تراجع الثقة في الأخبار: تساؤلات حول دور التلفزيون
أثارت دراسة جديدة نشرتها معهد «نيمان لاب» تساؤلات مهمة بشأن دور التلفزيون في تعزيز الثقة في الأخبار. على الرغم من أن الخبراء أشاروا إلى تراجع الثقة في وسائل الإعلام بشكل عام، إلا أنهم اختلفوا حول الأسباب الكامنة وراء ذلك.
تحليل شامل لبيانات في 46 دولة أظهر أن «الثقة في الأخبار شهدت انخفاضاً ملحوظاً في البلدان التي تراجع فيها الاهتمام بالتلفزيون، بالإضافة إلى تزايد اعتماد الأفراد على وسائل التواصل الاجتماعي للحصول على الأخبار». لكن الدراسة لم تتمكن من تحديد ما إذا كان انصراف الجمهور عن التلفزيون هو السبب الرئيس، أم أن الاتجاه نحو منصات التواصل الاجتماعي هو المحور.
تأثير السوشيال ميديا على التلفزيون
ورجحت الدراسة أن تراجع الثقة في الأخبار يعود إلى مزيج من العوامل، بما في ذلك العزوف عن التلفزيون وزيادة الاعتماد على وسائل التواصل. وفقاً لمهران كيالي، الخبير في إدارة بيانات السوشيال ميديا بالإمارات، فإن التلفزيون أصبح من المصادر الأقل شهرة للأخبار بسبب الوقت الطويل الذي يتطلبه الإنتاج والتدقيق بالمقارنة مع سرعة نشر الأخبار عبر وسائل التواصل.
وأشار كيالي إلى أن «عدد المحطات التلفزيونية لا يمكن أن ينافس الطوفان الهائل من الأخبار التي يتم توزيعها عبر الإنترنت». ورغم ذلك، شدد على أن الصدقية عامل أساسي لبقاء القنوات التلفزيونية.
القلق من غياب الموثوقية
كيالي أشار أيضاً إلى أن السبب الجوهري لتراجع الثقة يعود إلى «زيادة الاعتماد على السوشيال ميديا أكثر من تراجع متابعة التلفزيون». وذكر أن الكثير من الناشرين على السوشيال ميديا يفتقدون إلى الموثوقية، مما يدفع الجمهور إلى العزوف عن المصادر التقليدية.
بينما طالب كيالي الهيئات التنظيمية للإعلام بالتدخل لتعزيز الثقة، مؤكداً على ضرورة أن تتبنى وسائل الإعلام أساليب جديدة تتلاءم مع التطورات الحالية.
الأزمات والتحديات في الإعلام
دراسات أخرى، مثل تقرير معهد «رويترز لدراسات الصحافة»، عززت نتاجات هذه الدراسة، مشيرة إلى أن معدلات الثقة في الأخبار تتراجع عالمياً. الصحافي المصري خالد البرماوي أعرب عن أن ذلك لم يكن مفاجئاً، لكنه سلط الضوء على سؤال مهم: هل كان رفض الجمهور للتلفزيون هو السبب في التراجع، أم أن افتقار هذا الوسيط للمصداقية دفعهم للبحث عن بدائل عبر وسائل التواصل الاجتماعي؟
البرماوي اعتبر أن تراجع معايير المهنية في التلفزيون، بالإضافة إلى الأزمات الاقتصادية، جذبت الجمهور بعيداً عن التلفزيون بحثاً عن بدائل، حيث وجدوا ضالتهم في السوشيال ميديا.
النتائج
أصبح تراجع الثقة في الإعلام تحدياً بارزاً يواجهه هذا القطاع منذ مدة، لا سيما في زمن تزايد انتشار الأخبار الزائفة والمضللة عبر وسائل التواصل الاجتماعي.