الجاسوسية والاستخبارات في زمن السلم: ضمان إنهاء النزاعات الحربية

By العربية الآن



الاستخبارات والجاسوسية زمن السلام لضمان حسم الحرب

تصميم يتعلق بالموساد الإسرائيلي وجرائم الاغتيال التي نفذها على مدار عقود للقادة والنشطاء والمفكرين الفلسطينيين.
قصص الجاسوسية الشهيرة أثبتت أن سلاح الاستخبارات يمكن أن يختصر المسافات ويضمن نفاذًا سريعًا للهدف (الجزيرة)

تتوالى حوادث الاغتيال في فلسطين ولبنان بشكل مستمر، مما يعكس تفوقًا استراتيجيًا للمحتل، واستمرار حرب استنزاف ضد مقاومين يبدو أنهم بلا مكابح.

على مدار عقود، تم التأكيد على خطورة سلاح الاستخبارات، الذي يمهد الطريق للعمليات الاستخباراتية. ولا يزال صدى اغتيال قيادات المقاومة، مثل إسماعيل هنية، يتردد، مما يثير تساؤلات حول ضعف القدرة الاستخباراتية وسهولة الاختراق.

تتمتع ساحات المعركة الاستخباراتية بحضور خفي، مليء بالمفاجآت والاختراقات، مما يجعلها تحتضن معارك تُخفي خلفها واقعًا معقدًا

تركزت أنظار المتابعين مؤخرًا على أداء يحيى السنوار، الرئيس الجديد لحركة حماس، والذي أظهر نجاحًا في رصد العملاء والتصدي لهم باعتبارهم أهم التهديدات ضد بنية المقاومة.

يأتي نجاح عملية طوفان الأقصى مدعومًا بجمع غفير من المعلومات الاستخباراتية التي أسست لأداء العمليات الخططية بشكل دقيق.

علينا التساؤل: كم نحن قادرون على استخدام هذه الأداة الحاسمة في الحروب؟ وإلى أي مدى نمتلك فراستنا الاستخباراتية في مقارنة مع شخصيات ناجحة كـرأفت الهجان وإيلي كوهين؟ هذه تساؤلات تثيرها صفحات التاريخ.

كما أشار سون تزو، الفيلسوف العسكري القديم، إلى أهمية المعرفة عن العدو والنفس، كقاعدة أساسية للبقاء والفوز في أي معركة، مما يعزز من أهمية الاستخبارات حتى خلال أوقات السلام.

قد يعيش البعض في غفلة عن العملية التي تدور خلف الأبواب المغلقة من تدبير وتنفيذ الاستخبارات، التي تعد من أهم مقاييس قوة الدول.

في عالم الاستخبارات، الجاسوسية يمكن أن تحقق ما تعجز عنه الجيوش وأسلحتها التقليدية.

يمكن وصف الحلبة الاستخباراتية بأنها ساحة معارك مخفية، تديرها خطوط دقيقة من التخطيط، قد تؤدي إلى نتائج مغيرة للمعادلات الحقيقية للسلطة.

تُظهر عمليات الاغتيال المستمرة، التي استهدفت رموز المقاومة، أن هذه الأنشطة الاستخباراتية قد تمت بدقة وعناية تتناسب مع التطورات الحالية.

كما أن التجسس يعد نوعًا من النشاط الإنساني منذ القدم، حيث تبرز مجموعة متنوعة من الأدوات السرية التي تستخدم في الأخذ والرد بين الدول.

يبدو أن الدول الكبرى قد أدركت أن قليل من التحصين العسكري قد لا يكفي في الحروب الكبرى، وإنما قد تعتمد بشكل أساسي على المعلومات الاستخباراتية وخطط دقيقة.

بين قصص الجاسوسية والتجسس، نرى تباينًا في طريقة التعامل بين العرب والمحتل، مما جعل الحروب أكثر تعقيدًا.

الاغتيالات المتكررة ضد الشخصيات البارزة في المقاومة، مثل اقتحام أوكارهم، تتم بتخطيط دقيق ومدعوم بتكنولوجيا متطورة.

في إطار الرؤية الاستراتيجية للاحتلال، يتجاوز استخدامه للاستخبارات مجرد البحث عن المعلومات، وإنما يمتد ليكون سلاحًا رئيسيًا في حسم الحروب.

تاريخ الجاسوسية يُظهر كيف استطاع الجواسيس التأثير على صانعي القرار، مما قد يغير مجرى التاريخ.

الأحداث التاريخية وحتى الحديثة تدل على مدى تأثير الجاسوسية في حسم الأمور لصالح القوى العظمى، وخاصة العمليات السرية الناجحة.

بينما يواصل الاحتلال خططه في استهداف الشخصيات القيادية، تظل قدرة المقاومة على التصدي تعتمد بشكل جزئي على مرحلة حسم المعلومات ووضوح الرؤية في الساحات.

في سياق التجارب المصرية والعربية في المواجهات والأمن القومي، يظهر أننا بحاجة إلى اثبات جدية أكبر من جانب الأنظمة لتحقيق مكاسب حقيقية في الساحات.

لا يزال السؤال مطروحًا: هل يدرك العرب أهمية الاستخبارات وما يلزم لإعداد العدة لمعارك مختلفة؟

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.



رابط المصدر

أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.

Exit mobile version