الفلسطينيون يستعدون لتقديم قرار في الجمعية العامة للأمم المتحدة
أفاد الفلسطينيون يوم الخميس بأنهم يعتزمون تقديم مشروع قرار للجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر، يكرّس الحكم الأخير الصادر عن أعلى محكمة في المنظمة والذي أعلن أن وجود إسرائيل في الأراضي الفلسطينية المحتلة غير قانوني، مع تحديد موعد لإنهاء الاحتلال.
أهمية القرار
أكد رياض منصور، السفير الفلسطيني لدى الأمم المتحدة، خلال حديثه مع مجلس الأمن أن هذا القرار، الذي لن يكون ملزماً قانوناً، يعتبر ضرورياً لتحفيز إنهاء الاحتلال الإسرائيلي. وقال: "لقد تعبنا من الانتظار. انتهى الوقت المخصص للانتظار".
الحكم التاريخي لمحكمة العدل الدولية
في 19 يوليو، أصدرت محكمة العدل الدولية بياناً غير مسبوق يدين حكم إسرائيل في الأراضي التي احتُلت قبل 57 عاماً، وطالبت بإنهاء الاحتلال وبوقف بناء المستوطنات فوراً. وكانت إسرائيل قد احتلت الضفة الغربية وشرق القدس وقطاع غزة في حرب الشرق الأوسط عام 1967، ويسعى الفلسطينيون للحصول على جميع هذه المناطق لإقامة دولة مستقلة.
ردود الفعل الإسرائيلية
لم يشر السفير الإسرائيلي داني دانون في حديثه بعد منصور إلى خطة الفلسطينيين أو حكم المحكمة، لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أدان الرأي غير الملزم لـ 15 قاضياً بالمحكمة، قائلاً إن هذه الأراضي جزء من الوطن التاريخي للشعب اليهودي.
التأكيد على الحقوق التاريخية
وشدد نتنياهو في بيان له على أن "الشعب اليهودي ليس غزاة في أرضه" — سواء في عاصمته القدس أو الأراضي التي في الضفة الغربية. وواصل قائلاً: "أي قرار خاطئ في لاهاي لن يغير هذه الحقيقة التاريخية، وكذلك فإن شرعية الاستيطان الإسرائيلي في جميع أراضي وطننا لا يمكن التشكيك فيها".
محاولة إيجاد حل سلمي
أشارت المحكمة إلى أن الجمعية العامة ومجلس الأمن — الذي تتمتع فيه الولايات المتحدة بموقف حليف للإسرائيليين ويملك حق النقض (الفيتو) — يجب أن يفكرا في "آليات دقيقة" لإنهاء وجود إسرائيل في تلك الأراضي. ولم يكشف منصور عن الجدول الزمني الذي يعتزم الفلسطينيون تضمينه في مشروع قرار الجمعية العامة.
وأكد منصور أن القرار سيكون "خطوة مهمة" نحو حل الدولتين، حيث تعيش دولتان مستقلتان, إسرائيل وفلسطين, جنباً إلى جنب في سلام.
تداعيات الحرب الحالية في غزة
أضاف منصور أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس أعرب عن نيته زيارة غزة، ودعا قادة العالم والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش وزعماء الدول الـ 15 في مجلس الأمن للانضمام إليه. ويدعوهم "لمشاهدة فظائع ما يتعرض له شعبنا" والمطالبة بوقف الحرب التي استمرت نحو 11 شهراً بين إسرائيل وحماس، وفق ما قاله منصور.
وقد نشبت الحرب بعد غزو حماس وجماعات أخرى جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر، والذي أسفر عن مقتل حوالي 1200 شخص، بينما قُبض على حوالي 250. ووفقاً لوزارة الصحة في غزة، قُتل أكثر من 40,000 فلسطيني، دون التمييز بين المدنيين والمقاتلين.
ضرورة الوصول إلى غزة
يسيطر الاحتلال الإسرائيلي على الوصول إلى قطاع غزة، ودعا منصور المجلس والأمين العام للأمم المتحدة للضغط لتأمين قدرة عباس على الوصول إلى غزة. في حين أشار دانون إلى أن "غزة تقف عند مفترق طرق" وأنه ما لم يتم إخراج حماس، فلن يكون للقطاع مستقبل.
وأكد على أن "هزيمة حماس ستتيح لسكان غزة تحديد مصيرهم بالشراكة مع أنجح الدول في المنطقة".