الخل.. فوائده الصحية ودوره في خفض سكر الدم
تظهر الأبحاث الحديثة أن استهلاك كميات صغيرة من الخل بشكل يومي قد يعود بفوائد صحية كبيرة. ولكن، كيف يحدث ذلك؟
منذ أن اخترع البابليون الخل قبل آلاف السنين، استخدمته العديد من الثقافات لأغراض طبية.
استخدم أبقراط خل التفاح ممزوجاً بالعسل لعلاج مشكلات التنفس، بينما كان يعتقد الأوروبيون في العصور الوسطى أنه يوفر الحماية من الطاعون. واستخدم الصينيون خل الأرز في تخفيف الألم.
تشير دراسات علمية مستمرة إلى أن خبراء التغذية، مثل إيرين بالينسكي ويد من نيوجيرسي، يقترحون الخل كمكمل غذائي لعملائهم، نظرًا لفوائده المحتملة مع آثار جانبية ضئيلة.
تعود جذور الخل إلى 5000 عام قبل الميلاد في بابل، حيث استُخدم ليس فقط للطهي ولكن أيضاً كدواء ومادة حافظة ومنشط للصحة.
يتكون الخل من حمض الأسيتيك والماء، وينتج من خلال عملية تخمير تتضمن مرحلتين. في المرحلة الأولى، تتغذى الخميرة على السكر أو النشا، وتتحول السائل إلى كحول، ثم يتعرض الكحول للأكسجين والبكتيريا لتحويله إلى خل بعد أسابيع أو أشهر من التخمر.
تتطلب إدارة الغذاء والدواء الأمريكية أن يحتوي الخل على نسبة لا تقل عن 4% من حمض الأسيتيك، وقد تصل هذه النسبة إلى 8% في بعض الأنواع. بينما يعبر حمض الأسيتيك عن النكهات القوية للخل، يحتوي أيضًا على فيتامينات ومعادن وأحماض أمينية ومركبات بوليفينولية.
وتتراوح نكهات الخل من الحامض إلى اللذيذ إلى الحلو. وهناك أنواع، مثل الخل البلسمي، يمكن أن تتخمر لفترات تصل إلى 25 عاماً.
الخل وفوائده لصحة الإنسان
السجلات التاريخية من الصين والشرق الأوسط واليونان تشير إلى أن الخل كان يستخدم لأغراض طبية مثل تحسين الهضم، وعلاج الجروح، وتخفيف السعال.
اليوم، يُعتبر الخل علاجًا شائعًا للعديد من الحالات الصحية، من الأمراض الخفيفة إلى الأمراض المزمنة. ومع ذلك، يجب أن نوضح أن الأبحاث الحالية لا تدعم استخدام الخل كعلاج فعال لكثير من هذه الحالات.
مع ذلك، تشير بعض الدراسات على الحيوانات ودراسات بشرية صغيرة إلى فوائد صحية محتملة للخل، مما ساهم في زيادة شعبيته في الإعلام.
القيمة الغذائية للخل
…
الخل: مكون غذائي منخفض السعرات
يعتبر الخل من المكونات الغذائية المنخفضة السعرات الحرارية، حيث تحتوي ملعقة كبيرة منه على ما يتراوح بين 2 إلى 15 سعرة حرارية حسب نوعه. بينما الأنواع الأقل سعرات، مثل الخل المقطر، تفتقر إلى أي قيمة غذائية، تحتوي أنواع أخرى على كميات قليلة من العناصر الغذائية. ومع كونها خالية من الصوديوم والسكر، فإن الخل يعد إضافة مثالية لتنكه الأطعمة في الأنظمة الغذائية القاسية.
خصائص مثيرة للاهتمام للخل
يعتبر حمض الأسيتيك هو العنصر الأساسي الذي يفسر الفوائد الصحية للخل. بعد استهلاكه، يتحول هذا الحمض إلى أسيتات، وهو حمض دهني يسهم في تحسين عملية الهضم والتمثيل الغذائي وإنتاج الطاقة. يبدأ كل نوع من الخل من شكل من أشكال السكر، مثل التفاح في حالة خل التفاح، حيث يتخمر هذا السكر بواسطة الخميرة إلى كحول ثم يتحول إلى حمض أسيتيك.
تتطلب إدارة الغذاء والدواء في الولايات المتحدة أن تحتوي جميع أنواع الخل المصنوعة في البلاد على حمض أسيتيك بنسبة لا تقل عن 4%. وبعض الأنواع، مثل الخل البلسمي، تحتوي أيضا على نسبة مرتفعة من البوليفينول، وهي مركبات نباتية تحمي من تلف الخلايا.
فوائد خل التفاح الصحية
يحتل خل التفاح مكانة مميزة ويكون موضوعاً للعديد من الدراسات. تشير الأبحاث إلى أن تناول مقدار بسيط من هذا الخل قبل أو أثناء تناول الوجبات يمكن أن يؤدي إلى انخفاض مستوى السكر في الدم. ومن المعروف أن تأثيره يكون أكثر وضوحاً مع الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات، حيث يساعد في تقليل الجلوكوز في مجرى الدم. على مدار فترة طويلة، قد يسهم في تحسين التحكم في نسبة السكر بحسب الدراسات بعضها أجرى على 2-4 ملاعق يوميًا.
كما تشير الأبحاث إلى أن الاستخدام المنتظم لخل التفاح قد يُساهم في التحكم في الوزن وتحسين صحة القلب، خاصةً لدى الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن.
فوائد التخمير في الخل
تختلف عملية تخمير الخل عن تخمير الخضراوات مثل الخيار والملفوف. في تخمر الخضراوات، تُستخدم ميكروبات صحية يمكن أن تمر عبر الأمعاء وتنتج أحماض دهنية مفيدة. في حالة الخل، يتم إنتاج حمض الأسيتيك بشكل مباشر من تخمير الفاكهة مما يسمح بامتصاصه بشكل أسرع مما يجعله مصدراً جيداً للطاقة.
يؤكد خبراء التغذية على أهمية تضمين الأطعمة المخمرة في النظام الغذائي، إذ تعتبر هذه الأطعمة ضرورية للصحة العامة.
الخل البلسمي
# فوائد الخل وأشكاله المتنوعة
## الخل البلسمي وخل التفاح
تشير الأبحاث إلى أن فوائد خل التفاح قد تنطبق على أنواع أخرى من الخل. يُعزا انتشار خل التفاح في الولايات المتحدة إلى شهرة التفاح هناك، وليس بالضرورة لأنه الطعم الأكثر صحة أو لذة. كما يقول الخبير جونستون: “إنه نتاج تسويق”.
في منطقة البحر الأبيض المتوسط، حيث تتوفر أنواع متعددة من العنب، يفضل الناس استخدام الخل البلسمي، الذي يتميز بغناه بالبوليفينولات. ويشير جونستون إلى أن هذه البوليفينولات تكون مركزة، مما ينتج عنه خل أكثر كثافة وعمق في اللون. كما يُظهر الخل البلسمي قدرة محتملة على تبطيء إنزيمات المعدة عند تناوله مع الطعام، مما يمكن أن يحسن عملية الهضم.
![خل التفاح](https://www.alarabiyanow.com/wp-content/uploads/2024/10/الخل-الفوائد-الصحية-وتقليل-سكر-الدم-بشكل-فعال.jpg)
*يجب على الأشخاص الذين يعانون من أمراض الكلى المزمنة أن يكونوا حذرين بشكل خاص مع استهلاكهم للخل، حيث تواجه كلاهم تحدياً في معالجة الحمض الزائد من الخل (غيتي)*
## خل الأرز وأنواع أخرى
تظهر بعض الدراسات أن خل الأرز يمكن أن يقدم فوائد صحية مشابهة لتلك الموجودة في الخل البلسمي وخل التفاح. ومع ذلك، فإن الأبحاث حول أنواع أخرى من الخل، مثل خل جوز الهند أو الرمان أو قصب السكر، لا تزال محدودة، ولكن تشير بعض النتائج إلى أن خل قصب السكر قد يساعد في تقليل مستويات الدهون في الدم.
تفتقر هذه الأنواع إلى حمض الأسيتيك والبوليفينول الموجود بكميات أعلى في خل التفاح والخل البلسمي، لكنها تظل تحتوي على مستويات من حمض الأسيتيك بشكل أكبر مقارنة بالأطعمة التي لا تحتوي على الخل، كما أنها قد تحتوي على بعض العناصر الغذائية من مصادرها الأصلية.
## نصائح لاستخدام الخل
على الرغم من الفوائد المحتملة للخل، يؤكد جونستون إنه “ليس علاجاً” ويشدد على ضرورة أخذ الاحتياطات عند استخدامه، حيث أن حمض الأسيتيك في تركيزات عالية يمكن أن يتلف الأسنان والفم. يُنصح بخلط الخل بالماء أو العصير أو الطعام، وتجنب تناوله مباشرة.
يجب على الأشخاص الذين يعانون من أمراض كلوية مزمنة توخي الحذر في تناول الخل، نظراً لصعوبة معالجة الكلى لحمض الأسيتيك الزائد. كما توصي بالينسكي بتخفيف ملعقة كبيرة من الخل في كوب من الماء أو السوائل، ويفضل استخدام القشة للشرب.
أيضاً، يُنصح بعدم تناول أكثر من 4 ملاعق كبيرة من الخل يومياً، ويستحسن أن تكون الجرعة القصوى ملعقتين كبيرتين مع وجبة واحدة وملعقتين مع وجبة أخرى. للمبتدئين، يُفضل البدء بملعقة كبيرة واحدة يومياً وتدريجياً، لتفادي أي مشاكل في الجهاز الهضمي. للحصول على فوائد خفض السكر في الدم، يُنصح بشرب الخل قبل تناول الوجبات الثقيلة.
المصدر: الجزيرة + تايم + مواقع إلكترونية