وأفاد مدير الوزارة العام صديق فريني خلال مقابلة مع الجزيرة نت أن هناك فقرًا مُتعمّدًا يُعاني منه جميع شرائح الشعب، وأن حوالي 98% من سكان الخرطوم بحاجة إلى دعم، سواء بالطعام والدواء، أو الدعم النفسي خاصة للأطفال والنساء.
وأوضح أيضاً أن هناك حكايات مروعة عن الجوع الشديد أدى لأكل القطط وأي شيء يتحرك، حيث نجح طبيب في إنقاذ عدة حالات من الموت جوعًا في منطقة بانت شرق أم درمان، عن طريق الحقنة الوريدية وحلوى، خلال حصار فصائل المهندسين جنوب أم درمان.
وأعلن الجيش السوداني في فبراير/شباط الماضي عن نجاحه في رفع الحصار والاندماج مع فصائل المهندسين وسط أم درمان، للمرة الأولى منذ بداية النزاع في منتصف أبريل/نيسان.
وصف فريني الأوضاع الإنسانية في إقليم الخرطوم بالتقلب بين الاستقرار النسبي في توافر الطعام وندرته في أوقات أخرى.
وأشار إلى أن ذلك يتعلق أساساً بوصول قوافل المساعدات من وحدات الدولة والمنظمات إلى إقليم الخرطوم، حيث توجد مناطق في الإقليم تعاني من نقص شديد في السلع لفترة قصيرة جدًا، لذا يجب توحيد الجهود لضمان وصول المواد للمواطنين في ظل زيادة المناطق تحت سيطرة القوات المسلحة.
نقص الطعام
ويرى المدير العام لوزارة تقديم الرعاية الاجتماعية في إقليم الخرطوم أن هناك زيادة في أسعار البضائع التي دخلت أسواق الخرطوم، خاصة في مدينة أم درمان، لكن وجودها رغم غلاء ثمنها أفضل من عدم وجودها.
وأوضح أنه لا يوجد مخزون من السلع الغذائية حيث يتم توزيعها على الفور، وكانت المساعدات التي وصلت أقل من الاحتياج الفعلي، مشددًا على أن حاجة المساعدات أصبحت أكثر الآن، خاصة مع عودة طوعية للأسر وزيادة سيطرة القوات المسلحة على مناطق عدة تحتاج فيها المواطنين لدعم سريع.
وحذرت المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة من أن النزاع في السودان قد يؤدي إلى وقوع أكبر أزمة غذائية في العالم.
وأوضح البرنامج أن معدلات الجوع وسوء التغذية ارتفعت في السودان منذ اندلاع الصراع، بينما يعاني 18 مليون شخص من نقص حاد في الأمان الغذائي داخل البلاد.
وأشار تقرير أممي إلى أن 20.3 مليون شخص -42% من السكان- واجهوا صعوبات في العثور على الطعام الكافي العام الماضي، بعد بدء النزاع في أبريل/نيسان 2023.