الخدمة السرية: أعباء أمن ترامب أعلى من أي رئيس سابق
في تقريرهما، أشار الكاتبان جوش داوسي وكارول د. ليونيغ إلى أن مسؤولي الخدمة السرية أبلغوا حملة ترامب بأن الرئيس السابق ومستشاريه سيحظون بزيادة في مستوى الأمان، وذلك نظراً لوجود معلومات استخبارية موثوقة حول تهديدات محتملة ضده. ووصف أحد المستشارين الرسالة بـ”الأشرار يفعلون ذلك مرة أخرى”.
اقرأ أيضا
list of 2 items
خبير روسي يحث بلاده على ضرب نيويورك ولندن بالنووي
مقال بالغارديان: إذا شككتم بما تفعله إسرائيل في غزة فتذكروا الطفلة هند
end of list
توضح الأحداث التي حدثت في أوائل يوليو/تموز الماضي، بحسب الصحيفة، المعوقات غير العادية التي تواجه الخدمة السرية في تأمين ترامب، الذي يترشح لانتخابات الرئاسة مرة أخرى ويعتبر من أكثر الشخصيات شهرة في العالم. ترامب لا يكتفي بتنظيم تجمعات انتخابية، بل يقضي الوقت أيضاً بين حشود كبيرة في نادي “مارالاغو” ومناطق أخرى.
شهد مساعدو ترامب زيادة في استيائهم بعد أن رفضت الخدمة السرية العديد من طلباتهم للحصول على أمان إضافي، وفقاً لثمانية مصادر مطلعة تحدثت بشرط عدم الكشف عن هوياتهم. وكان هذا الاستياء قد تصاعد بعد عدم إبلاغهم بسرعة عن تفاصيل التحقيق في شخص مشبوه تم الإبلاغ عنه في تجمع 13 يوليو/تموز، الذي اتضح لاحقاً أنه الشخص المسلح توماس ماثيو كروكس، الذي أطلق النار على الرئيس السابق.
مستوى أمني ثقيل
ينوه مساعدو ترامب أنهم أحياناً اضطروا إلى إلغاء أو تعديل خطط الأحداث عندما شعروا بأن المواقع التي ستُقام فيها هذه الأحداث لن تكون آمنة بما يكفي. وكثيراً ما تطرقوا إلى رفض طلباتهم للحصول على المزيد من الحراس والكلاب المدربة على اكتشاف القنابل، في ظل قول كبار المسؤولين في الوكالة إن الموارد الإضافية غير متوفرة.
وصف قادة الخدمة السرية الهجوم على ترامب في 13 يوليو/تموز بأنه فشل، مما أدى إلى استقالة المديرة السابقة كيمبرلي شيتل تحت ضغط هذا الحادث، حيث بدا أنها تلوم الشرطة المحلية على عدم توفير الأمن اللازم في الموقع.
وزعمت شيتل، حسب الصحيفة، أن الوكالة لم تنكر أبداً طلبات ترامب التفصيلية لمزيد من الأمن قبل الحادث، مما أثار تساؤلات حول كفاءة الخدمة، التي بدأت منذ أكثر من عقد.
أشارت الصحيفة إلى أن الوكالة قامت بتكثيف جهودها في حماية ترامب بشكل كبير بعد الحادث، حيث قال مستشارون له إن مستويات الأمان أصبحت مشابهة لتلك المستخدمة أثناء فترة الرئاسة.
تم توضيح أن قناصة متخصصين يقومون بحماية ترامب أثناء الظهور في الأحداث، مع وجود قناصة يتواجدون في المباني ومعدات قوية لتفتيش المسيرات والسيارات، حيث قال أحدهم “نحن نعيش في معسكر عسكري مرة أخرى”.
على الرغم من أن ترامب يُعتبر التدابير الأمنية أمرًا ضروريًا في مارالاغو، إلا أنه اشتكى من هذه الإجراءات في الأشهر الأخيرة، مشيرًا إلى أنه لا يرغب في التواجد في تجمعات عادية حتى يكون لديه الزجاج المضاد للرصاص، فيما أصبح التعامل مع الخدمات أكثر حدة، بحسب أشخاص يحضرون التجمعات بشكل منتظم.
تحدث العملاء مع الموظفين حول أهمية تقليل لقاءات ترامب مع الغرباء في مارالاغو، حيث يشكل النادي خاصة ومكان الإقامة مخاطر للرئيس السابق ومساعديه.
وأوضح مسؤول سابق عمل في حماية ترامب أنهم “لم يروا أن مهامهم تتعلق بحماية ناديه، بل بحمايته شخصياً، لكن من الصعب أحياناً الفصل بين الاثنين”.
كما أشار جون بولتون، مستشار ترامب السابق للأمن القومي، إلى وجود قلق عام من أن العيش في فندق يبدو أمراً جديداً على الخدمة السرية، قائلاً إنه غير طبيعي بالنسبة لطريقة تعاملهم مع الرؤساء التاريخيين.
باستغراب، شعر مسؤولو الخدمة السرية بالإحباط، لأنهم قد أنفقوا ملايين الدولارات في الاستعداد لحماية برج ترامب في نيويورك بعد أن أصبح رئيساً، لكنه كان نادراً ما يتواجد هناك، حيث أضاف أحد المطلعين على جهود الوكالة: “لا يمكنك أن تتخيل مقدار الوقت والجهد الذي بُذل لحماية هذا المكان”.
دليل أمني قديم
أوضح مسؤولان من الخدمة السرية على دراية بتفاصيل الحماية المقدمة لترامب أن الدليل الخاص بالحد الأدنى من الحماية يوصي بتوفير موارد أقل بكثير مما يتلقاه ترامب بالفعل، لكن المعنيين اعترفوا بأن الدليل قديم ولا يعكس المكانة الرفيعة لترامب وكثافة النشاطات العامة التي يشارك فيها، كما أن ترامب هو أول رئيس سابق يترشح للإعادة منذ هربرت هوفر في عام 1940.
فيما أشار بيل غيدج، العميل السابق في الخدمة السرية، إلى أنه خلال فترة عمله مع الرؤساء بما في ذلك باراك أوباما وجورج بوش الابن، كان من الصعب حماية بعض الرؤساء بسبب ارتباطهم بالنشاطات العامة المتكررة كما هو الحال مع ترامب وأحياناً بيل كلينتون.
أوضح المسؤولون أن التهديدات الإيرانية كانت مصدر قلق مستمر لترامب، حيث قال غيدج: “لقد قتل قاسم سليماني، لذا فإن التهديد الإيراني يحتاج إلى معالجة جدية، إنه تهديد نشط تموله دولة”.
أضافت الصحيفة أن معظم الرؤساء السابقين يميلون إلى قضاء أوقاتهم في إلقاء الخطب، كتابة الكتب والاسترخاء بعيداً عن الأنظار مقارنةً بترامب الذي ينظم أحداثاً موسعة تشمل عشرات الآلاف من عامة الناس في مواقع بعيدة غالباً، فضلاً عن حبه لإجراء توقفات “غير رسمية” في أماكن مثل المطاعم ومحطات الوقود.
وفي بداية عام 2024، نبه فريق ترامب جهاز الخدمة السرية بأنهم يتوقعون عاماً مزدحماً بتجمعات كبيرة، مطالبين بتوفير المزيد من الموارد، بحسب الصحيفة.
رابط المصدر