تجسد قصة آرتور بيتربييف، بطل العالم في الملاكمة، قوة الإرادة والتصميم، وخاصة دور والدته الملهمة التي قادته في رحلته إلى المجد. ففي 12 أكتوبر/تشرين الأول، واجه بيتربييف مصارعه دميتري بيفول ضمن فعاليات افتتاح موسم الرياض، وتمكن من الفوز ليحافظ على لقب بطل العالم في وزن “خفيف الثقيل”. ولكن رحلة صعوده شابتها الكثير من الصعوبات الإنسانية.

طفولة وصعوبات عائلية

ولد آرتور بيتربييف في 21 يناير/كانون الثاني 1985 في خاسافيورت، داغستان، كأصغر فرد في عائلته المكونة من خمسة إخوة. نشأت عائلته في ظروف صعبة، حيث نجوا من ثلاثة حروب بعد انهيار الاتحاد السوفياتي في عام 1991، وهو ما أثر بشكل عميق في تشكيل شخصيته وتطلعاته المستقبلية كملاكم.

فقدان الوالد وتأثيره

كان والد آرتور، غاسان بيتربييف، سائق حافلة كافح لتوفير حياة كريمة لعائلته. ورغم معارضته في البداية لفكرة ممارسة آرتور للملاكمة، إلا أن إخوة آرتور شجعوه. توفي والده في حادث سيارة عام 2001، مما كان له تأثير عميق على آرتور وعلى مسيرته في الملاكمة.

دور الأم والأشقاء

عملت والدته كأخصائية تمريض لتربية ستة أطفال في منطقة تعاني من ويلات الحرب، وأظهرت قوة وتصميماً كبيرين. بعد وفاة زوجها، شجعت آرتور على الانضمام إلى كلية الملاكمة الأولمبية في موسكو لتحقيق حلمه. خلال مسيرته المهنية كمتسابق هاوٍ، كانت والدته تدعمه بإعداد الأنظمة الغذائية ومساعدته على الحفاظ على لياقته البدنية، بينما تحمل إخوته الأربعة مسؤولية دعم العائلة مالياً.

البحث عن المجد في كندا

بعد أن أصبح محترفاً في عام 2013، انتقل بيتربييف إلى مونتريال بكندا لمتابعة هدفه في أن يصبح بطل العالم. برز كواحد من أخطر الملاكمين في وزن “خفيف الثقيل”، وحصل على ألقاب عالمية متعددة. وهو الآن متزوج وأب لأربعة أطفال، ويعيش في مونتريال حيث يواصل مسيرته المهنية.