**الوضع الأمني على الحدود اللبنانية**
تسبب النزاع المستمر على الحدود بين لبنان وإسرائيل في مخاوف كبيرة من اجتياح بري شامل، خاصة أن ذكريات الحرب الماضية لا تزال حاضرة في الأذهان. الحروب الثلاثة التي شهدتها المنطقة، وعلى رأسها حرب لبنان الثانية عام 2006، تركت آثارًا عميقة. الحرب، التي استمرت 34 يومًا، أودت بحياة حوالي 1100 لبناني و170 إسرائيليًا، بينهم 120 جنديًا.
**زيادة في الوضع الدموي في لبنان**
تحذر الأرقام المتعلقة بالنزاع الحالي من حالة مأساوية أكبر مقارنة بالأعوام السابقة، حيث تجاوز عدد القتلى في لبنان منذ 16 سبتمبر 1500 شخص، وفقًا لتقارير وزارة الصحة اللبنانية. تتصاعد الهجمات الإسرائيلية ضد حزب الله، مما يزيد من معاناة المدنيين في البلاد.
**انتقادات دولية لإسرائيل**
تواجه إسرائيل انتقادات من عدة منظمات دولية بسبب تصاعد العنف. وأكدت الأمم المتحدة في تقريرها الشهر الماضي أن التصعيد لا يضيف إلا المزيد من عدم الاستقرار، مشيرة إلى أن حزب الله قد أطلق المزيد من الصواريخ، مما أجبر الآلاف من الإسرائيليين على مغادرة منازلهم.
**الخسائر الإسرائيلية وتدفق المصابين**
على الرغم من أن عدد القتلى في الجانب الإسرائيلي يعتبر أقل، حيث سقط 14 جنديًا من الجيش الإسرائيلي، إلا أن هناك تدفقًا مستمرًا للجنود المصابين إلى المستشفيات نتيجة النزاع الدائر. وفقًا لتصريحات شهود عيان، استقبلت المستشفيات أكثر من 100 مصاب في الأيام الأولى من العملية البرية.
**تصاعد الاشتباكات والتوترات**
أفادت التقارير بوقوع اشتباكات شرسة وهجمات عبر الحدود خلال الأسبوع الماضي. وأكد كل من الجيش الإسرائيلي وحزب الله وقوع هذه المواجهات، مما يزيد من مستوى التوتر في المنطقة.
**مفاجأة المقاومة من حزب الله**
على الرغم من الضغوطات، فوجئ الكثيرون بمستوى المقاومة من قبل حزب الله، خصوصًا بعد الضغوط التي واجهها عقب مقتل قادته، بما في ذلك الأمين العام حسن نصر الله. ويواصل الحزب إطلاق الصواريخ نحو إسرائيل، حيث سقطت صواريخ خلال الأسبوع الماضي، مما أدى إلى مقتل مدنيين إسرائيليين.
**البيئة القتالية المعقدة في لبنان**
تشير تقارير بعض الجنود المشاركين في العمليات القتالية إلى صعوبة البيئة الجغرافية في لبنان. أوضح أحد الجنود أن المعارك هنا تختلف تمامًا عن تلك التي شهدها في غزة، موضحًا أن العمل في التضاريس الجبلية المفتوحة يزيد من صعوبة التي تواجهها القوات الإسرائيلية.
تظل الأوضاع على الحدود اللبنانية الإسرائيلية متوترة للغاية، مع استمرار القلق بشأن تصعيد النزاع وحصول خسائر في الأرواح على كلا الجانبين.### تحديات الحرب في لبنان
أكد أحد الجنود الإسرائيليين، الذي لم يُفصح عن اسمه بسبب القواعد العسكرية، أن الفارق في التدريب والتسليح قد لا يكون له تأثير كبير في نوع القتال الذي يجري الآن في مرتفعات جنوب لبنان. وقال، إنه من الضروري التكيف مع أساليب القتال المختلفة، خاصة عندما تنتقل القوات من قتال في المناطق الحضرية إلى القتال في المناطق المفتوحة، مما يتطلب تغييراً في الاستراتيجيات والطرق التي يتحرك بها الجنود.
### الفجوة بين القوة العسكرية ومنتجاتها
تشير المعلومات إلى أن الجيش الإسرائيلي يتفوق بشكل كبير على مقاتلي حزب الله من حيث عدد الجنود والتجهيزات والتقنيات المتطورة. ومع ذلك، فإن الجندي الإسرائيلي الذي تحدث مع شبكة CNN أشاد بأن تفوق إسرائيل في العتاد لا يساوي شيئا في سياق القتال في المناطق الجبلية، حيث تقل أهمية القوة النارية.
### دروس الحرب السابقة
قال الخبير الأمني، سوبلمان، إن إسرائيل واجهت تجربة مشابهة في حرب 2006 مع حزب الله. فقد أثبت الحزب قوته في مقاومة التفوق الإسرائيلي، حيث تعرض مئات النيران الجوية الإسرائيلية يومياً دون أن يُهزم. وأشار إلى أن حزب الله نجح في الإبقاء على قوته الهجومية من خلال إطلاق المئات من الصواريخ يومياً على إسرائيل.
### التحضيرات السابقة للحرب
بعد فشل حرب 2006، استثمرت إسرائيل عشرين عاماً في إعداد لقائهات مع حزب الله بناءً على الافتراض أن الحرب المقبلة ستكون ضدهم وليس حماس. ولكن، أزمة 7 أكتوبر جاءت لتُفاجئ الجميع، حيث بدت كفيلة بتغيير المعادلات.
### مقاومة ضارية
رغم تمكن الجيش الإسرائيلي من القضاء على عدد من قادة حزب الله والإضرار بقواعدهم، إلا أنه يواجه مقاومة قوية في الجنوب اللبناني. وقد أعدت حزب الله لهذا الصراع جيداً، بينما كانت التوقعات تحدد أن إسرائيل ستنجح دون أن تدفع ثمناً باهظاً، ولكن الواقع مختلف دائماً مع حروب العصابات.
### الأساليب الدفاعية لحزب الله
أشار سوبلمان إلى أن مقاتلي حزب الله يتخذون من المرافق تحت الأرض مواقع حصينة، ويديرون اللعبة الدفاعية. وأكد أنه بغض النظر عن عدد القتلى في صفوفهم، فإن القتال من موقع الضعف يُنتج في النهاية تكلفة مستدامة على الجانب الأقوى.
### استراتيجية طويلة الأمد
في ظل هذه المعطيات، نجد أن حزب الله يسعى لتكبد الجيش الإسرائيلي أكبر عدد ممكن من الخسائر، وهو ما قد يغير مجريات الحرب.**تصاعد التوترات بين إسرائيل وحزب الله**
في عام 2006، لم تتمكن إسرائيل من تحقيق انتصار حاسم على الرغم من قدراتها العسكرية المتفوقة. وفي حين لم يقدم الجيش الإسرائيلي أي تفاصيل حول كيفية مقتل جنوده في لبنان، زعم حزب الله أنه تمكن من كمين الجنود الإسرائيليين في مناسبات عدة، مؤكدًا أنه تسبب في مقتل وإصابة عدد منهم.
**إصرار إسرائيل على مواجهة حزب الله**
رغم التحديات، يبدو أن الجيش الإسرائيلي مصمم على مواصلة الضغط. حيث صرح رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هيرزي هاليفي، يوم الأربعاء بأن إسرائيل ستقوم “بضرب حزب الله بشدة، دون السماح لهم بأي فترة للراحة أو التعافي”. وفي السياق ذاته، حذر رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الشعب اللبناني من احتمال وقوعهم “في هاوية حرب طويلة” بسبب حزب الله.
**توقعات طويلة للنزاع**
يبدو أن الجنود الإسرائيليين على الأرض مستعدون لحرب طويلة. حيث قال أحد الجنود، الذي تحدث مع CNN، “أتمنى لو لم نضطر لزيادة نطاق الهجوم البري… ولكن إذا استدعى الأمر القتال لضمان أن يتمكن الأطفال من الذهاب إلى رياض الأطفال دون خوف من الضربات الصاروخية، فسوف نفعل ذلك أيضًا”. وعبر الجنود الذين التقت بهم CNN بالقرب من الحدود عن معنويات مرتفعة، حيث صرخ أحد المجموعات “هيا بنا!”.
**التوترات في المجتمع الإسرائيلي**
لكن بعض المواطنين في المجتمع الإسرائيلي ليسوا متأكدين من أن التوجه إلى لبنان هو فكرة جيدة. حيث أبدى عدد من المدنيين الذين يعيشون في شمال إسرائيل مخاوفهم من أن الحرب البرية قد تصبح مميتة للغاية.
**احتجاجات ضد الحرب**
من بين هؤلاء، يوجد إيتامار غرينبرغ، الذي يعد معترضًا ضميريًا، فيقول إنه مستعد للذهاب إلى السجن احتجاجًا على الحرب. فالتجنيد إلزامي في إسرائيل لمعظم المواطنين، ولا يجرؤ سوى قليل من الشباب على الرفض لدوافع أخلاقية، حيث ينتهي المطاف بعدد قليل منهم في السجن كل عام.
**معارضة مستمرة للحرب**
لقد قضى غرينبرغ 60 يومًا في السجن حتى الآن – 30 يومًا بعد رفضه الأول و30 يومًا بعد استدعائه للمرة الثانية ورفضه مرة أخرى. وقبل أن يحاول الجيش الإسرائيلي استدعاءه، كان غرينبرغ ناشطًا ضد الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية وضد الهجمات المتزايدة من المستوطنين اليهود على القرى الفلسطينية.
**دائرة العنف المتسلسلة**
أعرب غرينبرغ عن رفضه للانضمام إلى الجيش احتجاجًا على الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية، وحربه في غزة، وأحدث عملياته في لبنان. وقال “بدأت حرب لبنان عندما كنت في السجن. كنت أمزح بأنني لم أتمكن حتى من رفض كل حروبهم”.
يُذكر أن غرينبرغ وُلد في عام 2006، وهو العام الذي شهد الحرب اللبنانية الثانية، وهو ما يدركه تمامًا. حيث قال “الجنود الإسرائيليون الأولون قد قُتلوا الآن في الحرب اللبنانية الثالثة، والأطفال الذين سيقاتلون في الحرب اللبنانية الرابعة يُولدون الآن”.
وأضاف “هذه الحرب تُخلق الحرب التالية. الأطفال الذين يرون عائلتهم تموت لن يتوقفوا. أنا واثق، استنادًا إلى التاريخ، من أنهم سيختارون المقاومة والعنف. إنه أمر محزن، لكنه هو الواقع”.
**مساهمة من CNN**
ساهمت زينا سيفي في إعداد هذا التقرير.
[مصدر الخبر](https://edition.cnn.com/2024/10/12/middleeast/israel-hezbollah-border-clashes-casualties-intl-cmd/index.html)