الشيخ زياد أبو هليل يُستشهد نتيجة اعتداء الاحتلال عليه

By العربية الآن

استشهاد الشيخ زياد أبو هليل إثر اعتداء الاحتلال الإسرائيلي

جنازة الشيخ زياد ابو هليل- الصورة من ضيف التقرير حسن الرجوب للجزيرة نت
جنازة الشيخ زياد أبو هليل في مدينة دورا قرب الخليل (الجزيرة)
الخليل – “فلسطين حبيبتي، إن همّك هو همي وجرحك هو جرحي وعزتك هي عزتي. أنت من أنجبت الأبطال الشرفاء وأنت مهد الأنبياء ونحن المرابطون. على أرضك وُلدنا وعلى أرضك نموت”.

هذه الكلمات كتبها الشيخ زياد أبو هليل قبل ساعات من استشهاده، معبّراً عن إحساسه القوي بقرب أجله ورغبته العميقة في الشهادة على أرض وطنه.

تعود أحداث استشهاده إلى فجر اليوم الإثنين، حيث اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي منزله في مدينة دورا قرب الخليل، وعلى مدار ساعة حاول الجنود اعتقال أحد أفراد أسرته، ما أدى إلى اعتداء وحشي على الشيخ وزميه.

تفاصيل الحادثة

حيث ذكر عامر أبو هليل، ابن شقيق الشيخ، أن جيش الاحتلال اقتحم المنـزل عند الثالثة صباحاً بقوة كبيرة في محاولة لاعتقاله، حيث كانوا قد أخطأوا في تحديد موقعه. وعلى إثر ذلك، وقعت مشادة بين الجنود والشيخ، إذ تعرض الشيخ للضرب المبرح بأعقاب البنادق وإلقاء بوابة حديدية على صدره.

أضاف عامر أن الجنود لم يعبأوا بحالة الشيخ بعد سقوطه على الأرض، وقاموا بخطف أحد أبنائه في محاولة لمعرفته بمكانه، قبل أن يغادروا وسط صراخ عائلته.

ظل الشيخ ملقى على الأرض لعدة دقائق، ومن المرجح أنه استشهد نتيجة الضرب المبرح، قبل أن يُنقل إلى مستشفى دورا الحكومي حيث تم الإعلان عن استشهاده.

جنازة مهيبة

تم تشييع جثمان الشيخ بحضور آلاف الفلسطينيين، حيث نُقل من مستشفى دورا إلى مأواه الأخير في مقبرة الشهداء، بعد أداء صلاة الجنازة عليه. واحتفت الجماهير بمناقب الشيخ وبشجاعته في مقاومة الاحتلال، مرددين هتافات ضد هذه الجرائم مطالبين بالثأر.

كان الشيخ زياد أبو هليل معروفا كرجل إصلاح ومقاوم في الضفة الغربية (الجزيرة)

خلفية عن مسيرته

عرف الشيخ زياد أبو هليل بمناهضته للاحتلال واهتمامه بقضايا مجتمعه، حيث كان شخصية محورية في حركة الإصلاح والمقاومة في الضفة الغربية. وقد أغضب استشهاده منصات التواصل الاجتماعي التي ضجت بعبارات النعي وأسردت مناقبه وشجاعته في حماية وطنه.

تمنى الشيخ زياد أبو هليل الشهادة في أرض فلسطين (الجزيرة)

### الخليل: الشهيد الشيخ زياد موسى أبو هليل

وُلد الشيخ الشهيد زياد موسى أبو هليل في عائلة مناضلة ضحت بالكثير من أجل الوطن. نشأ في مدينة الخليل محباً لأرضه ووطنه، واشتهر بمواقفه القوية ضد الاحتلال الإسرائيلي واعتداءاته العنصرية، حيث عُرف كشخصية بارزة تتمتع بالاحترام كمصلح اجتماعي في المحافظة.

شخصية وطنية مستقلة

يصف الشيخ نفسه بأنه “شخصية وطنية مستقلة تحمل على عاتقها واجب المقاومة والتصدي للاحتلال”، كما صرح في مقابلة سابقة مع الجزيرة نت. تعرض الشيخ أبو هليل للاعتقال عدة مرات من قبل قوات الاحتلال، إلى جانب أفراد من عائلته، وعانى من التنكيل والضرب. لكن ذلك لم يثنه عن مواصلة نضاله.

نشاطه في الفعاليات الشعبية

كان الشيخ ناشطاً في العديد من الفعاليات الشعبية والوطنية التي تدين الاحتلال وجرائمه. واشتهر بمصطلح “بهمِّش” الذي استخدمه عام 2015 رداً على جنود الاحتلال خلال اقتحامهم لمدينة الخليل، داعماً الشباب المقاومين بالتصدي لهم ورشقهم بالحجارة.

كلمات من محبيه

يقول المواطن حسن الرجوب من مدينة دورا للجزيرة نت: “الشيخ أبو هليل هو أحد أبرز وجهاء العشائر، ومقاوم حقيقي. أظهر دوراً ريادياً كمصلح اجتماعي ووطني”، مشيراً إلى تأثيره الكبير على مواقع التواصل الاجتماعي.

من جانبه، يعبر الناشط الشبابي منصور خليِّل عن تقديره للشيخ أبو هليل، ويضيف: “نال الشيخ الشهادة التي تمنى أن يحظى بها، وقال قبل أيام أنه يتمنى أن يُدفن في مقبرة الشهداء في بلدته، وهو ما تحقق أخيراً”.

ويؤكد خليِّل أن الشيخ يمثل “أيقونة المقاومة والنضال” ضد الاحتلال، مشيراً إلى جهوده المتواصلة رغم تعرضه للاعتقال والتهديد من قوات الاحتلال.

الختام

رحل الشيخ زياد موسى أبو هليل تاركًا وراءه إرثًا من النضال والتضحية، ليبقى مثلاً يحتذى به في مقاومة الاحتلال.

أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.

Exit mobile version