<
div class=”entry-content first-article-node” data-nid=”5091620″ data-section-id=”97115″ data-image-url=”https://static.srpcdigital.com/styles/673×351/public/2024-12/886285.jpeg” data-title=”اللاتماثليّة الجيوسياسيّة على المسرح السوريّ” data-url=”https://aawsat.com/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B4%D8%B1%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A/5091620-%D8%A7%D9%84%D9%84%D8%A7%D8%AA%D9%85%D8%A7%D8%AB%D9%84%D9%8A%D9%91%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%8A%D9%88%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D8%B3%D9%8A%D9%91%D8%A9-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D8%B1%D8%AD-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%88%D8%B1%D9%8A%D9%91″ id=”article_node_id” data-value=”5091620″ data-publicationdate=”2024-12-14T14:00:31+0000″ data-bundle=”article” data-io-article-url=”https://aawsat.com/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B4%D8%B1%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A/5091620-%D8%A7%D9%84%D9%84%D8%A7%D8%AA%D9%85%D8%A7%D8%AB%D9%84%D9%8A%D9%91%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%8A%D9%88%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D8%B3%D9%8A%D9%91%D8%A9-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D8%B1%D8%AD-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%88%D8%B1%D9%8A%D9%91″>
تعيش دول غير عربية صراعات جيوسياسية على المسرح العربي، مع تركيز الصراع الحالي حول منطقة الهلال الخصيب، التي تُعرف بمحور عدم الاستقرار المستدام. يعني ذلك أن الاستقرار في هذه المنطقة هو حالة استثنائية، بدءاً من العراق، مروراً بفلسطين ولبنان، وصولاً إلى سوريا. يمثل المثلث الجيوسياسي التقليدي روسيا وإيران وتركيا، لكن إسرائيل تعد أيضًا لاعبًا رئيسيًا في الصراع الإقليمي، رغم أنها تعاني من عدم الاستقرار الداخلي. الفارق التاريخي بين فلسطين في الماضي وإسرائيل اليوم هو أن الأخيرة أصبحت قوة إقليمية مؤثرة، عضو في النادي النووي على الرغم من عدم إقرارها ذلك علناً. هناك عوامل جغرافية وتاريخية تتحكم في الصراعات بين هذه الدول، التي تحمل أحلام إمبراطورية قديمة وتطمح إلى توسيع مناطق نفوذها. بعض الدراسات تشير إلى أن إسرائيل تسعى لإنشاء “إسرائيل الكبرى”، دون القدرة على احتلال الأراضي بالطريقة التقليدية، لكنها تسعى بالتأكيد إلى التأثير في محيطها الإقليمي.
الصراع الجيوسياسي – المثلث الأكبر
يمكن القول إن حالة العداء بين روسيا وإيران وتركيا هي سمة ثابتة، ولكن تقاطع المصالح قد يؤدي في بعض الأحيان إلى التعاون. يعود ذلك إلى القرب الجغرافي والتماس المباشر بين هذه الدول. منطقة القوقاز تمثل ساحة لصراع تاريخي بين هذه القوى، حيث تشكل جزءاً من مناطق النفوذ المشتركة. وبالتالي، يستمر التضارب والتقاطع السلبي في المفاهيم الجيوسياسية بين هذه الدول. تزيد هذه الديناميات من احتمال نشوب صراعات خفية وعلنية في الوقت نفسه. وتفادياً للتصادم المباشر، تفضل الدول المعنية الخوض في مسار ثانوي لتصفية الحسابات، مما يسهل إنشاء واقعٍ لا تماثلي يستغل نقاط ضعف الأطراف المختلفة.
بعض الأمثلة
تتعاون إيران مع روسيا في أوكرانيا، لكنها تواجه صراعاً مع روسيا بشأن معبر “زنغزور” في أرمينيا، الذي يتماشى مع مصالح تركيا ويتيح لها الوصول إلى بحر قزوين. حيث أن تنفيذ هذا المشروع سيؤثر سلباً على إيران من خلال قطع الطريق نحو الشمال.
افتتحت إيران في عام 1983 مشروع محور المقاومة، والذي قضى على أمن إسرائيل. ومع بداية الحرب الأهلية في سوريا، بدأ هذا المشروع يؤثر على الأمن القومي التركي، مما دفعه للتدخل بشكل مباشر في شمال سوريا. وبقدوم روسيا إلى الساحة السورية في عام 2015، تعقدت الأمور بين الأطراف الثلاثة، حيث تولت كل من روسيا وإيران وسوريا إدارة الصراع مع تجنب المواجهة المباشرة. على سبيل المثال، بعد تطبيق اتفاقيات خفض التصعيد، سارعت سوريا وروسيا، بالتعاون مع إيران، إلى استعادة مناطق استراتيجية، بينما تدخلت تركيا عسكريًا في إدلب.
مرّت الحرب السورية بعدة مراحل، وفي كل مرحلة كان يجري التعامل مع الجوانب الجيوسياسية بشكل يتناسب مع التغيرات الميدانية، مما أدى إلى توازنات جديدة في القوة بين الأطراف. عبر الرئيس إردوغان عن مظاهر هذه اللاتماثلية من خلال انتظاره لدقيقتين خارج مكتب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في 2020، لكن في عام 2022، جعل بوتين ينتظر أمام بابه لمدة 50 ثانية، مما يشير إلى تغير موازين القوة.
بعد النزاع في غزّة والحرب على لبنان، ومع تراجع الوجود الإيراني في سوريا، تغيرت المعادلات الجيوسياسية في المنطقة. عادت إيران إلى محيطها المباشر، مشيرةً إلى تهديد الوجود العسكري الروسي، بينما استفادت تركيا من هذا التغير، وباتت إسرائيل مضطرة لإعادة ترتيب أوضاعها تحسبًا لمزيد من التطورات السلبية. يبقى التحدي الأكبر في قدرة الفصائل المسلحة السورية على تشكيل نظام سياسي جديد يتسم بالتعددية. رغم أن ذلك ممكن، فإن استمرار الصراع لن يفيد أحدًا، وكلفة الاستمرار أكبر بكثير من فوائده.