الفلسطينيون الموجودون في الداخل الخمسين يتذكرون الهزيمة ويتقدمون بمطلب وقف العدوان على غزة

By العربية الآن



الفلسطينيون الموجودون في الداخل الخمسين يتذكرون الهزيمة ويتقدمون بمطلب وقف العدوان على غزة

مسيرة العودة إلى القرى المهجرة بالداخل الفلسطيني تحوت إلى ساحة احتجاجية (أوقفوا الحرب على غزة..)
مسيرة العودة إلى القرى المهجرة في الداخل الفلسطيني تحولت إلى ساحة احتجاجية تحت شعار “أوقفوا الحرب على غزة” (الجزيرة)

القدس المحتلة- تحت شعار “أوقفوا الحرب على غزة” قامت حشود من الفلسطينيين الذين ينتمون للداخل الخمسين بالاحتفال بالذكرى الـ76 للهزيمة من خلال المشاركة في مسيرة العودة رقم 27 التي جرت على أراضي قريتي هوشة والكساير المجاهدتين في منطقة حيفا بدعوة من جمعية الدفاع عن حقوق المهجرين.

وحملت المسيرة -التي تجولت في كثير من الأراضي المهجرة بعنوان “هنا باقون.. يوم استقلالهم يوم هزيمتنا”- رسائل أكدت من خلالها الإصرار على حق عودة النازحين إلى القرى المهدمة والمهجرة، والتي تبلغ عددها 531 قرية، ومواصلة الكفاح حتى تحقيق الحرية والاستقلال.

واحتوت المسيرة على مهرجان إلقائي تم افتتاحه بالنشيد الوطني الفلسطيني “موطني” ثم “قسم العودة”، وخاطب خلال المهرجان كل من رئيس لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية محمد بركة والمندوب الثابت لجمعية الدفاع عن حقوق المهجرين نورا نصرة، كما تكلم محمود صبح نيابة عن أهالي القرى

الهجرة.

شهدت الفعاليات المهرجانية عروضًا فنية وأنشطة ثقافية، وتم إقامة خيمة للدفاع عن الحريات التي تُطالب باسترداد جثامين الشهداء الأسرى، من بينهم الشهيد وليد دقة الذي ارتقى شهيدًا في السابع من أبريل/نيسان الماضي بعد أن أمضى 38 عامًا في السجن، حيث ما زالت السلطات الإسرائيلية تحتجز جثمانه.

ازدهر انخراط الشباب في فعاليات مسيرة العودة وتخليد ذكرى النكبة (الجزيرة)

جيل جديد

تحوّلت المسيرة إلى محطة احتجاجية تم خلالها رفع الأعلام الفلسطينية واللافتات التي تحمل أسماء القرى المهجرة، وشعارات تعبر عن حق اللاجئين في العودة، وتُدين جرائم الحرب والإبادة في قطاع غزة.

برز مشاركة واسعة للجيل الشاب وأبناء الشبيبة الذين تحدوا القيود الإسرائيلية والتي منعت منذ “طوفان الأقصى” رفع علم فلسطين وإقامة فعاليات منددة بالعدوان وداعمة لغزة.

زكية شناوي تؤكد أن المسيرة تسعى لإثبات حق العودة (الجزيرة)

زكية شناوي وعدد من الفتيات شاركن في مسيرة العودة مرفوقات بعلم فلسطين، وقالت شناوي للجزيرة نت إن المشاركة تأتي في ظل الأوضاع الاستثنائية خلال حرب غزة، حيث يتجسد جيل فلسطيني جديد يعيش تجربة النكبة التي ينقلها التاريخ بشكل متناقض.

أكدت أنه لا ينبغي للشباب الفلسطيني نسيان النكبة التي حدثت في العام 2024، والتي تُظهر خلالها الحرب على غزة انتهاك حقوق الشعب الفلسطيني في جميع أنحاء بلاده.

أشارت إلى أن تذكيرنا بذكرى النكبة أثناء الحرب يعد تحديًا للكيان الإسرائيلي الذي تبنى منذ أكتوبر/تشرين الاول 2023 سياسة القمع والاضطهاد لأي صوت فلسطيني داخلي يدعم غزة تحت ذريعة تحريض على العنف وتخريب النظام العام.

أولى شناوي أهمية كبيرة لتخليد ذكرى النكبة والفعاليات القومية، إذ يثير انخراط الشباب والأجيال الصاعدة من الفلسطينيين داخل إسرائيل في مسيرة العودة – التي تحوّلت إلى ساحة تضامن مع غزة – قلقًا وخوفًا في نفوس الإسرائيليين.

وتعتقد أن المسيرة تعبّر عن روح الانتماء وتوحيد الشعب الفلسطيني، وتحمل رسائل تؤثر في الرأي العام وتساهم في صناعة الوعي وتشكيل السردية الوطنية وتساهم في تعزيز الهوية الوطنية.

السبعيني حجو حجو وزوجته أمينة يحرصان على المشاركة في مسيرة العودة (الجزيرة)

توارث الأمل

في سياق متصل، يصر السبعيني حجو حجو وحرمه أمينة على المشاركة في مسيرة العودة، حيث أصلها من قرية لوبية المهجرة في الجليل الأعلى، لتجدا ملاذًا في بلدة دير حنا.

شارك حجو في الحديث مع الجزيرة نت تجارب النزوح والتشريد من قريته التي كان يقطنها حوالي 3 آلاف شخص في وقت النكبة.

توجّهوا نحو لبنان وسوريا، ومنهم من استقروا كلاجئين في الداخل ويتمنون العودة التي ورثوها ويرغبون في توريثها لأبنائهم وأحفادهم.

ويقول حجو بأنّ مشاهد النكبة والمحطات نفسها تتواصل في غزة خلال الحروب التي تشنها إسرائيل ضد الفلسطينيين “ولكن المشاركة الواسعة في فعاليات العودة إلى القرى المهجرة تؤكد أن نسل الفلسطينيين لن ينسى، وسيحافظ على الإرث وسيصمد للعودة”.

قيادات من فلسطيني الـ48 تتقدم المهرجان الخطابي لمسيرة العودة (الجزيرة)

وتدعم الإعلامية مقبولة نصار فكرة مسيرة العودة، حيث تعمل كناشطة في جمعية الدفاع عن حقوق المهجرين، مشيرة إلى أن المشاركة الشعبية الواسعة في المسيرة تحمل رسالة تقول إن لن يحدث نكبة جديدة في عام 2024، في ظل الصراع على غزة، وأن الشعب الفلسطيني قرر بقوة الإلتزام بحقه في العودة وعدم التنازل عنه بأي ظرف.

وأوضحت نصار في حديثها للجزيرة نت بأن الحضور البارز في مسيرة العودة من الشباب يؤكد أن الفلسطينيين لن ينسوا معاناة النكبة، مؤكدة أنهم ينادون بقوة من أجل العودة رغم التضييق الإسرائيلي ضد الفلسطينيين داخل الـ48 بسبب تضامنهم ودعمهم لأهل غزة.

وأكدت أن مسيرة العودة هي بمثابة رسالة صمود لسكان غزة وربط لتاريخ النكبة عام 1948 بالصراع الحالي على غزة، وتمثل مسيرة الشعب الفلسطيني نحو الحرية والاستقلال.

الإلتزام بالحق

من جانبه، يرى عضو من لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية الدكتور يوسف جبارين بأن مسيرة العودة تعيد إلى الأذهان فصول النكبة، ولها دلالات وأهمية كبيرة، لاسيما في ظل استمرار الحرب على غزة، حيث إن المشاركة الجماهيرية الواسعة تمثل تحديًا لسياسة الاضطهاد والترهيب التي تنتهجها إسرائيل ضد فلسطينيي الـ48.

وأوضح جبارين للجزيرة نت بأن المسيرة تحولت إلى أضخم مظاهرة تطالب بوقف الحرب في فلسطين منذ الهجوم على غزة، مما يدل على إصرار الشباب الفلسطيني في الداخل على ربط أنفسهم بقضايا شعبهم.

ويعتقد أن الفعاليات الوطنية ومسيرات العودة لها رمزية، حيث ساهمت في تعزيز مكانة العلم الفلسطيني على الرغم من محاولات إسرائيل حظره ومنع رفعه خلال التحركات الاحتجاجية ضد الحرب على غزة خلال الأشهر الأخيرة.

رفع العلم الفلسطيني بمسيرات العودة وفعاليات إحياء ذكرى النكبة رغم حظره من قبل المؤسسة الإسرائيلية (الجزيرة)

وشدد جبارين على أنّ مسيرة العودة، حيث رفعت الأجيال الشابة الأعلام الفلسطينية، تؤكد على فشل المخططات الإسرائيلية التي تنصبّ على طمس الهوية الفلسطينية رغم تمسّك الشباب وإصرارهم على عدالة القضية الفلسطينية وتعزيز إيمانهم بضرورة نجاحها.

المصدر : الجزيرة



أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.

Exit mobile version