الإرهابيون يستولون على دمشق مع فرار الأسد من العاصمة السورية
سيطرة المتمردين على دمشق
استولى مقاتلون متمردون على عاصمة سوريا، دمشق، مما أدى إلى الإطاحة بنظام الأسد الذي حكم البلاد منذ عام 1971. حيث دخلت القوات التي يقودها جماعة “هيئة تحرير الشام” المدينة في الساعات الأولى من صباح يوم الأحد، قبل أن يظهروا على التلفزيون الرسمي ليعلنوا أن سوريا أصبحت “حرة”.
مصير الأسد
المصير الحالي لبشار الأسد، الرئيس السابق للبلاد، لا يزال مجهولاً، ويُعتقد أنه فر من العاصمة على متن طائرة. وقد حقق الثوار تقدماً سريعاً خلال الأسبوعين الماضيين، حيث تمكنوا من السيطرة على مدن رئيسية على الطريق إلى دمشق، وكانت الشوارع تعج بالاحتفالات فور دخولهم المدينة.
ردود فعل الأهالي
عبّرت رانيا كاتاف، باحثة في التراث الثقافي السوري، عن شعورها قائلةً: “نحن جميعاً نشعر كأننا كنا تحت الماء حرفياً لمدة 13 عاماً، والآن أخذنا نفساً”. وأضافت: “لا تكفي كلمة ‘مبتهجة’ لوصف ما نشعر به”.
من جهة أخرى، أعرب بعض السكان عن مخاوفهم من المستقبل، مع تشكيكهم في احتمال استقرار الوضع الأمني في المدينة. كما لوحظت عمليات نهب في القصر الرئاسي، مما دفع المتمردين إلى فرض حظر تجول على دمشق.
بداية مرحلة جديدة
شهدت ساحة الأمويين في المدينة إطلاق نار احتفالياً، رغم منع “هيئة تحرير الشام” لذلك. وقد حكم الأسد منذ عام 2000 عندما تولى الرئاسة بعد والده حافظ الأسد، ويُعرف نظامه بالقمع وانتهاكات حقوق الإنسان.
وفي أعقاب الربيع العربي، تم تشكيل عدد من الفصائل المعارضة، من بينها “هيئة تحرير الشام” التي تأسست في عام 2011. وقد تحاول الهيئة تحسين صورتها بالابتعاد عن تنظيم القاعدة وإظهار التسامح تجاه الأقليات في سوريا.
في الأسبوعين الماضيين، أطلقت “هيئة تحرير الشام” هجوماً مفاجئاً من الشمال، حيث سيطرت بسرعة على مدينتي حلب وحماة. هذا التقدم في ظل مقاومة حكومية محدودة أدى إلى انتفاضة من قبل المتمردين المتحالفين في منطقة درعا الجنوبية، الذين تقدموا نحو دمشق من الاتجاه الجنوبي.
تراجعت القوات المسلحة، مما أسفر عن تحرير أكثر من 3500 سجين من سجن عسكري. وعلى الرغم من إدعاءات وزارة الداخلية بوجود حصار “قوي جداً” حول دمشق، إلا أنه بعد بضع ساعات أصبحت المدينة بيد المتمردين.
انتقال السلطة عن طريق التفاوض
تشير بعض الدلائل المبكرة إلى حدوث انتقال منظم للسلطة يتجنب إلى حد كبير استخدام العنف. قال رئيس وزراء سوريا، محمد غازي الجلالي، إنه لا يزال في دمشق ويتواصل مع قيادة هيئة تحرير الشام. وقد أضافت هيئة تحرير الشام أنه تم تحذير المتمردين من الهجوم على المؤسسات العامة، التي ستظل تحت إشراف الجلالي حتى يتم تسليمها رسمياً.
المخاوف من عدم الاستقرار
رغم تحقيق السبب المشترك لفصائل المتمردين في سوريا، لا تزال هناك مخاوف من أن تنزلق البلاد إلى فوضى مشابهة لما حدث في ليبيا، مما يؤدي إلى سنوات من النزاعات بين الفصائل المسلحة وعدم الاستقرار.
مصير بشار الأسد
فيما يتعلق بمصير بشار الأسد، أخبر الجلالي قناة العربية أنه سمع من الأسد آخر مرة مساء يوم السبت، وليس لديه معلومات عن مكانه. وقد صرحت روسيا، الحليف القديم للأسد، بأنه ترك منصبه كرئيس وفر من البلاد نتيجة مفاوضات مع “شركاء آخرين في النزاع المسلح”. ولكن هناك شائعات تفيد بأن طائرة يُعتقد أنها تحمل القائد المخلوع قد تم إسقاطها، بعد أن أظهرت بيانات تتبع الرحلات أنها قامت بدوران مفاجئ قبل أن تختفي عن الخرائط.
ردود الفعل الدولية
رحب الزعماء الغربيون بنهاية نظام الأسد، معربين عن تفاؤل حذر تجاه القيادة الجديدة في البلاد. فقد رحب رئيس وزراء المملكة المتحدة، السير كير ستارمر، بنهاية “نظام الأسدي البربري”، ولكنه أكد أن تركيزه سيكون على “ضمان استمرار الحلول السياسية، واستعادة السلام والاستقرار”.
الضغوط العسكرية الإسرائيلية
وسط تقارير حول عمليات قصف مطارات حول دمشق ومواقع يُعتقد أنها استخدمت لتطوير أسلحة كيميائية، والتي نسبت بعض وسائل الإعلام العربية لإسرائيل، أعرب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، عن أمله في إقامة “علاقات سلمية” مع الحكومة السورية الجديدة، ولكنه أكد أن بلاده ستقوم “بإجراءات ضد التهديدات المحتملة”.
لم تدل إسرائيل بأي تعليق حول الغارات الجوية الظاهرة. كما قال نتنياهو إنه قد طلب من الجيش الإسرائيلي السيطرة على المنطقة العازلة بين سوريا وهضبة الجولان التي تسيطر عليها إسرائيل.