لدينا الآف الأدوية التي تساعد في الوقاية من الأمراض والجراثيم أو محاربتها، ولسوء الحظ قد يسبب الكثير منها طعما معدنيا مزعجا في الفم بالإضافة إلى بعض الأمراض.

هذه الآثار الجانبية هي نوع من تشويه التذوق يطلق عليه اسم اختلال التذوق، ويشار إليه أحيانا بـ “التذوق المعدني”، وهذه الأعراض مزعجة بشكل لا يصدق وقد تكون.لها تأثير قوي على مزاجك وشهيتك وتغذيتك ومستوى حياتك، وهذا حسب تقرير صادر من جامعة هارفارد.

المشاكل الصحية التي قد تُسبب طعمًا معدنيًا

توجد بعض الحالات الصحية التي قد تتسبب في ظهور طعم معدني، مثل:

• مرض السكري.
• الحموضة المعوية.
• مشاكل في الكليتين أو الكبد.
• نقص النظافة الفموية.
• السعال.
• إنفلونزا البرد.
• نقص الزنك.
• نقص فيتامين “بي 12”.
• بعض الأدوية.

إذا شعرت بوجود طعم معدني مستمر، يُنصح بإخبار طبيبك بذلك.

لماذا تُسبب الأدوية طعمًا معدنيًا؟

تُمكن الأدوية من ظهور الطعم المعدني لعدة أسباب، فعلى سبيل المثال، يُمكن أن تُحدث بعض الأدوية مثل الكيميوثيرابي أو العقاقير المضادة للفيروسات مثل نيرماتريفير وريتونافير (باكسلوفيد) التي تُستخدم في علاج “كوفيد-19” مجموعة من التحفيزات لمستقبلات التذوق في لسانك التي تتعرف على النكهات المرة أو المعدنية.

تُفرز بعض الأدوية مثل دواء الميتفورمين لمرض السكري عبر الغدد اللعابية وبالتالي يتجمع في اللعاب، مما يجعلك تتذوقه، وغالبًا ما يكون طعمه مُرًا.

وبعض الأدوية مثل أدوية الاكتئاب ومضادات الهيستامين للحساسية أو العلاجات الأفيونية للألم يُمكن أن تُقلل من إفراز اللعاب، مما يُمكن أن يؤدي الجفاف الفموي إلى زيادة النكهات المعدنية أو المُرّة.

كيف تتعامل مع الطعم المعدني؟

بشكل عام، يُختفي الطعم المعدني بمجرد أن يتعود جسمك على الدواء أو تتوقف عن تناوله.

ولتقليل الأعراض، جرّب الاستراتيجيات التالية التي قد تساعد في التعامل مع الفم المعدني، والتي تقدمها نانسي أوليفيرا، متخصصة تغذية مسجلة ومديرة خدمات التغذية والصحة في مستشفى بريغهام للنساء بجامعة هارفارد:

1- حافظ على ترطيب جسمك

زد استهلاك السوائل من المشروبات أو الأطعمة الغنية بالسوائل مثل الحساء أو الفواكه، أو استخدم رذاذ اللعاب الصناعي أو الأقراص اللعابية، وهذا يُخفف من تركيز المواد ذات النكهة الكريهة.

2- قم بتجهيز فمك للوجبات

قبل تناول الطعام، اغسل فمك جيدًا بالماء وقليل من الملح، فذلك يُمكن أن يساعد في غسل أو تحييد آثار الدواء المتبقية على لسانك.

3- جرّب أطعمة باردة

يجد بعض الأشخاص أن تناول الأطعمة والمشروبات الباردة أو بدرجة حرارة الغرفة يساعد في إخفاء الطعم المعدني، وقد يُساعد تناول الماء البارد المحلى بالفواكه بين الوجبات أيضًا.

4- تناول أطعمة بسيطة

حاول تناول الأطعمة الطازجة الكاملة المعدة ببساطة، مثل الدجاج، الأسماك، والخضروات المُسلوقة بالبخار.

5- تجنب العناصر الزائدة والمعالجة

قد تزيد النكهات المعقدة أو المواد الحافظة أو النكهات الصناعية من تكثيف طعم الحبوب.

6- ابتعد عن الأطعمة الحمراء

تحتوي اللحوم على نسب عالية من الحديد والزنك، مما يُمكن أن يسبب طعمًا معدنيًا، جرّب مصادر أخرى للبروتين مثل البيض أو بياض البيض أو السمك أو الدجاج أو صدر الديك الرومي أو المكسرات أو الجبن.

7- تجربة الأطعمة الحلوة

يجد بعض الأشخاص أن الأطعمة الطبيعية الحلوة مثل الحمضيات تساعد في إخفاء الطعم المعدني، على سبيل المثال، أضف قطرات من عصير البرتقال إلى الأطعمة والمشروبات، ويمكنك أيضًا مضغ اللبان الخالي من السكر بين الوجبات.

8- اهتم بصحة فمك

الميكروبات الموجودة في الفم يمكن أن تسهم في زيادة النكهات “غير المرغوب فيها” والطعم الحاد.

تقول أوليفيرا “يعتقد بعض مرضاي أن الحفاظ على فم نظيف ومنتعش يُمكن أن يسهم في تحسين طعم الطعام، ويمكنك أيضًا استخدام فرشاة الأسنان وممسحة اللسان مرتين يوميًا للتخلص من البكتيريا والخلايا الميتة على سطح اللسان”.

قد يتطلب الأمر بعض المحاولة والخطأ لاكتشاف الأطعمة والنكهات المُناسبة لك، وتقول أوليفيرا “تعتمد هذه الاحتياجات على الشخص، حيث يجد البعض أن الحمضيات تُفيد، ويجد آخرون أن الأطعمة الحامضة تزيد من الطعم المعدني، ويجد البعض الآخر أن القهوة والأطعمة ذات النكهة القوية لها طعم مُر”.

فقط حاول الالتزام بالأطعمة الصحية وتضمين مجموعة متنوعة، كلما زاد استهلاكك من الفواكه والخضروات والبقوليات والمكسرات والبذور والحبوب الكاملة والبروتينات الخالية من الدهون زادت الفوائد الغذائية التي تحصل عليها، وهذا أمر ضروري بشكل خاص عند مواجهة الأمراض أو العدوى.

إذا استمرت مشكلة الطعم المعدني، اسأل طبيبك إذا كان بإمكانك تغيير دواء آخر يُحدث هذا التأثير الجانبي.