وأشارت منسقة الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في السودان، كليمنتين نكويتا سلامي، إلى إصابة مدنيين نقلوا إلى المستشفى في الفاشر جراء جروحهم، وبينما حاولوا الهرب، وجدوا أنفسهم عالقين في وسط الاشتباكات العنيفة.
وأكدت سلامي أن “استخدام الأسلحة الثقيلة والهجمات في المناطق المكتظة بالسكان في وسط الفاشر يُسفر عن وقوع عدد كبير من الضحايا”، داعيةً “جميع الأطراف” لتجنب الاشتباكات في المدينة.
وأعلنت “لجنة مقاومة الفاشر”، التي تضم عددًا من الناشطين السودانيين، عن اندلاع “اشتباكات عنيفة” بين الجيش وتنظيم الدعم السريع في الفاشر بولاية شمال دارفور غربي السودان.
وذكرت اللجنة أن القذائف والمدافع الثقيلة “سقطت عشوائيًا في منازل المدنيين، وأدت إلى إصابة عدد منهم ونقل بعضهم إلى المستشفى الجنوبي في المدينة” دون تحديد نوع الإصابات.
وشددت المسؤولة الأممية على أن هذه الأعمال العدوانية “تهدد حياة أكثر من 800 ألف فرد يعيشون” في الفاشر.
The flames of war in #Sudan are threatening to engulf El Fasher. Reports of intensifying clashes in the city are deeply alarming.
The people of Darfur need more food, not more fighting. The parties must uphold their obligation to keep civilians safe and immediately de-escalate.
— Martin Griffiths (@UNReliefChief) May 10, 2024
ومنذ أوائل أبريل/نيسان الماضي، شهدت الفاشر مواجهات بين الجيش السوداني وتنظيم الدعم السريع، الذي شن هجمات واسعة على القرى الغربية للمدينة.
يُشار إلى أن الفاشر هي عاصمة ولاية شمال دارفور، ومركز إقليم دارفور الذي يضم 5 ولايات، وتُعتبر أكبر مدنه، والتي بقيت الوحيدة بين العواصم الأخرى لولايات الإقليم التي لم تسقط في يد تنظيم الدعم السريع.
ويقاتل في الفاشر إلى جانب الجيش السوداني مجموعات مسلحة وقعت اتفاق سلم جوبا مع الحكومة عام 2020، بما في ذلك قوات تحرير السودان بزعامة مني أركو مناوي وحركة العدل والمساواة بزعامة جبريل إبراهيم.
والمدينة تضم عددًا كبيرًا من النازحين، وإلى الآن بقيت بعيدة عن وطأة المعارك، ولكن القرى المحيطة بها تشهد اشتباكات منذ منتصف أبريل/نيسان الماضي.
ولمدة عدة أيام، اتهمت منظمة هيومن رايتس ووتش تنظيم الدعم السريع بارتكاب “تطهير عرقي” وعمليات قتل تُظهر الاشتباه في وقوع جرائم إبادة جماعية ضد قبيلة المساليت في مدينة الجنينة، عاصمة ولاية غرب دارفور.
منذ منتصف أبريل/نيسان 2023، يُخوض الجيش السوداني وتنظيم الدعم السريع حربًا أسفرت عن مقتل حوالي 15 ألفًا ونزوح أكثر من 8 ملايين لاجئ ونازح، وفقًا لتقديرات الأمم المتحدة.