“القائد” عادل إمام.. 60 سنة من التفاعل مع الكبار

By العربية الآن



“القائد” عادل إمام.. 60 سنة من التفاعل مع الكبار

MARRAKECH, MOROCCO - DECEMBER 05: Egyptian movie and stage actor Adel Emam arrives on stage during the 14th Marrakech International Film Festival Opening Ceremony on December 5, 2014 in Marrakech, Morocco. (Photo by Dominique Charriau/Getty Images)
تعود آخر أعمال النجم المصري عادل إمام إلى عام 2020 الذي قدم فيه مسلسل “فلانتينو” في الموسم الرمضاني (غيتي)

إعتبر عادل إمام صاحب إحدى أطول المسيرات الفنية المميزة في الوطن العربي، فعلى مدى 6 عقود، أضاف الممثل المصري، الذي يحتفل اليوم بعيد ميلاده الـ84، للفنون بمجموعة من الأعمال الفنية تجاوزت الـ170 عملا ذات تنوع بين السينما والمسرح والدراما التلفزيونية، وحافظ على شهرته، وتصدر المشهد الفني دون الإنحياز عن الموقع الفني والشعبي الذي حققه.

الإشباع والإبداع

في ستينيات القرن الماضي، ظهر إمام لأول مرة على الساحة الفنية من خلال شخصية ثانوية أوكلت له في مسرحية “أنا فين وأنت فين” جنبا إلى جنب مع نجم الكوميديا في تلك الفترة فؤاد المهندس، ليبدأ بعدها في المضي قدما بعيدا عن ساحة الجامعة، حيث كان يدرس زراعة، وقدم العديد من الأدوار الفرعية،ثم يأتي الدور الثاني مع فناني الكبار في هذه اللحظة.

شدت الاهتمام الفني الذي يحتله “الزعيم” انتباه المنتجين والمخرجين لمنحه فرصة للتمثيل وتحقيقها في أوائل السبعينيات، تحديدا في عام 1973 من خلال فيلم “البحث عن فضيحة”، وهو آخر عمل للكاتب الراحل أبو السعود الإبياري، الذي شارك في نجاحات النجم الكوميدي الراحل إسماعيل ياسين، تحت قيادة المخرج نيازي مصطفى.

بدأ إمام مسرحيًا من خلال “مدرسة المشاغبين” مع فرقة المتحدين، التي حققت شهرة كبيرة وجعلت المخرج والمنتج سمير خفاجي يمنحه بطولة منفصلة في “شاهد مشفش حاجة”، نجح في تحقيق نجاح فردي.

نجح في تلك المرحلة في أن يصبح النجم الكوميدي الأول في عالم السينما، حيث تصدر المشاهد السينمائية والمسرحية، معتمدًا على كثافة الإنتاج.

الأعمق والموضوعات

لم يقتصر عادل إمام على الشهرة التي حققها من خلال الكوميديا فقط، بل امتلك أيضًا ذكاءً فنيًا، سمح له بتحقيق توازن وتنوع في اختياراته الفنية، وبناء مرحلة جديدة مع بداية الثمانينيات، حيث قدم شخصيات مختلفة عما اشتهر به. واستمر في التصدر الفني، متفوقًا على أقرانه في ذلك الوقت وحقق إيرادات كبيرة، من خلال اهتمامه بكثافة الأعمال وتنوع المواضيع والقضايا.

ركز على استعراض قضايا سياسية واجتماعية، يعبر من خلالها عن حقيقة المجتمع المصري وآماله، من خلال التعاون مع الكاتب الراحل وحيد حامد، حيث قدما معًا أول عمل لهما عام 1978 بعنوان “أحلام الفتى الطائر”.

قدم العديد من القضايا السينمائية، مثل “الإرهاب والكباب”، و”المنسي”، و”بيع الشركات العامة” في “اللعب مع الكبار”، وتناول ظاهرة الإرهاب التي كانت في قمتها في التسعينيات من القرن الماضي في “طيور الظلام”، بالإضافة إلى فيلم “الإرهابي” بالتعاون مع الكاتب الراحل لينين الرملي.

بالإضافة إلى اهتمامه بمتابعة القضايا التي يعاني منها المواطن المصري والعربي، والأفلام التي حملت قيمة فنية، جمع بينها وبين وحيد حامد، ركز عادل إمام على تطوير مشروعه الفني، من خلال التنوع في الأداء التمثيلي ونوعية الأعمال، حيث قدم الكوميديا والتراجيديا والميلودراما التي يفضلها الجمهور المصري في أفلام مثل “أمهات في المنفى” و”الغول”.

شكل ثنائيًا مع المخرج سمير سيف، وقدما معًا عددًا من الأفلام الحركية والأكشن مثل “شمس الزناتي” و”النمر والأنثى” و”المولد”، بالإضافة إلى تعاونه مع نادر جلال في “جزيرة الشيطان” و”سلام يا صاحبي”.

نال الفنان المصري عادل إمام لقب “الزعيم” بعد النجاح الكبير لمسرحية قدمها في 1993 تحمل ذات الاسم (غيتي)

متابعة التطورات

امتلك “الزعيم” بصيرة فنية جعلته قادرًا على مواكبة التحديثات، مما ساعده على الاستمرار في النجاح والحفاظ على مكانته بعد ظهور جيل المضحكين الجدد في بداية الألفية، ونجاح محمد هنيدي وعلاء ولي الدين ومحمد سعد في التصدر، حيث اعتمد منهجا فنيًا مختلفًا ساعده على الثبات وعدم تلاشي نجمه رغم ظهور جيل جديد.

اعتمد النجم الكبير على الجودة والتنويع بدلاً من الكمية والتكرار، من خلال تقديم شخصيات مختلفة في الأداء والشكل، واختيار أعمال تناسب مرحلته العمرية، والتعاون مع كتّاب ومخرجين جدد، من بينهم الكاتب يوسف معاطي.

وبفضل تجربته الطويلة، ركز إمام على تصدر الإيرادات من خلال تقديم أفلام مناسبة لمواسم العروض السينمائية، مثل الأعياد، وأفلام ذات جودة تتناسب مع موسم الصيف، واعتمد في ذلك على تقديم القضايا بأسلوب بسيط.مع الحفاظ على التقدير الاجتماعي الذي شبّع أعماله من خلال الـ”فارس كوميدي” واستبدل الكوميديا الغامضة التي عُرضت في الثمانينيات والتسعينيات.

وفي 1993، استعرض مسرحية “الزعيم” التي حققت نجاحًا بشكل لافت حتى تحوّلت تسميتها إلى لقب يسمى به عادل إمام.

اختصص في مناقشة الصراع العربي الإسرائيلي بصفة مباشرة وجلية من خلال فيلم “السفارة في العمارة” بالاشتراك مع يوسف معاطي وإخراج مروان حامد، وركز على رصد الفساد الانتخابي في “بخيت وعديلة.. الجردل والكنكة”، وناقش أيضًا قضايا فساد بعض رجال الأعمال في أفلام مثل “بوبوس”، و”مرجان أحمد مرجان”، وعكس واقع المصريين في أمريكا في فيلم “هالو أميركا”.

بالإضافة إلى القضايا السياسية، طرح إمام أيضًا نماذج إنسانية في أفلام مثل “التجربة الدانماركية”، فكان النموذج الأب الذي أنجب 4 أبناء كبار وعمل جاهدًا على تربيتهم بعد وفاة زوجته، لكنه يواجه مشاكل الحرمان العاطفي، حتى يقع في حب فتاة عرفها أثناء عمله وزيرًا للشباب والرياضة.

ظهر بعدها كأب يعاني من الغيرة الشديدة على ابنته، ورفض زواجها في “عريس من جهة أمنية”، وفي “ألزهايمر” كان آخر ظهور سينمائي له عام 2010 قدم النموذج الأب الذي يحاول أبناؤه الاستيلاء على أمواله ويدّعون أنه يعاني من مرض ألزهايمر.

وكانت الدراما التلفزيونية هي الخطوة الأخيرة، وحافظ على معالم القصص التي نالت استحسانا كبيرًا، ففي “فرقة ناجي عطا الله” عاد لمواجهة إسرائيل، وتلا ذلك بأعمال كـ “العراف”، و”عفاريت عدلي علام”، و”صاحب السعادة”، و”عوالم خفية”، ثم قدّم عملا آخر باسم “فلانتينو” في عام 2020.

ولا يزال عادل إمام محافظًا على إرثه الفني المتنوع والغزير والجوائز التي نالها خلال مسيرته، وتم تكريمه في السنوات الأخيرة، أثناء الدورة الأولى لمهرجان الجونة السينمائي عام 2017، وتم تكريمه في بداية السنة الحالية في السعودية خلال فعالية الـ”جوي آورد”.

المصدر : الجزيرة



أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.

Exit mobile version