التعليم الجامعي في غزة: الأمل رغم التحديات
23/9/2024
تواصل إسرائيل عدوانها على قطاع غزة منذ أكثر من عشرة أشهر، مما أثر بشكل كبير على مجمل الحياة، بما في ذلك التعليم العالي. كأستاذ جامعي وباحث فلسطيني من غزة، أرغب في مشاركة بعض تجاربي خلال هذه الفترة العصيبة، ورغم المعاناة، يبقى الأمل حاضراً.
صعوبات التعليم العالي في زمن الحرب
منذ بدء الهجوم العسكري الإسرائيلي في أكتوبر 2023، تعرض قطاع غزة لقصف متواصل، أدى إلى مدمار العديد من المنشآت بما في ذلك الجامعات. وقد أصيب العديد من المدنيين، بما في ذلك النساء والأطفال، وهُلك الآلاف. كان الهدف الرئيسي من هذا العدوان هو استهداف الفلسطينيين في أحد أكثر المناطق كثافة سكانية في العالم.
يوجد في فلسطين 51 جامعة وكلية مجتمع، وبلغ عدد الطلاب في 2023 حوالي 226,000، بما في ذلك 18 جامعة وكلية في غزة التي تخدم حوالي 87,000 طالب.
أثر الحرب على الحياة الشخصية والأكاديمية
كوني غير مرتبط بأي جماعة مسلحة، تعرض منزلي لهجوم من طائرة حربية إسرائيلية يوم 23 أكتوبر 2023 مما أدى إلى تدميره. أعيش الآن مع أسرتي في مركز إيواء. الفاجعة الكبرى كانت فقدان والدتي، التي توفيت بسبب نقص الرعاية الطبية اللازمة نتيجة تدمير المستشفيات.
لقد أحببت التعليم وسعيت لتحقيق أهدافي الأكاديمية، حيث حصلت على عدة منح دراسية في الولايات المتحدة، ونلت درجتي الماجستير والدكتوراه. منذ عام 1997، أعمل كمدرس في قسم اللغة الإنجليزية بالجامعة الإسلامية بغزة، ونشرت العديد من الأبحاث وشاركت في مؤتمرات أكاديمية.
الإصرار الأكاديمي والرغبة في التعليم
تعتبر الجامعة الإسلامية في غزة مركزًا أكاديميًا محليًا ودوليًا ساهم في تعزيز الثقافة والقيم الفلسطينية. قبل بداية الحرب، كان عدد الطلاب فيها حوالي 17,000، ونسبة الطالبات 63%. قدمت الجامعة بيئة تعليمية متميزة من خلال استخدام تقنيات حديثة ومرافق متطورة.
غير أن العدوان الإسرائيلي استهدف الجامعات وأسفر عن مقتل وإصابة عدد من الطلاب والأساتذة. تم تدمير المباني بما في ذلك الجامعة الإسلامية، مما حرَم الطلاب من حقهم في التعليم.
للأسف، لا أستطيع تقديم المحاضرات سواء عن بعد أو حضورياً بسبب الدمار وانقطاع الكهرباء.
رغم كل الصعوبات، تمكنت من التواصل مع طلابي عبر الهاتف أو الرسائل النصية. على الرغم من كل ما حدث، أتمسك بالأمل وأرفض الاستسلام.
تواصلت مع إحدى طالباتي وشجعتها على إنهاء رسالتها. نحن بحاجة للحفاظ على الأمل وتحفيز بعضنا البعض.
التضامن الدولي وآفاق التعليم العالي
- التاريخ يظهر أن كل مرحلة صعبة ستمضي، ويبقى الأمل قائمًا رغم كل التحديات.
- كانت هناك جهود من المؤسسات الأكاديمية الفلسطينية للضغط من أجل حماية التعليم العالي في غزة، مما عكس تكاتفًا كبيرًا.
- أثارت الانتهاكات الإسرائيلية إدانات واسعة من قبل المنظمات الدولية، مما أدى إلى دعم متزايد للقضية الفلسطينية.
- أبدت الجامعات الفلسطينية في الضفة الغربية استعدادها لدعم التعليم العالي في غزة، حيث أُطلقت مبادرة “إعادة بناء الأمل” بالتعاون مع الجامعة الإسلامية.
على مدى الأشهر العشرة الماضية، عانت التعليم العالي في غزة من أوضاع صعبة. ومع ذلك، نؤمن بأن هذه الأزمة مؤقتة، وأن الظلم سينتهي، وستتعافى الجامعات، وسنعيد بناء التعليم العالي الفلسطيني من جديد!
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.