الجوع والعطش يتسلط على سكان شمال غزة مع انعدام الموارد
لليوم الرابع عشر على التوالي، تشهد المنطقة تصعيدًا في الأعمال العسكرية، حيث يفرض الاحتلال الإسرائيلي حصارًا خانقًا على بلدة جباليا ومخيمها, مما يزيد من معاناة السكان، الذين يتعرضون لقصف مستمر ودمار منازلهم.
### **حصار خانق واستخدام الجوع كسلاح**
تكشف تقارير تُدلي بها سكان جباليا عن تفاصيل مأساة سكان المنطقة، إذ قال المحامي مروان البرش إن “قوات الاحتلال منعت إدخال المياه والطعام والدواء إلى المنطقة منذ بدء العملية العسكرية في 6 أكتوبر”. ويضيف البرش، أن الإمدادات الغذائية المتاحة هي ما تبقى لدى العائلات قبل بداية الأزمة، حيث يتم تسعير المعلبات بشكل مبالغ فيه، كعلبة الحمص التي يبلغ سعرها 20 شيكلاً (حوالي 6 دولارات).
ويشير البرش أيضًا إلى أن التنقل في الشوارع أصبح محفوفًا بالمخاطر، مما يمنع الناس من البحث عن الطعام، إذ تراقبهم الطائرات المسيرة التي تطلق النار على أي شخص يتحرك.
### **استغاثة من الوضع الإنساني**
مع تصاعد الأزمات الغذائية والدوائية، أطلق الدفاع المدني في غزة نداءً عاجلاً للمجتمع الدولي لتقديم المساعدات الإنسانية. حيث ذكر المتحدث الرسمي، الرائد محمود بصل، أن حوالي 200 ألف فلسطيني في جباليا يعانون من فقدان الطعام والماء.
في سياق متصل، حذر مدير “برنامج الأغذية العالمي” في فلسطين، أنطوان رينارد، من نفاد الإمدادات خلال أسبوع ونصف. وأكد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، أن الوضع في غزة يعد “غير إنساني”، ودعا إلى توفير المساعدات للأطفال الذين يعانون من سوء التغذية.
### **أعمال عنف ضد قوافل المساعدات**
لم يقتصر الأمر على منع المساعدات، حيث أفادت تقارير من الأمم المتحدة بأن القوات الإسرائيلية استهدفت قوافل المساعدات التابعة للمنظمة الدولية عدة مرات. واحتجزت قوات الاحتلال إحدى قوافل الأمم المتحدة لمدة سبع ساعات تحت تهديد السلاح في 9 سبتمبر.
### **القتل جوعًا**
في ذات السياق، حذرت المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان من الآثار الوخيمة للحصار على مئات الآلاف من الفلسطينيين.
الفلسطينيون يتعرضون لجوع وعطش مهدد في شمال غزة
تعيش المناطق الشمالية من غزة، بما في ذلك جباليا وبيت لاهيا وبيت حانون، أوضاعًا مأساوية نتيجة قرار الحكومة الإسرائيلية الذي يمنع دخول المساعدات الإنسانية والسلع الأساسية منذ عدة أسابيع.
حياة 200 ألف فلسطيني تحت الحصار
وفقًا للمرصد الأورومتوسطي، يعاني حوالي 200 ألف فلسطيني في شمال غزة من نقص حاد في المواد الغذائية ومياه الشرب لمدة 14 يومًا، بسبب حصارهم في منازلهم أو مراكز الإيواء، في ظل استمرار الهجمات الإسرائيلية التي أسفرت عن استشهاد أكثر من 350 شخصًا وإصابة المئات، بالإضافة إلى الدمار الواسع للمنازل والمباني.
استهداف المدنيين ورقة ضغط
وفي حالة مأساوية، اضطرت عشرات العائلات في مخيم جباليا الأسبوع الماضي للذهاب إلى مراكز تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا) للحصول على الطعام، لكن الجيش الإسرائيلي قصفهم مما أدى إلى استشهاد 10 أشخاص على الأقل وإصابة أكثر من 40 آخرين. من جهته، أكد المرصد الأورومتوسطي أن من ينجو من القصف يواجه خطر الموت جوعًا وعطشًا.
استعمال الجوع كسلاح
حول الأسباب التي تدفع الاحتلال الإسرائيلي لاستعمال أسلوب التجويع ضد الفلسطينيين، يشير الباحث السياسي عبد الله عقرباوي إلى أن هذا يدل على رغبة الاحتلال المستمرة في تهجير الفلسطينيين. وأوضح أن الفلسطينيين يواجهون الاحتلال بصمود كبير، مما يجعل الاحتلال يلجأ إلى أساليب عقابية جماعية واستهداف المدنيين.
دعوة للتحرك العربي والإسلامي
عقرباوي شدد على أهمية الحاجة إلى تحرك عربي وإسلامي من أجل دعم الشعب الفلسطيني وإجبار الاحتلال على التوقف عن سياسات التهجير والانتهاكات بحق المدنيين في شمال غزة، حيث يتطلب الوضع إدخال عناصر جديدة في الصراع لتحسين الظروف الإنسانية.
المصدر: الجزيرة