دماغ مشوش وصعوبات في التفكير.. هل السبب هو كوفيد-19؟
22/9/2024
–
|
آخر تحديث: 22/9/202412:46 ص (بتوقيت مكة المكرمة)
يقول أندرو بيتكوس، أستاذ علم الأعصاب السريري في كلية كيك للطب بجامعة جنوب كاليفورنيا، إن الأخطاء العقلية ليست بالضرورة مصدر قلق، فقد تكون نتيجة انشغال ذهن الإنسان وتعرضه لتشتت الانتباه. ومع ذلك، يقول إن هذه الأخطاء قد تبدو أكثر أهمية بعد حدوث أزمة مثل الوباء، مما يدفع البعض للاعتقاد بتأثير كوفيد على عقولهم.
من جهته، يعمل عالم الأعصاب الإدراكي والسلوكي جوناس فيبيل، على قياس الالتهابات والأضرار العصبية المرتبطة بكوفيد لدى الأشخاص الذين يشتكون من أعراض مثل ضباب الدماغ والخمول. ويشير إلى تلقيه رسائل من الكثير من الأفراد الذين يؤكدون عدم تعافيهم بالكامل بعد الوباء.
تتعدد الأسباب المحتملة وراء هذه الأعراض، منها التأثير المباشر للفيروس على الدماغ، أو التأثيرات النفسية الناتجة عن فترات العزلة التي عاشها الناس. مع عودة الحياة إلى طبيعتها، قد تبقى آثار صدمة العيش في أزمة صحية مستمرة.
الدماغ تحت تأثير كوفيد
يتضح الآن أن فيروس سارس-كوف-2 ليس مجرد فيروس يصيب الجهاز التنفسي، بل يمكن أن يؤثر على جميع أعضاء الجسم بما في ذلك الدماغ. لا يزال الباحثون يسعون لفهم الأسباب، إلا أن الفرضيات تشير إلى إمكانية تسببه في التهاب مستمر، أو تلف الأوعية الدموية، أو رد فعل مناعي مفرط.
تظهر الدراسات أن الإصابة بكوفيد-19 تؤدي إلى انكماش في أدمغة المتعافين، وهو ما قد يرتبط بمشاكل معرفية. كما تم ربط كوفيد-19 بمشاكل معرفية خطيرة مثل الخرف والتفكير الانتحاري. يتسبب ضباب الدماغ في عواقب عميقة، تؤثر على قدرة الأشخاص على العمل في وظائفهم المعتادة.
دراسة أجريت في عام 2024 بمجلة نيو إنجلاند الطبية قارنت الأداء المعرفي للمتعافين من كوفيد-19 بمجموعة مماثلة لم تصب بالفيروس، وأظهرت اختلافات ملحوظة.
(المقالة لا تزال قيد الاستمرارية ولكن النص قد تم إعادة صياغته.)
# تأثيرات الإصابة بكورونا على الذكاء والدماغ
أظهرت دراسة جديدة أن آثار الإصابة بفيروس كورونا يمكن أن تؤدي إلى انخفاض بمعدل ذكاء يعادل 3 نقاط. يصف آدم هامبشاير، أستاذ علم الأعصاب المعرفي والحسابي في كينج’s كوليدج لندن، هذا الفرق بأنه ضمن نطاق التقلبات الطبيعية في القدرات المعرفية اليومية. ومع ذلك، يلاحظ فيبيل أن تغييرات الدماغ بعد الإصابة يمكن أن تؤثر على السلوك الاجتماعي بطريقة خفية لكنها ضارة.
الآثار النفسية لجائحة كورونا على غير المصابين
حتى الذين لم يصابوا بفيروس كورونا تعرضوا لتأثيرات نفسية. أظهرت دراسة حديثة تم نشرها في مجلة الأكاديمية الوطنية للعلوم أن المراهقين في الولايات المتحدة شهدوا تدهورًا ملحوظًا في بعض المناطق الدماغية المرتبطة بالإدراك الاجتماعي، مثل معالجة تعابير الوجه. الباحثون ربطوا هذا التدهور بضغط الحياة خلال الإغلاق بسبب الجائحة، مشيرين إلى أنه قد يعادل 4 سنوات من شيخوخة الدماغ للفتيات وسنة واحدة للأولاد.
كيفية التعامل مع ضباب الدماغ
للذين لاحظوا تغيرات في القدرات الإدراكية أثناء الوباء، ينصح بيتكوس بتبني العادات الصحية مثل النشاط الاجتماعي والتمارين العقلية والجسدية. الدراسات تشير إلى أن الدعم الاجتماعي يمكن أن يساعد في معالجة الآثار الناتجة عن الصدمات والتوتر، مع إمكانية حدوث تحسينات حتى بعد تجارب صعبة.
متلازمة كوفيد-19 طويل الأمد
في السياق ذاته، ذكر وزير الصحة الألماني كارل لاوترباخ أنه حتى بعد انتهاء جائحة كورونا، لا يزال هناك تزايد في حالات ما يعرف بمتلازمة كوفيد-19 طويل الأمد، حيث قد يظهر على المصابين أعراض بين 4 أسابيع بعد الإصابة. تشمل الأعراض الإرهاق المزمن وصعوبات التركيز، ولا تزال الرعاية المقدمة للمرضى غير كافية، وفقًا لتصريحات البروفيسورة كارمن شايبنبوجن.
وتؤكد هذه الأبحاث أن فيروس كورونا له تأثيرات واسعة على الصحة النفسية والعقلية، مما يسلط الضوء على أهمية الدعم والرعاية المناسبة.