هددت جامعة كولومبيا طلابها المحتجين بتدابير تأديبية صارمة، بينما قامت الشرطة الفرنسية بقمع طلاب جامعة السوربون المرموقة، في ظل انتشار حملة أكاديمية دولية ضد الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة.
وفي حوزتنا نسخة من رسالة أرسلتها إدارة جامعة كولومبيا إلى الطلاب المحتجين طالبتهم فيها بفض الاعتصام تليقا والتزام بتوقيع تعهد يحترم جميع سياسات الجامعة.
ووفقًا للرسالة، تتهم إدارة الجامعة الطلاب المحتجين بالتجاوز على قوانين النظام الجامعي.
كما أبلغت إدارة الجامعة الطلاب المحتجين بمنعهم من دخول الحرم الجامعي ومرافقه وممتلكاته.
وجاء في الرسالة أنه إذا لم يخل الطلاب ساحة الاعتصام، ستتخذ الجامعة تدابير تأديبية ضدهم.
الرفض والعرض
أكدت رئيسة جامعة كولومبيا نعمت مينوش شفيق اليوم الاثنين فشل المحادثات مع المتظاهرين المناصرين للفلسطينيين.
وقالت إن منظمي الاحتجاج والقادة الأكاديميين لم يتوصلوا لتسوية تحقق اختراقًا فيما يتعلق بالاعتصام في الخيام.
وأضافت شفيق في البيان أن جامعة كولومبيا لن تسحب استثماراتها في الأصول الداعمة للجيش الإسرائيلي، وهو مطلب أساسي للمحتجين.
لكنها قدمت عرضًا بالاستثمار في القطاعين الصحي والتعليمي في غزة وتحسين الشفافية فيما يتعلق بالاستثمارات المباشرة التابعة للجامعة.
ردّا على رسالة الجامعة، أعلن الطلاب أنهم لن يفكوا الاعتصام حتى تتم استجابة لـ 3 مطالب: سحب الاستثمارات والشفافية المالية والعفو عن الطلاب وأعضاء هيئة التدريس المعاقبين بسبب مشاركتهم في الاحتجاجات.
وقال طلاب جامعة كولومبيا “تظاهرتنا في الحرم الجامعي لم تشكل تهديدًا أمنيًا في أي لحظة”.
وانتقد جمع كبير من الطلاب وأعضاء هيئة التدريس والمراقبين مديرة الجامعة بسبب استدعائها شرطة نيويورك إلى الحرم الجامعي لإنهاء الاعتصام في وقت سابق، مما أسفر عن اعتقال أكثر من 100 شخص.
الاستفزازات والاعتقالات
استمرت التظاهرات في جامعة كولومبيا وجامعات أميركية أخرى بقوة في بداية هذا الأسبوع، مع تزايد حالات الاعتقال في مختلف المناطق.
تعرض مخيم الاعتصام بجامعة كاليفورنيا في مدينة لوس أنجلس لضيق واستفزازات متواصلة، دفع ذلك الجامعة إلى استدعاء شرطة المدينة لتجنب صدامات بين المؤيدين والمعارضين للاعتصام.
وفي ملبورن بأستراليا، استمر الاعتصام التضامني مع غزة لليوم الخامس على التوالي.
وقد رفع المتظاهرون أعلام فلسطين، وهتفوا بدعم لغزة، وطالبوا بوقف أي تعاون مع إسرائيل نظرًا لضلوعها في الإبادة الجماعية بالقطاع.
الشرطة في السوربون
وفي باريس، شن عدد من طلاب جامعة السوربون المرموقة حملة احتجاجية جديدة، احتجاجًا على الهجوم الإسرائيلي على غزة.
وقام الطلاب بشكلقامت مجموعة من النشطاء بنصب بعض الخيام داخل فناء الجامعة ورفعوا راية فلسطين، مرددين شعارات تدعو لدعم الشعب الفلسطيني وإنهاء الوجود الاستيطاني ووقف انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي المستمرة.
ثم شارك 3 من أعضاء الحزب اليساري الراديكالي “فرنسا الأبية” في التظاهرة، ورددوا هتافات تنادي بضرورة الكفاح ضد إسرائيل.
وقامت إدارة الجامعة بإغلاق أبوابها ومنع الطلاب من الدخول أو الخروج، كما قامت قوات الشرطة بتطويق المبنى الجامعي.
وتدخلت قوات الشرطة الفرنسية لطرد الطلاب من الحرم الجامعي بعد توترات سابقة في جامعة سيانس بوالباريسية.
وقامت الشرطة بإخراج حوالي 50 من المحتجين من السوربون واعتقلتهم وفقًا لتقارير وكالة الأنباء الفرنسية.
ولقد تم رصد عمليات اعتقال عدد من الطلاب داخل المبنى.
وصرح الطالب ريمي الذي يبلغ من العمر 20 عامًا، ويدرس التاريخ والجغرافيا، قائلًا: “كنا نحو 50 شخصًا عندما وصلت الشرطة بسرعة إلى الحرم الجامعي، وكانت العملية عنيفة جدًا حيث تم سحب 10 أشخاص على الأرض دون سبب واضح للقبض عليهم”.
موقف الحكومة
أكد مقربون من رئيس الوزراء الفرنسي غابرييل أتال أنه “يتابع التطورات عن كثب”، وطلب “إخلاء مبنى السوربون بشكل سريع” مشيرين إلى توجيهاته بنفس السياق في الحادثة السابقة في جامعة سيانس بوالجمعة.
وأوضحت الجامعة أنها ستظل مغلقة يوم الاثنين بناءً على قرار من إدارتها، التي نوهت إلى إخلاء قاعات المحاضرات بالقرب من وقت الظهر. وبلغ عدد المتظاهرين حوالي 300 في فترة ما بعد الظهر وقامت الشرطة بتطويقهم.
ودعا اتحاد الطلبة للتحرك داخل المدارس من أجل وقف إطلاق النار في غزة والاعتراف بدولة فلسطين ووقف عمليات الاستيطان.
