## الحب والجمال والحزن
تشكل التناقضات المتمثلة في الحزن والجمال، الغياب والرؤية، الثورة والوطن، الأساس الفني في ديوان “يد بيضاء في آخر الوقت” للشاعر والناقد الأدبي محمد السيد إسماعيل. تتولد هذه التناقضات من نسيج تجربة شعرية مفتوحة على تداعيات الواقع والحياة، حيث تمثل “اليد البيضاء” محور الرؤية. تتنوع رمزية اليد البيضاء ودلالاتها بين قصائد الديوان؛ فهي أحياناً مرادفة للنقاء، وأحياناً أخرى تربطنا بأحاسيس مختلفة، تعبر عن هموم الشاعر خاصة فيما يتعلق بعلاقته بالأنثى. وتعد هذه اليد رمزاً للإنقاذ، تخرج الذات من براثن الحزن والسأم إلى عوالم النقاء والأمل وسط عالم متسارع في قسوته.
## دلالات اليد البيضاء
في عنوان الديوان الذي صدر عن “دار أروقة” بالقاهرة، تبرز روح اليد البيضاء عبر علاقتها بنثريات الحياة مثل الهواء والوقت والضوء والبحر. يسير النص بلغة سلسلة بين المشهد وخلفيته، حيث يبرز التأمل في جمال الأنثى. يبدأ الشاعر نصه بتساؤل موجه للأنثى:
“كيف تمشين على الأرض
هكذا
كأنها محرابك الأخير؟
لا أودُّ الإجابة
بل أودُّ المزيد من الوقت.”
هذه اليد البيضاء لا تعكس فقط الحلم بالمرأة، بل تسائل عن معنى الحياة والجمال، وهو تساؤل يتردد في معظم القصائد بتساؤلات متعددة.
## بحث عن الجمال
تعزز قصائد الشعر هذا المسعى، حيث يتشكل البحث عن الجمال كرغبة في الخروج عن النمط الرتيب للحياة. يعبر الشاعر في نصين يسمى “في منتصف الليل” و”هكذا بعد منتصف الليل” عن رغبته في رؤية محبوبته في مشهدها البعيد عن المسخ والملل.
“أودُّ الآن أن أخرج من الإيقاع
أن أفك شفرته
لعلني أكتشف كيف يصبح الحزن – دون معجزة كبيرة – المدخل
للحديث للجمال.”
تهدف هذه الأبيات إلى استكشاف الجمال في أبسط حالاته، بعيداً عن التعقيد.
## تأملات في اليقين
يمضي الشاعر إلى نص آخر يعبر عن نقطة التأمل في وجوده من خلال قوله:
“دعينا إذن نختبر ما سوف يحدث
كأن أمضي – مثلاً بلا إرادة – خلف ذلك اليقين.”
تمزج هذه الأبيات بين الخفة والثقل، حيث تشدد على ضرورة اختبار الأشياء وتقدير الجمال في حياتنا بشكل مستمر.
## الخاتمة
يعتبر هذا الديوان من الأعمال المهمة في سياق الشعر الجديد، ومؤسف عدم حصوله على الاهتمام الكافي، على الرغم من جهود الشاعر الأكاديمية ونقده البناء لتجارب شعرية متعددة، مما يبرز رؤيته الثاقبة في محاكاة أبرز قضايا المجتمع والحياة.