# البيت أم العمل.. أيهما أحق بالمرأة؟
## مناقشة عمل المرأة ودورها في الأسرة
تناول برنامج “باب حوار” الذي تنتجه منصة الجزيرة 360 موضوع عمل المرأة وتحدياته، وخاصةً إذا ما كان يتعارض مع مسؤولياتها العائلية. وقد شهدت الحلقة آراء متباينة من المشاركين حول هذا الموضوع.
أعرب بعض المشاركين عن اعتقادهم بأن المرأة العاملة تستطيع تربية جيل قوي ومتعلم، بينما وصف آخرون صعوبة التوازن بين مسؤوليات الأمومة ونشاطاتها المهنية.
## آراء الخبراء
خلال النقاش، صرحت بنان شمس الدين، مديرة أكاديمية تعليمية، بأن عمل المرأة ليس ضروريا بنفس القدر الذي يتطلبه عمل الرجل من أجل دعم الأسرة. ورغم ذلك، أكدت أن عمل المرأة قد يكون مقصورا على مجالات مثل التعليم والرعاية الصحية النسائية.
شمس الدين ترى أن تأثير الأم في المنزل خلال مرحلة الطفولة له أهمية أكبر للمجتمع من العمل الخارجي، مشيرة إلى تجربتها الشخصية التي أظهرت أهمية وجود الأم في البيت.
## الدفاع عن العمل النسائي
مقابل ذلك، اعتبرت الإعلامية والناشطة إسراء المدلل أن عمل المرأة لا غنى عنه لتحقيق الاستقلال الاقتصادي ولإثبات الذات. وأشارت إلى دراسات تدعم فكرة أن المجتمعات الأكثر تماسكا هي تلك التي تشارك فيها المرأة، حيث تتخذ قرارات حاسمة لصالح الأسرة والمجتمع.
وأكدت المدلل أن النساء غالبا ما ينجزن أكثر من الرجال، إذ يتمكن من الجمع بين العمل والأسرة بشكل أفضل بشرط أن يتفهم الأزواج هذا الأمر.
## آراء مختلفة حول أهمية العمل
دحض الطبيب المصري أسامة عودة ذلك الاحتجاج قائلاً: “لا يجوز وضع الرجل والمرأة في كفة واحدة، فهناك ضرورة لموازنة الأمور.” وتوافق الباحثة الاجتماعية سارة صبري، حيث أكدت أن المرأة تقوم بمهام متعددة في المنزل، ولكنها تعمل بشكل حر وليس تحت قيود ساعات العمل المفروضة.
على الجهة الأخرى، اعتبرت الإعلامية رهشان صغلام أن عمل المرأة أصبح ضرورة اقتصادية، سواء كانت متزوجة أو عزباء، وأشارت إلى أن الأم العاملة تقدم قدوة إيجابية لأطفالها.
## التحديات التي تواجه الأم العاملة
واستكمالًا لهذا النقاش، أضاف الصحفي قتيبة ياسين أن المجتمعات الناجحة تشمل مشاركة كلا الجنسين في العمل، مشدداً على أهمية عدم الاستغناء عن نصف المجتمع. وعلى الرغم من ذلك، علق عودة بالقول إن مجتمعات مثل أوروبا تعاني من مشاكل بسبب ارتفاع نسب العمل بين النساء، مما أثر سلباً على الأسر والإنجاب.
### التوازن بين العمل والمنزل
وفيما يخص التوازن بين العمل والمنزل، أفادت شمس الدين بأن الأمهات العاملات يواجهن تحديات في ترتيب الأمور المنزلية، خاصة في ظل أجيال تعتمد على الأم في كل شيء، مما يؤثر على صحتها النفسية. واتفق عودة مع هذا الرأي، مشيراً إلى أن تعدد المسؤوليات يضع ضغطاً كبيراً على النساء.
من جهتها، اعتبرت المدلل أن تحقيق هذا التوازن يعتمد على قدرات المرأة الخاصة، مشددة على أهمية دور الرجل في دعم المرأة العاملة.
ورغم الصعوبات، أشارت صغلام إلى ضرورة التعاون بين الزوجين، وأكدت على أن النساء يمكن أن يقمن بمسؤولياتهم بكفاءة.
العمل أم المنزل؟
تتحدث شمس الدين عن معاناة النساء في بيئات العمل، حيث تجد أن هذه البيئات “ظالمة” لهن، إذ لا تتساوى النساء مع الرجال على الصعيد المادي، كما لا تؤخذ ظروفها كأم وزوجة بعين الاعتبار، مما يؤدي بها إلى اختيار أعمال تتناسب مع احتياجات عائلتها. من جهة أخرى، يرى عودة أن وجود المرأة في سوق العمل قد أثر سلباً على الرجال، حيث أدى إلى منافسة كبيرة وارتفاع معدلات البطالة بين الرجال، بعدما دخلت النساء في جميع المجالات، حتى الوظائف التي تتطلب جهداً جسدياً لا يناسب قدراتهم.
بينما تؤكد المدلل أهمية قدرة المرأة على العثور على بيئة عمل ملائمة، حيث أنها قد تعود إلى المنزل إذا لم تتوافر ظروف مناسبة، لكنها تستدرك بأن ذلك ليس ذريعة للتخلي عن العمل، إذ أن الرجال أيضاً يواجهون ظروف عمل صعبة ومع ذلك لا يختارون البقاء في المنزل.
حقوق المرأة في بيئة العمل
تؤكد صغلان أن النساء حصلن على العديد من الحقوق ولكنهن ما زلن يتعرضن للظلم من الناحية المادية، بالإضافة إلى وجود مشكلات في العمل مثل التحرش الجنسي. ومع ذلك، تشدد على أن النساء لم تُخلق للبقاء في مناطق الراحة، بل يجب عليهن مواجهة التحديات والعمل على تحسين بيئات العمل لتكون ملائمة لهن.
في المقابل، يرى صبري أن المرأة لم تحقق نجاحات حقيقية، بل وجدت فرصاً عمل بسبب قبولها بعائد مادي أقل من الرجال الذين يتحملون مسؤوليات أسرية أكبر. ومن جانبه، قال ياسين إن الوضع ليس بنفس السلبية بالنسبة للنساء في بيئات العمل، حيث يوجد تفضيل إيجابي في بعض الأحيان، ويدلظلم يقع على الجميع في بيئات عمل معينة.