**أزمة الكاتب صنصال تهدد بتصعيد التوتر بين الجزائر وباريس**
رجح مراقبون في الجزائر تصاعد الأوضاع في “قضية الكاتب الجزائري الفرنسي بوعلام صنصال”، الذي قُبض عليه قبل أسبوعين، على خلفية تصريحات مسؤول كبير في الجزائر. التصريحات توحي بأن البلاد “لن تخضع للضغوط السياسية والإعلامية المتزايدة من فرنسا”، مما أدى إلى توتر العلاقات بين البلدين.
**موقف البرلمان الجزائري**
أثناء اجتماع لأعضاء مكتب “المجلس الشعبي الوطني” يوم الأحد، أكد إبراهيم بوغالي، رئيس المجلس، أن تدخل البرلمان الأوروبي وبعض الأوساط السياسية والإعلامية الفرنسية في الشأن الداخلي للجزائر يُعد تصرفاً مفضوحاً يهدف لصرف الأنظار عن الانتهاكات الحقيقية لحقوق الإنسان. وأشار إلى أن البرلمان الأوروبي ناقش قضية بوعلام صنصال، حيث تم اقتراح إصدار لائحة تدين سجنه وتطالب بالإفراج عنه، عبر البرلمانية الفرنسية سارة خنافو.
**تفاصيل الاعتقال والاحتجاز**
صُنفت قضية صنصال بأنها تتمتع بحساسية قانونية، حيث اعتُقل الكاتب، الذي يبلغ من العمر 70 عامًا، في مطار الجزائر العاصمة خلال عودته من باريس في 16 من نوفمبر. وتم وضعه تحت الحجز حتى 23 من الشهر نفسه، قبل تقديمه إلى النيابة. ورغم عدم وجود إعلان رسمي عن أسباب اعتقاله، أشار محامون إلى احتمال توجيه اتهامات له بموجب مواد قانونية تتعلق بالأمن الوطني.
**تصريحات مثيرة للجدل**
تسبب صنصال في إثارة الجدل في الجزائر بتصريحات له خلال مقابلة مع منصة إخبارية فرنسية، حيث زعم أن قادة الثورة الجزائرية طلبوا دعم المغرب قبل الاستقلال. ووصف تناول التاريخ الاستعماري بطريقة تستفز السلطات الجزائرية.
**ردود فعل فرنسا**
سجنه أثار موجة من الاستنكار في فرنسا، حيث حصل على الجنسية الفرنسية في يونيو الفائت كخطوة من الرئيس إيمانويل ماكرون. وفي هذا السياق، عُقد اجتماع في البرلمان الفرنسي لمناقشة كيفية تقديم الدعم للقضية، حيث أكدت الوزيرة المعنية أن الدولة تعمل على متابعة الوضع لتمكينه من الاستفادة من الحماية القنصلية.
تُظهِر التطورات الأخيرة أن أزمة صنصال قد تتحول إلى نقطة انطلاق لمزيد من التوتر بين الجزائر وباريس، وتظل الأنظار متجهة نحو ما ستسفر عنه الأيام المقبلة.