الأكراد في موضع مساواة مع أي محافظة عراقية، بدلاً من أن يكونوا على شكل إقليم خاص.
وبعد رحيل الطالباني ونوشيروان، تفاقمت التحديات بالنسبة لحركة التغيير والاتحاد الوطني، حيث تضاءل تأثيرها بشكل كبير.
ورغم قوة حركة التغيير السابقة، إلا أن وجودها السياسي بدأ يتلاشى، حيث لم تستطع الحصول على أي مقعد في البرلمان العراقي. بالمقابل، شهد الاتحاد الوطني بروز بافل الطالباني، الذي لم يكن له دور بارز خلال فترة والده. ومع ذلك، عمل بافل على إبعاد معظم الشخصيات السياسية التي رافقت والده من قيادة الحزب.
ارتبط بافل بشراكات مع قوى شيعية في بغداد، مما أدى إلى تقليص تأثير الحزب الديمقراطي الكردستاني وبالضرورة تأثير مسعود البارزاني، لدرجة أن أحد القيادات السابقة في الاتحاد الوطني وصف الحزب الآن بأنه “اتحاد وطني عراقي” وليس كردستاني.
مسعود البارزاني، الرئيس الحالي للحزب، يقدم استمرارية تاريخية مهمة للحركة الكردية.
مسعود البارزاني، الذي يبلغ من العمر ثمانية وسبعين عامًا، لا يزال يحتفظ بصحته ونشاطه السياسي، ويُمثل الحامي للحقوق الكردية. ورث البارزاني هذا الإرث من والده ملا مصطفى، الذي أسس بداية الحركة الكردية.
- تجربته كبيشمركة منذ زمن طويل أعطته خبرة هامة في الصراع السياسي.
- تفاوضه مع صدام حسين حتى في الأوقات الصعبة أظهر نضاله من أجل القضية الكردية.
كان بارزاني أحد الأفراد الرئيسيين في تشكيل الحكومات العراقية بعد 2003. لذا فإن فقدانه – لا قدر الله – سيترك فراغًا كبيرًا لن يسد. يزداد الإلحاح على أهمية وجوده، ليس فقط من جانب حزبه، بل كنوع من الضمان لحل المشكلات الداخلية بين الأحزاب الكردية والحفاظ على النفوذ الكردي في العراق.
الحاجة الكردية لوجود مسعود البارزاني أكبر من حاجة حزبه إليه.
يبقى البارزاني صمام الأمان للقضية الكردية، والتواصل الدولي المطلوب لدعمها. وعليه، فإن من الضروري على الجميع، وخصوصًا الأكراد والعراقيين، التمسك به من أجل مصلحة القضية الكردية والعراقية.
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة العربية الآن.
رابط المصدر