العلم: هل يمكنه تفسير كل شيء في حياتنا؟

By العربية الآن

العِلم.. هل يستطيع تفسير كل شيء؟

يظهر تأثير استخدام نماذج اللغة الكبيرة في الأوراق والمراجعات والمقالات التي ينتجها العلماء باستمرار
كل ما استطاع العقلُ أن يصل إلى يقين بشأنه فهو داخل تحت مظلة العلم (شترستوك)

يتردد سؤال محوري في أذهان الناس مع اتساع مجالات العلم يوماً بعد يوم، حيث يتمكن من استكشاف أسرار الأرض والسماء. العلم وتعريفاته

للعلم تعريفات عديدة، وأحد أبرزها هو “إدراك الشيء على ما هو عليه بدليل”، فكل مفهوم يتطابق مع الواقع فإنه علم صحيح. وهنا يتمثل تداخل بين العلم والمعرفة، رغم الاختلافات بينهما التي يشير إليها علماء اللغة.

رغم التقدم الملحوظ في مجالات العلم، إلا أنه لا يزال بعيدًا عن تحقيق الغاية والمعرفة الكاملة.

لفترة طويلة، كانت كلمة “العلم” تشير إلى كل ما يكشف الحقيقة ويبين الواقع، سواء عبر الحواس والتجربة أو عن طريق الاستدلال العقلي. وما يدركه العقل من يقين، سواء كان عن الماضي أو الحاضر، يندرج تحت مفهوم العلم، بشرط توافق ذلك مع المنهج العقلي.

ومع وصولنا إلى عصر النهضة، ضُيق مدلول كلمة العلم ليشمل فقط العلوم التجريبية مثل الطب والفيزياء. ومن هنا يُطرح السؤال الأهم: هل يمكن للعلم التجريبي تفسير كل شيء؟ الجواب هو لا،، إذ لا يزال العلم مقصراً في بلوغ بعض المعرفة، كما جاء في قوله تعالى: {وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلًا}.

حدود العقل والعلم

يجب أن نكون مدركين أن العقل له حدود وقدرته على إدراك الأمور المعقدة ليست غير محدودة. يقول الإمام الغزالي: “لا تستبعد وجود ما هو أبعد من إدراك العقل”.

يجب التركيز على صدق الأخبار ورفض ما يتعارض مع أحكام العقل.

يوضح الشيخ عبد الرحمن حسن حبنكة في كتابه “صراع مع الملاحدة” أن ما لا يستطيع العقل إدراكه ليس بالضرورة أن يكون مستحيلاً بل قد يكون غامضاً. هناك أمور كالجنة والنار، والعقائد الروحية التي لا يجد العلم لها تفسيراً مقنعاً. وبالتأكيد، لا يمكن للعلم أو العقل الإجابة عن الأسئلة الوجودية العميقة كـ: ما الغاية من وجودي؟ وما مصيري بعد الموت؟

وبناءً على تلك الحقائق، يتضح أن أمان العلم تنقطع أمام الأمور الغيبية، وهنا يأتي دور الدين في توفير إجابات شافية. موقف العقل والبحث العلمي

  • تحرير صحة الخبر وموثوقيته.
  • رفض الأخبار غير المثبتة وفقاً لقواعد البحث.
  • رفض ما يتعارض مع العقل مثل المستحيلات.

يجب أن يستنير العلم بالنور الواهب، وهو الدين الإسلامي.

ويعتبر منهج “تحرير صدق الخبر وتمحيصه” من أصول العلم المستندة إلى تقاليد كتابة الحديث وعلوم الرجال.

ويشير الباحث روجر ترك في كتابه “العقلانية والعلم: هل يستطيع العلم تفسير كل شيء؟” إلى أن العلم بحاجة لمصدر يدعمه لتفسير الحقائق. ويقول إن الدين قد رسخ الأجواء الفكرية التي تفيد العلم المعاصر.

ختامًا، يبقى العلم عاجزًا وحده عن تفسير كل شيء، ولا بد له من النور الإيماني للدلالة على الحقائق المحجوبة.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.

Exit mobile version