### الشعر كأداة للمقاومة
يقوم الشاعر المصري كريم عبد السلام بتسليط الضوء على فلسطين في ديوانه الجديد الذي يحمل عنوان «أكتب فلسطين – متجاهلاً ما بعد الحداثة». يعكس هذا العمل المآسي والظلم الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني، مستعرضاً التخاذل الدولي تجاه الحرب المستمرة ضدهم منذ عام. يستخدم الشاعر الشعر كوسيلة لمقاومة هذا الواقع المرير، كاشفاً عن التواطؤ الذي يساهم في تلك المأساة ومعاناة الفلسطينيين.
### تنوع صور المقاومة في الديوان
يتضمن الديوان، الذي صدر عن دار «يسطرون» للنشر، تنويعات عديدة لشكل المقاومة، مستنداً على السخرية كأداة للتحليل والتفكيك. عبر 114 صفحة، تتداخل المأساة مع الملهاة، وتشتبك الأحداث لتكشف النتائج المروعة للعدوان، بما في ذلك القتل والتشريد. ويصف الشاعر بنبرة متشائمة قلق الوحوش من تحمل الأرض للحرب والدماء.
### توثيق المعاناة الفلسطينية
يعتبر الشاعر نصوصه تعبيراً عن أوجاع الشعب الفلسطيني، حيث يدعو من خلال قصائده إلى إبراز الحقائق المرة التي عايشها أهل غزة. يستحضر الشاعر الكثير من الرموز التراثية مثل صورة المسيح الذي يتكرر صلبه، معبراً عن أن كل دعوات المحتل للسلام لا تعدو كونها كذبة. كما أن هناك تذكيرًا بالقرارات الدولية التي جاءت منذ عام 1947 لتأكيد حق الفلسطينيين في أراضيهم.
### الإلهام من التاريخ والمآسي
يقدم الشاعر في قصائد الديوان صورة للشهداء والمقاومين، من خلال توظيف الرمزيات الشعبية. يشير إلى القمر وكأنه يحمل مفتاح القدس، متشبثاً بالأمل وسط الأزمات. يتحدث عن فلسطين ككيان لا يموت، مؤكداً من خلال لغة قوية ومرئية أنه سيظل يكتب عن معاناة شعبه حتى تنجلي الغمة عنهم.
### مقاطع شعرية تعبر عن الألم والأمل
يتضمن الديوان ثلاث قصائد رئيسية تعكس واقع الحياة في فلسطين ومآسيها، حيث يقوم الشاعر بتفكيك الكلمة “فلسطين” إلى حروف تعبر عن الفقدان والأمل. من خلال القصائد، يتحدث الشاعر عن الحالة النفسية للشعب الفلسطيني، مستحضراً آلام الأطفال والشهداء، في تمازج بين الألم والأمل للعيش بكرامة.
### نقد فكر ما بعد الحداثة
في النص «ناقد في شرفة الطابق العاشر»، يوجه الشاعر نقدًا لاذعًا لفكر ما بعد الحداثة الذي يسعى للتشكيك في الحقائق. يستحضر من خلاله مشاعر الازدراء تجاه من يظنون أنهم فوق الألم والمعاناة، ويحذر من الانصراف عن تأمل آثار الحرب على الأطفال وعائلاتهم.
في مجمل ديوانه، يتجلى إصرار الشاعر على إعلاء صوت فلسطين، مؤكدًا أهمية تذكر هذه القضية الإنسانية واستمرار المقاومة من خلال الفن والشعر.