المؤمنون في شمال فرنسا.. بين التحكم الشخصي والهجرة إلى الخارج

By العربية الآن



المؤمنون في شمال فرنسا.. بين التحكم الشخصي والهجرة إلى الخارج

RC2RX2AZAK87 1695657901
سيدة مؤمنة تمشي في طريق بمدينة نانت الفرنسية (رويترز)

<

div class=”wysiwyg wysiwyg–all-content css-1vkfgk0″ aria-live=”polite” aria-atomic=”true”>بفعل الشك المستمر في انتمائهم للإسلاميين المتطرفين وخوفا من اتهامهم بالترويج للإرهاب، يختار بعض المؤمنين الفرنسيين أو من أصولهم الشمال أفريقية التزام السكوت، في حين يقرر آخرون -وهم في الغالب من بين الأكثر تأهيلا- مغادرة فرنسا بسبب هذه الأجواء الضارة من نواح كثيرة، ولاسيما في شمالي البلاد.

افتتح موقع “أوريان 21” تحقيقا للصحافية نادية داكي بواسطة هذه الجمل، بدأته بأن سلسلة من القضايا والشكوك والخلافات والقوانين المعتمدة أو المخطط لها تقود عددا من المؤمنين الفرنسيين أو من أصولهم الشمال أفريقية إلى الشك في أن لهم مكانهم حقا في فرنسا.

اطّلع أيضا

قائمة من 2 عناصر

قائمة 1 من 2

تعرف على الدول الانضمام لجنوب أفريقيا في جهودها ضد إسرائيلتعرف على الدول الانضمام …

قائمة 2 من 2

هآرتس: سياسة إسرائيل بخصوص مساعدات غزة مثيرة للفوضىهآرتس:

سياسة جمهورية الاحتلال بخصوص …

نهاية القائمة

يرى محمد، وهو إنسان في الأربعينات من عمره ومن مَوَاليد شمال فرنسا وموظف حُكومي، “كُنّا روادًا في جمعيات إسلامية قوية يدعمها مؤمنون ملتزمون، وبِهذا السبب تسعى السلطات العامّة مَنذ سنين للنيل منها بشكل مُنْهَِجِي وهيكلي”.

احتجاج بفرنسا على الضغط على إمام حيث يحمل المشاركون لافتات تقول إحداها “الإسلام ليس كبش فداء” (الأوروبية)

وقال الشاب قائمة المنظمات المتضرّرة من “ثانوية ابن رشد حتى إذاعة باستيل إف إم، فمسجد فيلنوف داسك، حيث جُرَم مسؤولو مسجد فيلنوف داسك قبل أن تُطلق المحكمة سراحهم، وتم قطع التمويل الذي كانت تتلقاه إذاعة باستيل إف إم بسبب اتهامها بالترويج للدين الإسلامي، وتم إلغاء عقد ثانوية تكونها ابن رشد مع الدولة”.

وصوّر محمد الرقابة الذاتية التي يمارسها على نفسه بشأن الحرب على غزة خوفًا من المُصير الذي واجه السكرتير الفرعي لاتحاد الشغل العام في الشمال، جان بول ديلسكو، الذي حُكِم عليه بالسجن لمدة سنة مع تأجيل التنفيذ بتهمة تمجيد “الإرهاب”، موضحًا أنّه “عند رؤيته لما يُمكن فعله بشخص أبيض غير مسلم أَتى بجرأة على التذكير بالاحتلال غير الشرعي، فما بالك بشخصٍ أسمر مثلي”.

العَنْصُرِيَّة وكَرَاهِيَة الإِسْلام

لذلك يقول محمد إنّه يَنشط في مجالات أخرى، “أُشارك في التَظاهرات ومُقاطعة المُنتَجات الإِسرائيلية، وأُعلم أبناءي. لا يَهمنِي إِذا اضطررت لتَقليص نَشاطي في العمل”، مشيرًا إلى أنّ الرقابة الذاتية لا تقتصر على القِضَيّة الفلسطينية، بل تَتضمّن البيئة العامة التي تَميل إلى تَكْمِيم كل ما يتعلق بالثَقَافة العَرَبِيَّة الإسلامية.

وذَكَرت الكاتبة أنس داكي أن قِضية ثانوية ابن رشد خَلّفت في الشَمال تأثيرًا سَيّئًا بِسَبَب طبيعتها غير العادلة مُقارنة بثانوية ستانيسلاس الكاثوليكية في باريس والتي تَمّ اتّهامها بخرق العُلومانيّة، مثيرة غَضَب مجيد (42 عامًا) الّذي يُرغب مثل محمد في عدم الكشف عن هويته، قائلًا إنّ “ابن رشد كان مثال ناجح. بالنِسبة لي هناك عنصرية لا حَدَّ لها على الإطلاق في هذا النوع من الهجومٍ”.

وبالنِسبة لطارق (30 عامًا)، وهو باحث في العلوم السياسية، “وُلِدت هُنا ونشأت هُنا ولُغَتي الأم هي الفرنسية، ومع ذلك سَأظلّ دَومًا مواطنًا أَجنَبيًا في أعين بَعض الأفراد”، والسبب “في بِنية الدولة العَنصُرِيّة للغَاية، وكما يَشهَد بذلك تَعاقُب القوانين المُتعلقة بالانفصال”.

إِغراء الخارج

يَقول محمد “إن البلاد تَزداد سوءًا اقتصاديًا”، لذلك هو يُفكّر بقوّة في الانتقال إلى مَكان آخر، “أَجِدُ الأمرَ جِنونًا، لقد هاجَرَ آباؤنا ونحن نُفَكِّر في الأمرِ كذلك”، ويُضيف الشاب “الأسباب مُتعددة ولكن أَهمها هو الإسلاموفوبيا، لقد تربينا على الجِدّ والمثابرة، وتعلمنا وضاعِفنا جهودنا وحصلنا على قُدرات هامة، لكن الخِيبة هي ما نَجنيه”.

وهُنا تُشير الكاتبة نادية داكي إلى كتاب الباحثين جوليان تالبين وأوليفييه إستيف وأليس بيكار “فرنسا تُحبُها ولكنك تُغادرها” الذي جمعوا فيه وحلّلوا ردود ألف شخص في

قامنا بإجراء 250 لقاء مع مجموعة من الذين غادروا فرنسا حديثًا، بالإضافة إلى آخرين غادروها منذ ما يقرب من 20 عامًا.

من بين الأسباب المشاركة في تلك المناقشات، كانت رغبة في التخلص من التمييز الذي يواجهه المسلم في المقام الأول بنسبة 70٪ من الحالات، تليها فرصة للعيش بسلام وفقًا لنسبة 63٪، ثم يأتي التطوير المهني.

يعتقد تالبين بأن دوافع الرحيل تتعلق بالانتخابات الرئاسية لعام 2022، أو “دور بعض وسائل الإعلام مثل سي نيوز، أو وجود المرشح إريك زمور الذي يحظى بتغطية إعلامية مفرطة”، مما يشجع على إحداث “أجواء مشحونة” يعيشونها بدلاً من “تجارب التمييز المباشرة”.

على عكس الاعتقاد السائد، لا تكون بلدان الوجهة ذات غالبية إسلامية، ولا يعتبر المهاجرون الذين شملهم الاستطلاع أنفسهم متدينين للغاية. بل يكونون في أغلب الأحيان من الجيل الثاني أو الثالث من الفرنسيين ذوي الجنسيات المزدوجة، وأكثر من 53٪ منهم لديهم مؤهلات تعليمية عالية، حيث تكون التقدم الوظيفي أكثر تعقيدًا بالنسبة لهم مقارنة بزملائهم غير المسلمين أو البيض.

بعبارة أخرى وفقًا للكاتبة، يتم حرمان فرنسا ذاتها من جزءٍ من نخبتها، إذ انضم معظم الأشخاص الذين غادروا فرنسا إلى الجامعات العامة. كما يقول تالبين، “سمح لهم النظام التعليمي والاجتماعي الفرنسي بالتقدم الاجتماعي، لكن التركيز المستمر على الإسلام والمسلمين يعني أنهم لا يمكنهم تحقيق الازدهار الذي يتطلعون إليه”.

وأفاد بعض الأشخاص الذين تمت مقابلتهم بأنهم “يواجهون ليس فقط التمييز، بل أيضًا يُشكك في جميع أشكال التنظيم الديني الذي أتاح بعض التقدم مسبقًا”. ويظهر بوضوح أن “التصدي للإسلاموفوبيا في فرنسا يعني أنه لا يمكننا حتى تنظيم أنفسنا من أجل محاربة التمييز”، وفقًا لاعتقادهم.

المصدر: أوريان 21

أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.

Exit mobile version