الإنشاءات الإسرائيلية على طول المنطقة العازلة مع سوريا تنتهك وقف إطلاق النار، حسب الأمم المتحدة
أفادت الأمم المتحدة بأن الإنشاءات الإسرائيلية على طول المنطقة العازلة المنزوعة السلاح مع سوريا قد أدت إلى “انتهاكات جسيمة” لاتفاق وقف إطلاق النار الذي يعود إلى 50 عامًا، مما يؤدي إلى زيادة التوترات على الحدود المشتركة في الجولان المحتل.
تظهر الصور الفضائية وجود خنادق جديدة وسواتر ترابية تم حفرها خلال الأشهر القليلة الماضية على امتداد ما يُعرف باسم منطقة الفصل.
قامت بي بي سي بتصوير عمليات البناء بالقرب من مركبة عسكرية قرب بلدة مجدل شمس، وأعمال ترابية جديدة في الأراضي الريفية جنوبًا. ومن المتوقع أن تقع الأعمال في كلا الموقعين ضمن المناطق التي تسيطر عليها إسرائيل.
أفادت قوات المراقبة للأمم المتحدة (UNDOF) أن معظم الإنشاءات الإسرائيلية لا تنتهك منطقة الفصل، لكن بعض الخنادق التي تم حفرها تحت حماية مركبات عسكرية مثل الدبابات تتجاوز هذه المنطقة، كما دخلت مركبات وأفراد الجيش الإسرائيلي أيضًا المنطقة العازلة.
تحرس مراقبو UNDOF الأرض التي تمتد بطول 80 كم (50 ميل) على مدار 24 ساعة يوميًا.
صرح برنارد لي رئيس البعثة لبي بي سي بأنه تم حفر خطين كبيرين من الخنادق، بالإضافة إلى ثلاثة خطوط أخرى محدودة، كل منها بعرض حوالي 6 أمتار (20 قدم).
قدّر لي أن الخنادق قد تجاوزت منطقة الفصل في بعض المواقع، بمقدار مترين في كل حالة، لكنه أشار إلى أنه لم يزر المواقع بنفسه.
ولم تتمكن UNDOF من مشاركة أدلة بصرية على الفور بشأن التوغلات المزعومة، ولم تُمنح إذنًا لبي بي سي لرؤية أو تصوير المواقع من نقطة مراقبة قريبة حتى الآن.
ولم تسفر عمليات البحث الأولية عن صور فضائية تفصيلية بما يكفي لتأكيد مزاعم الأمم المتحدة بشكل مستقل.
تم إنشاء منطقة الفصل كجزء من اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وسوريا في عام 1974، بعد الاحتلال الإسرائيلي السابق للجولان.
يتعين على القوات الإسرائيلية أن تكون غرب ما يُعرف بخط ألف، بينما يجب أن تكون القوات السورية شرق خط برافو، الذي يمتد على الجانب الآخر من منطقة الفصل.
إسرائيل تعزز الدفاعات على الحدود مع سوريا
في عام 1981، قامت إسرائيل بضم مرتفعات الجولان من جانب واحد، وهو القرار الذي لم يعترف به المجتمع الدولي، على الرغم من أن الولايات المتحدة قد قامت بذلك بشكل أحادي في عام 2019. يسكن مستوطنو إسرائيل في المنطقة إلى جانب حوالي 20,000 سوري، معظمهم من الدروز، الذين بقوا في الجولان بعد احتلالها.
الوضع الأمني على الجبهة الإسرائيلية
رغم وجود جماعات مسلحة مدعومة من إيران في سوريا، إلا أن هذه الجبهة ظلت هادئة نسبياً، حيث خاضت القوات الإسرائيلية معارك مع حلفاء إيران في غزة ولبنان على مدار الـ13 شهراً الماضية. وفي بيان لها، أكدت قوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك (UNDOF) أن السلطات السورية قد “احتجت بشدة” على الأعمال الإسرائيلية المستمرة، وأن الأمم المتحدة قامت “مراراً” بنقل مخاوفها بشأن الانتهاكات الإسرائيلية للسلطات العسكرية الإسرائيلية.
تصريحات الجيش الإسرائيلي حول الدفاعات الجديدة
أفاد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، العقيد مايك شوشاني، لـBBC أن الخنادق التي يتم إنشاؤها تهدف لحماية الحدود من التسلل من قبل الجماعات المدعومة من إيران في سوريا، وأكد أنها لا تتعارض مع اتفاقية وقف إطلاق النار. وذكر شوشاني أن “المديريين الإسرائيليين قد تواصلوا مع الأمم المتحدة بشأن هذه القضايا”.
القلق من تهديدات الهجمات المفاجئة
أصبحت مخاطر الغزو المفاجئ من جيران إسرائيل أكثر حدة بعد هجمات حماس في 7 أكتوبر. وقال برنارد لي: “هل ستوقف هذه الخنادق ما حدث في 7 أكتوبر؟ نعم. لكن هل يمكن تجاوزها بواسطة سيارات البيك أب؟ لا”. ورغم ذلك، فإن الدفاعات المبنية على هذه الحدود لا تواجه التهديد المباشر من الطائرات المسيرة والصواريخ التي تطلقها الميليشيات الإيرانية في سوريا والعراق، والتي غالباً ما تسقطها القوات الإسرائيلية.
التهريب والقلق الأمني
أشار لي إلى أن المهربين التجاريين يستخدمون بالفعل المنطقة الفاصلة لتهريب السجائر والإلكترونيات بين سوريا ولبنان، وأن الطريق الجديد الذي بنته الأمم المتحدة يساهم في أعمال التهريب. وأوضح بأنه “يأتون من الجبل، يدخلون منطقة الفصل مع قافلة من الخيول، ثمانية في المرة، مع اثنين من المسلحين”. وعندما سُئل عما إذا كانت نفس الطريق يمكن استخدامها لتهريب الأسلحة من سوريا إلى لبنان، أجاب: “هذا ما يقلق الجيش الإسرائيلي”.
التوترات العسكرية على الحدود
وسلطت إسرائيل الضوء على ما تصفه بانتهاكات “يومية” على طول الحدود من قبل سوريا. في مايو، كتبت سفيرة إسرائيل لدى الأمم المتحدة إلى الأمين العام لتقديم شكوى بشأن الانتهاكات السورية التي تضمنت “وجود مسلح في منطقة الفصل”، مما “يزيد من توتر منطقتنا المضطربة بالفعل”.
والجدير بالذكر أن الميليشيات المدعومة من إيران تمثل مصدر قلق لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، الذي لا يزال يعاني بعد سنوات من الحرب الأهلية، وقد بدا غير راغب في الانجرار إلى الحرب بين إسرائيل وحزب الله، رغم الضربات الإسرائيلية المتكررة التي تستهدف مواقع حزب الله والشحنات الإيرانية داخل سوريا.