### زيارة غير متوقعة للمدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية إلى دمشق
**لاهاي، هولندا (AP)** — قام المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، كريم خان، بزيارة غير معلنة يوم الجمعة إلى دمشق للتشاور مع زعيم الحكومة الفعلية في سوريا حول كيفية ضمان المساءلة عن الجرائم المزعومة التي ارتكبت في البلاد.
وذكرت مكتب خان أنه زار بدعوة من الحكومة الانتقالية السورية، حيث التقى مع أحمد الشارع، زعيم الإدارة الجديدة في سوريا الذي كان يعرف سابقًا باسم محمد الجولاني، ووزير الخارجية لمناقشة خيارات العدالة في لاهاي لضحايا الحرب الأهلية التي أودت بحياة أكثر من نصف مليون شخص وخلّفت أكثر من ستة ملايين شخص مشرد.
### خلفية الإجراءات والنزاع
أحمد الشارع هو **مقاتل سابق في تنظيم القاعدة** قطع صلاته مع الجماعة المتطرفة منذ سنوات، وهو يقود هيئة تحرير الشام، وهي الجماعة التي تتولى السلطة في سوريا الآن. وكانت هذه الجماعة، التي تُعتبر إرهابية في الولايات المتحدة، قد قادت الهجوم السريع الذي أطاح بأطول دكتاتور في البلاد، بشار الأسد، في الشهر الماضي وأصبحت الآن الحزب الحاكم الفعلي في البلاد.
من جهته، فرّ الأسد إلى روسيا في ديسمبر، حيث خاض حملة قمع ضد كل من يعارضه خلال أكثر من عشرين عامًا في الحكم.
### قضايا حقوق الإنسان والمساءلة
تقدر منظمات حقوق الإنسان أن ما لا يقل عن 150,000 شخص قد افتقدوا منذ بدء الاحتجاجات المناهضة للحكومة في عام 2011، **معظمهم اختفوا داخل شبكة سجون الأسد**. وقد قُتل العديد منهم، إما في إعدامات جماعية أو نتيجة التعذيب وظروف السجون. ولا يزال العدد الدقيق مجهولًا.
ووجدت الهيئة العالمية المشرفة على الأسلحة الكيميائية أن القوات السورية مسؤولة عن عدة هجمات باستخدام غاز الكلور وغيرها من المواد المحظورة ضد المدنيين. كما تم اتهام جماعات أخرى بانتهاكات حقوق الإنسان وجرائم الحرب خلال الحرب الأهلية في البلاد.
### الدعوة للمساءلة
دعت السلطات الجديدة إلى محاسبة أعضاء نظام الأسد. ومع ذلك، فإنه من غير الواضح كيف يمكن تنفيذ ذلك في هذه المرحلة.
لا تعتبر سوريا عضوًا في المحكمة الجنائية الدولية، مما جعل المحكمة غير قادرة على التحقيق في النزاع. في عام 2014، منعت روسيا والصين إحالة من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة كانت ستمنح المحكمة الولاية القضائية. تم إجراء إحالات مماثلة للسودان وليبيا.
تأتي زيارة خان بعد رحلة إلى دمشق الشهر الماضي من منظمة الأمم المتحدة التي تساعد في التحقيق في الجرائم الأكثر خطورة في سوريا. تم إنشاء الآلية الدولية المحايدة المستقلة لسوريا لمساعدة في جمع الأدلة ومقاضاة الأفراد المسؤولين عن جرائم الحرب، وجرائم ضد الإنسانية، والإبادة الجماعية منذ بداية الحرب الأهلية في سوريا في عام 2011.
كما شدد رئيس المجموعة، روبرت بيتي، على أهمية حفظ الوثائق والأدلة الأخرى قبل أن تضيع.